وذهبنا ذات ليلة إلى مدينة ملاهي علمنا أنها للوليد بن طلال وذهبنا نهارا إلى منتزهات على طريق لبنان فتفرغنا بعدأن مللنا لشراء كراسي وطاولات الخيزران وشلال كبير وبعض التحف البسيطة ولفت نظري جودة الدجاج المذبوح فطعمه جدا رائع وكنا نشتريه من الشوايات ولحمه لين شديد البياض حتى سيقان الدجاج تراها بيضاء عكس دجاجنا اللي كل سيقانه سوداء وقد عقدت مقارنة بين دجاجنا في الشوايات ودجاجهم فدجاجاتنا يأكلك الهم وكثرة الدهون فيها قبل أن تكمل نتفة منها بينما والله دجاجهم يستطيع الواحد منا أن يأكل لوحده دجاجة ونصف الدجاجه


والأطفال دجاجة كاملة الدسم





إضافة لأنواع العيش الخبز لديهم فكله لذيذ الطعم خفيف على المعده ربما أنهم يزرعون ويحصدون بدون أسمدة كيماويه حتى دجاجهم يكمل نموه بيَاضا أو لاحما بصورة طبيعية جدا وربما يبلغ عمر الدجاجة ستين يوما قبل ذبحها بينما عندنا البنغاليين شايفين شغلهم وعلى روسهم كبار المنتجين فما يكاد الكتكوت يببلغ اسبوعين الا وهو متورم كدجاجة وزنها 1200جرام وأحيانا 1500 وبالمناسبة لي صديق يعمل كطبيب استشاري كشف لي أن دجاجنا يعطونه مواد كميائية عبارة عن هرمونات مؤنثة وهذا الدجاج قد لايؤثر في النساء ولكنه عدو مبين لنا كرجال بل ويؤثر تأثيرا سلبيا محبطا على مواهب الرجال




وجربوا الدجاج الفرنسي وسوف تلمسون الفرق وتشمون العافيه ثم تردحون وكأنكم ترقصون





في الليل نذهب إلى شارع الملك فيصل حيث مطعم أبو مفيد رحمه الله وهو معلم مشاوي كبير في السن يشبه في هيئته ورجولياته إلى حد كبير أبو صياح يساعده عدد من أبنائه فكنا نشتري منه ألأصابع الرفيعة من الكباب والأوصال ونأتي بها إلى البيت وانتهزنا الفرصة بالذهاب إلى جزار أسنان يخلع ويقطع الأعصاب بدون بنج موضعي





ولسؤ حظنا التقينا برجل لم أتوقع رؤيته ولم أكن أتمناها ولم يلحظ وجودي لولا أن الإبن خالد هو الذي نبهه لوجودنا فعلم منه أننا نسكن في الدور التاسع في العمارة المقابلة لعمارة الطبيب التي يسكن هو وإبنه كصديقه فيها ويمارسان معا طقوسهما السياحية مع ما يتبعها من لوازم فرجاني أن نعزمه على الغداء في الغد فقبلت على مضض وكان يوم الغد يوم جمعه






وبعد صلاة الجمعه جاءا للغداء متأخرين بعض الشيء وبدون أن أسأل قال والله تأخرنا في المسجد لأن الإمام طول الخطبة في ذاك المسجد وكنا نجلس في مكان يطل حيث أشار فطلبت منه أن يتأكد من المسجد فأجاب بثقة مصطنعة شف المسجد قدامك وسط ضحكات أبنائي فقلت له تأكد فقال ياخي انا كل يوم أصلي في هالمسجد فقلت له ولكن هذا كنيسة مو مسجد





شبه أبنائي دمشق بحفرة واسعة فضاقوا بها ذرعا وهي كذلك وسط منخفض من العاصمة خاصة سوق الحميدية والحريقة وبعد أحد عشر يوما ضاقت صدورنا وشعرنا بشيء من الكأبة ولعل مرد ذلك تعودنا على العيش والحياة وسط أحياء راقية نسبيا حيث تمتد المساحات العمرانية في بلادنا بصروة أفقية أكثر منها عمودية وبسبب اختلاف تضاريس البيئة العمرانية شعرنا بهذا الضيق وكأننا نقبع داخل قدر بحجم مدينة فعقدنا العزم على المغادرة صباح اليوم الثاني عشر من إقامتنا في دمشق شاملة مرورنا بالأردن





وصلنا إلى العاصمة الأردنية وكانت بحق أجمل بكثير من دمشق وبمراحل وأكثر ماشدنا فيها جمال تلك الفلل المتباعدة فوق التلال المترامية شرق الطريق الدولي المحاذي للعاصمة عمان ولكننا عبرنا عمان سريعا حتى لايدركنا الليل خاصة ونحن نريد عبور الحدود الأردنية إلى بلادنا الحبيبه وفعلا وصلنا حدودنا عصرا






وعدنا مجددا للمبيت في فلل ساسكو وفي الصباح تحركنا إلى تبوك التي تبعد عن حالة عمار بمائة وبضعة كيلوات ولم نشاء التوقف في تبوك فواصلنا طريقنا إلى ضباء بغرض مواصلة السفر عبر الطريق الساحلي



وكان الطريق من تبوك إلى ضباء ينحدر انحدارا حادا عبر خطوط ملتوية على طريقة جبل الهدى ولكنها أشد حدة وخطورة كونها تجمع بين الشاحنات والمركبات الخاصه ولكن الحوادث في هذا الطريق كارثية جدا فقد شاهدنا حادثا شنيعا جمع بين عدد خمس شاحنات عملاقة وعدد آخر من المركبات الصغيرة والمتوسطه وكم تمنيت حينها لو كان هناك طريقا مواز عن بعد خاص بالشاحنات والعمل على ازدواجية الطريق بين تبوك وضباء فالمسافة قصيرة لم نتفرغ لقراءتها من هو ل الحادث ولكنها بين المائة وعشرين كم أو أقل





لم نمكث في ضباء كثيرا رغم توقفنا القصير فى كورنيشها الجميل جداالمليء بالمنشآت الترفيهية اليومية قصيرة الأجل وكنا نتناقش ونتمنى لو كان على الكورنيش وحدات سكنية سياحية ولكنها مجرد أماني ليس إلا فواصلنا طريقنا عبر الساحل حتى بلغنا أم لج وكانت مدينة جميلة وحالمة فاستأجرنا فيها فيلا من دورين تقع على الشاطيء مباشرة فبتنا ليلتنا فيها وأصبحنا ونحن نجلس في فناء الفيلا الرملي المعزول عن فلتين متجاورتين وكل فيلا تتمتع بخصوصية حيث يفصل بين الواحدة والأخرى حائط ينتهي في طرف الشاطيء ويوفر خصوصية أسرية محافظة وكان جمال الشاطيء صباحا لأننا غلى شرق البحر حيث تشرق الشمس





ومن فرط متعتنا بالشاطيء أردنا أن نبيت ليلة أخرى وفعلنا بعد أن قضينا سحابة يومنا وردحا من الليل على الشاطيء الساحر الجميل وأم لج أو أملج تتمتع أيضا بكورنيش جميل يشبه كورنيش ضباء تتوفر فيه كافة وسائل الترفيه تمنيت لو أن لدينا في جدة شواطيء نظيفة في أقصى الشمال أو أقصى الجنوب تقام عليها قرى سياحية عصرية بوحدات سكنية تطل مباشرة على الشاطيء بحيث يكون تمدد هذه القرى على البحر أفقيا عكس مايعرف ويطلق عليه شاليهات لاتتوفر فيها مقومات الشاليهات على الإطلاق على غرار القائم الآن حيث تتمدد هذه الموصوفة بشاليهات طوليا وتكون الجلسات على البحر عامة ومشتركة في نطاق ضيق تغتال الخصوصية الأسرية فمن لديه بيت بحوش يجد فيه متعة لاتقارن بحضائر ما يسمى شاليه





وصلنا إلى جدة عصر اليوم التالي بعد أن أنفقنا حوالي أربعين ألف ريال خلال أربعة عشر يوما معظمها في سوريا التي ندمنا على السفر إليها وعذرنا أننا لانعرفها جيدا ربما بسبب عاداتنا وكوننا أسرة محافظة جدا وربما معقدين حتى جبل بلودان زهدنا فيه وبعد وصولنا بيوم واحد نهدنا إلى جبل الهدى علنا نجد ما يخرجنا من كآبة رحلتنا ولكننا أصبنا بخيبة أمل بعد أن كانت جهودنا في شقة سطوح نصفها من الزنك تشاركنا فيها الفئران والضواطير




( الوزغ ) ماصدقنا على الله يطلع النور ويستيقض بعضنا حتى عدنا أدراجنا إلى جده مع تحيات غير ودية لهيئة الصياحة التي ساهمت في ضياعنا كسياح سعوديين بين دول السياعة والصياعة بعد أن يئسنا من
قيام صناعة سياحية محليه