اعتزلت مكرها هوايتي المنزلية العتيدة المتمثلة بذبح الأضاحي وسلخها وكنت معتادا على ذبح ثمان أضحيات كل عام غير أني توقفت منذ العام الماضي عن هوايتي كسفاح أغنام بعد أن تعرضت لهزيمتين منكرتين متتاليتين على أيدي الخراف فالأول كان قوي البنية ورقبته والله كأنها رقبة عجل سمين فما كدت أضع قدمي اليسرى على رقبته وقبل أن أحش نحره إذا به يرفع رقبته بعد أن رفعني أنا وقدمي وألقى بي أو بالأصح قذفني جانبا وسط ضحكات أبنائي الأشاوس الذين بسم الله ماشاء الله ألقوا به أرضا وهم يتصارخون بي هات السكين يابوي فصرخت بهم منتهرا إياهم ما يخسي الا انتوا ياقرود



ولكي أبين لهم شجاعتي وقوة بأسي وضعت السكين بين أسناني وطلبت منهم يسدحون لي الخروف وعندما اعتدلت في ركوعي فوقه وبعد أن حشيت نحره شعرت بالدوار وفنقصت أمام الخروف الذي أغرقني بدمه وكانت الدماء تغشى جبيني فغسل أبنائي وجهي ليكتشفوا أنني انفقشت أو انفلقت شلقة فقشات في جبيني وبعد الإسعافات الأسرية

قررت طائعا ومختارا بل مستسلما أن لا أذبح بعد ذاك اليوم ولا أسلخ ومن بعدها عقدت اتفاقا مع جزار أعرفه فيقوم بالمهام على أكمل وجه حتى لو لم يحضر يقوم أبنائي بالمهام ويجيدون الذبح وكذلك السلخ فقط الجلد يكون بالقطعة قطع قطع قطع



كان قد تبقى هذا العام من الأضاحي خروف فائض انتخبته من السوق لأذبحه على سلامة إبنتي مريم بعد خروجها من المستشفى على إثر جلطة في الساق وكان لديها مراجعة لدى الطبيب وإثنين من الأبناء في الحج والثالث في بريطانيا وباقي الصغير أبو جلمبو هو اللي نافعني في ظل غياب أشقائه



بعد إصابة عيني اليسرى بالجلطة امتنعت عن قيادة السيارات واشتريت دماغي ولكن عيالي الأشاوس خايفين لا أسرق مفتاح إحدى السيارات واروح افحط مثلا واشتد غيضي حد الغليان عندما اكتشفت أن أبو جلمبو شايل كل المفاتيح في ميدالية واحدة وذهب مع أمه وشقيقتيه إلى المستشفى

إضافة لذهاب إحدى الشغالتين في إجازة على أن يمرون بها بعد الخروج من المستشفى



يعني تاليتها وانا الذيب يجون هالسلق يبون يعطلوني ؟

أفا وياحيف ولكن بدى والله



والله ان اذبح خروفي واسلخه بنفسي لكن الخروف حري متعافي وعنيف وانا والله مااقدر امسكه خاصة بعد أن برهن على قوته وعنفوانه بنطح وإسقاط أنبوبة الغاز الخمسين لتر
ناديت أحد عيال الجيران اسمه خالد وهو غلام نحيل سألته عن بقية أشقائه فقال كلهم خارج البيت فأفهمته هل تستطيع الإمساك بهذا الخروف ؟ لم ينتظر فقفز من فوره وماشاء الله تبارك الله تمكن من إسقاطه وحمله

وعند مذبحي الخاص كنت قد نصبت ونشا صغيرا طاقة واحد طن في المعلاق وأرخيت سلسلته الرافعة وكتفنا الخروف من كل قوائمه فتحرر منها وأعدت تكتيفه بعزم وحزم حتى تمكنت من حش نحره وأنا بارك على ركبتي وشكرت خالد وقلت له انتهت مهمتك



واستعنت بالشغالة الأخرى لتمسك لي قائمة الخروف لبداية السلخ وكذلك فعلنا بالأخرى وأجمل مشهد هو رفع الخروف جزئيا بالونش ليكون وضعه مناسبا لي وأنا أسلخه جالسا على الكرسي والله أكملت سلخه لكن والله سلخ مرفه وبالونش بعد و بمعاونة الشغالة التي تطوعت لسلخ الراس وتنظيف الكرش


عملته مفطح مع سبعة أضلع مع الأرباع ولأول مرة منذ عامين أخرجت القدر الكبير أبو ذبيحتين وأنزلت إحدى صواني المفطحات وقربت الموقد الكبير وفي ملحق المطبخ أشعلت الموقد وصببت في القدر جرتين من الماء المعقم ولكن أبني الذين في الحج اعتذرا فوضعت نصف الخروف وطبخته مع رز عربي وقولوا ماشاء الله وقدمته لضيوفي أم سعود ومحمد وابنتي الإثنتين وحفيدتي الصغيرتين ولحق بنا الإبن خالد مع شغالتينا ولا أجمل من الطبخة التي يسبقها المرق والتمر

بس والله ياكتيفاتي شادة وكراعيني ترقل
مدري شالسالفة ؟