[align=justify]عبد الله بن مسعود


هذه الصفحة عن الصحابي عبد الله بن مسعود. إذا أردت ابن مسعود عالم الرياضيات انظر: ابن مسعود (عالم رياضيات)

عبد الله بن مسعود- توفي بالمدينة سنة 32 هـ - هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمس بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارس بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، الإمام الحبر، فقيه الأمة، أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة. صحابي جليل أحد أوائل المهاجرين حيث هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين، وأول من جهر بقراءة القرآن. تولي قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر وصدر من خلافة عثمان.


فضله وصفاته

كان من السابقين الأولين، وشهد بدراً، وهاجر الهجرتين، وكان يوم اليرموك على النقل، روى علما كثيرا. كان عبد الله رجلاً نحيفاً أحمش الساقين - (رفيع الساقين) - قصيراً شديد الأدمة وكان لا يغير شيبه. كان عبد الله لطيفاً فطناً. وكان معدوداً في أذكياء العلماء. وكان عبد الله من أجود الناس ثوباً أبيض، وأطيب الناس رِيحاً. كان متواضع مع علمه وورعه وتقواه.

أمه: أم عبد بنت عبد ود بن سوي من بني زهرة فكان يعرف بابن أم عبد


إسلامه

كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله – وأبو بكر فقال يا غلام هل من لبن ؟ قلت نعم ولكن مؤتمن قال فهل من شاه لم ينز عليها الفحل؟ أي لا تدر لبنا فأتيته بشاه فمسح درعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقاه أبو بكر قال للضرع أقلص – أي إنضم وأمسك عن إنزال اللبن – فقلص قال ثم أتيته بعد هذا ثم اتفقا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله إنك عليم معلم فأخذت من فيه فمه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.


قربه من رسول الله

ما كاد ابن مسعود يعلن إسلامه حتي بدأ عهدا مع نفسه وهو القرب من رسول الله فكان كما قال أبو موسى الأشعري لقد رأيت رسول الله وما أرى ابن مسعود إلا من أهله – وقال القاسم بن عبد الرحمن: كان ابن مسعود يلبس رسول الله نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتي إذا أتي مجلسه نزع نعليه فأدخلها في ذراعيه وأعطاه العصا – فإذا أراد رسول الله أن يقوم إليه نعليه ثم مشي بالعصا أمامه حتي يدخل الحجرة قبل رسول الله – وكان يوقظ رسول الله إذا نام ويستره إذا اغتسل وكان صاحب سواكه ووسادته ونعليه.

مكانته عند الله عز وجل

عن سعد قال كنا مع رسول الله ونحن ستة فقال المشركون إطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا وكنت أنا وابن مسعود وغيرنا. فوقع في نفس النبي – ما شاء الله وحدث به نفسه فأنزل الله تعالي ‏‏{‏ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي‏}. الأنعام. 52.

كما قال عنه رسول الله أن قدمه في الميزان أثقل من جبل أحد، يوم استهزأ الصحابة من دقة ساقه.


علمه

أخذ ابن مسعود من في رسول الله سبعين سورة، وكان كثير الشغف بالقرآن حتي عرف بأنه أول جهر بالقرآن. وقال : (من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد).

لقد قال فيه علي : (لقد قرأ القرآن فأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة). وقد روى الشيخان في صحيحيهما والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو إنه قال لما ذكر عنده ابن مسعود فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله يقول (استقرئوا القرآن من أربعة – ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل) ولم يكن عبد الله بن مسعود عالما فحسب بل كان مع العلم العبادة فهو القائل القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن وهو القائل ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية.


جهاده في سبيل الله

جثا عبد الله يوم بدر علي صدر أبي جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء فقال رسول الله من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه إبنا عفراء غير أنه لم يمت فقال له أنت أبو جهل ؟ ثم حز رأسه وأعلم رسول الله الخبر فحمد الله تعالي.

قال ابن عباس: ما بقي مع رسول الله يوم أحد إلا أربعة: أحدهم ابن مسعود.


وفاته

توفي بالمدينة سنة 32 هـ، وأوصي الي الزبير ‎ ودفن بالبقيع وصلي عليه عثمان وقيل صلي عليه الزبير ودفنه ليلا وكان قد أوصى بذلك وقيل لم يعلم عثمان ‎ عنه بدفنه فعاتب الزبير علي ذلك وكان عمر عبد الله بن مسعود يوم توفي بضعا وستين سنة، وقيل بل توفي سنة ثلاث وثلاثين والأول كثر – ولما مات ابن مسعود نعي الي أبي الدرداء فقال ما ترك بعده مثله – أخرجه الثلاثة، فرحم الله ابن مسعود و طيب ثراه .[/align]