نصير الدين الطوسي (597 هـ، 672 هـ) هو محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، المشتهر بنصير الدين الطوسي وبالمحقق الطوسي.

ولد في طوس ـ وهي ناحية في منطقة خراسان في شمالي شرق إيران ـ واختلف في سنة ولادته، ولكن أكثر المؤلفين على أنه ولد سنة 597هـ وتوفي في بغداد يوم الغدير سنة 672هـ، ودفن عند الكاظمين عليهما السّلام، وكان والده محمد بن الحسن من الفقهاء والمحدّثين، فتربّى في حجره ونشأ على يده.


فيلسوف مسلم فارسي

صورة الطوسي على طابع بريدي إيراني أصدر في الذكرى 700 لوفاته
الاسم: نصير الدين الطوسي
اللقب:
ميلاد: 16 فبراير 1201 م (11 جمادى الأولى، 597 هـ)
وفاة: 25 يونيو 1274 م(18 ذو الحجة 672 هـ)
أصل عرقي: فارسي
منطقة: طوس
مذهب: شيعي
نظام المدرسة: فلسفة سيناوية
الاهتمامات الرئيسية: علم الكلام، فلسفة إسلامية، فلك، رياضيات، كيمياء، طب، فيزياء،
أعمال ملحوظة: قانون بقاء المادة، نظرية التطور الرسالة الاسطرلابية، زيج الإخاني، شرح الإشارات
تأثر بـ: ابن سينا، فخر الدين الرازي،
تأثر به: قطب الدين الشيرازي، ابن الشاطر، نيكولاس كوبرنيكوس


دراساته

بعد أن ألمّ الطوسي بعلوم اللغة والأدب تحوّل إلى دراسة الفقه والمنطق والحكمة والرياضيات، فأخذ الفقه عن والده وحضر مدة دروس خاله (نور الدين علي بن محمد) الذي تعلّم على يديه مقدمات المنطق والحكمة، وقد درس مقدمات في الرياضيات عند كمال الدين محمد الحاسب. ورحل إلى مدينة نيسابور التي كانت مركزاً علمياً مهماً، ومكث فيها مدة يختلف إلى مجالس فقهائها وحكمائها، حتّى صار في عنفوان شبابه بارعاً ضليعاً في أكثر الفنون والعلوم. ويبدو أنه رحل عن تلك الديار قبل أن تتعرض نيسابور لحملة جيش المغول الذي ألحق بها الهلاك والدمار.. فسافر إلى مدينة « الري » ومنها توجه إلى بغداد والموصل، حيث حضر مجالس كبار العلماء ومنهم (سالم بن بدران المصري) الذي كان يُعَدّ من كبار فقهاء المسلمين الشيعة، ونال منه إجازة ثم عاد إلى وطنه.


من أساتذته

جدّه وجيه الدين محمد بن الحسن الذي كان يعدّ من فقهاء ذلك العصر، وقد تعلّم على يديه الفقه والحديث.
نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي، وهو خال أبيه، سمع منه الحديث وحصّل منه إجازة في روايته.
فريد الدين النيسابوري، وهو رجل حكيم وأصولي، عُرِف بـ « الداماد ».
قطب الدين المصري، وهو من ألمع تلامذة الفخر الرازي، ويبدو أن المترجَم له درس عنده علوم الحكمة والطب.
كمال الدين بن يونس الموصلي، وقد أخذ عنه شيئاً من علوم الرياضيات والحكمة.
معين الدين المصري، من كبار فقهاء الشيعة، كان الطوسي من تلاميذه في الفقه وأصول الفقه، كما كان مجازاً من قِبله.
كمال الدين محمد الحاسب.


مؤلفاته

يقال أن الطوسي كان من بين الذين اشتهروا بكثرة التأليف والتصنيف في مختلف العلوم والفنون المعروفة في عصره، كالتاريخ والأدب والفقه والتفسير والعقائد والحكمة والفلسفة والعرفان والأخلاق والهندسة والحساب والجبر والفلك وعلم التقويم وأحكام النجوم والأسطرلاب وغير ذلك من العلوم والفنون،


مما قيل فيه

وقد وصفه الزركلي في كتابه « الأعلام » بأنه « فيلسوف كان رأساً في العلوم العقلية، علامة بالأرصاد والمجسطي والرياضيات، علت منزلته عند هولاكو فكان يطيعه فيما يشير به عليه ».

ويقول عنه المؤرخ محمد المدرسي الزنجاني: « استطاع بتأثيره على مزاج هولاكو أن يستحوذ تدريجياً على عقله وأن يروّض شارب الدماء ».

يقول علامة الشيعة محمد باقر الموسى في روضات الجنات في ترجمة الطوسي (1/300، 301): " هو المحقق المتكلم الحكيم المتجبر الجليل.. ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي جنكيز خان من عظماء سلاطين التتارية، وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان مؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد؛ لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغاة إلى أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار".

ونختم ببعض ما ورد في موسوعة « أعيان الشيعة »: « اتخذ الطوسي من مرصد «مُراغة» وسيلة لجمع الجم الغفير من العلماء وقال الشيخ محب الدين الخطيب: " النصير الطوسي. جاء في طليعة موكب السفاح هولاكو، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات، أطفالاً وشيوخًا، ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامية في دجلة، حتى بقيت مياهها تجري سوداء أيامًا وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها نفائس التراث الإسلامي من تاريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة، فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنفات أئمة السلف من الرعيل الأول، التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين، وقد تلف مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير".


في قبضة هولاكو المغولي

كان نصير الدين الطوسي ضحية من ضحايا الغزو المغولي الأول، حينما اجتاحت جحافل جنكيز خان (1215 ـ 1227 م) البلاد الإسلامية ودمرت ما مرت به منها، وكان من تلك الضحايا مدينة نيسابور التي كانت تعجّ بالعلماء وتزخر بالمدارس.

ولم يكتف المغول بتدمير المدينة بل أعملوا السيف في الناس، فقُتل من قتل واستطاع الفرار من استطاع، وكان بين الناجين نصير الدين الطوسي، فهام على وجهه يطلب الملجأ الأمين، فوجده في قلاع الإسماعيلية الحصينة(الإسماعيلية هي طائفه طوائف الشيعة)، تلك القلاع التي صمدت أمام جنكيز خان لحفظ مصالحه في المنطقة التي كانت تريد السيطرة عليها، فظل حقد المغول مصطرماً على الإسماعيليين إلى أن استطاعوا الثأر منهم في عهد هولاكو حفيد جنكيز.

وعندما تقدم المغول في غزوهم الثاني، وأعاد هولاكو سيرة جده، كانت الحملة هذه المرة من القوة بحيث هابتها القلاع الإسماعيلية فلم تستطع لها صداً،واستثنوا من ذلك ثلاثة رجال كانت شهرتهم قد بلغت هولاكو، فأمر بالإبقاء فاثنان منهم كانا طبيبين هما موفق الدولة ورئيس الدولة، والثالث استطاع ان يخدعهم بمكره ودهائه وأنضم لهم لحماية نفسه من بطشهم من ناحية أخرى، فاتخذه هولاكو وزيرا" له ليكون له عونا" في دخول بغداد ودحر الخلافه العباسية التي تعد أكبر عقبه له في سبيل سيطرته علي العالم أجمع.