عام 1376هـ كنت في الصف الثاني ابتدائي كانت المدرسة غرب شارع الوزير في الرياض وكنا نحضر أحيانا بعد العصر لم أعد أذكر لماذا ولكني أتذكر جيدا أن فناء المدرسة كان ضيقا نسبيا وكان هناك عدد من الشباب البالغين يلعبون الكرة كرة القدم والحقيقة أني شعرت بالصدمة وخيبة الأمل فقد كنت أتخيل أن هؤلاء اللعيبة على قدر من الوسامة وحسن المظهر ولكني رأيت فرقة أحد أعضائها كريم عين وآخر وجهه يكاد أن يكون بدون ملامح وثالث فكه معوج ورابع ذقنة مدبب وخامس وجهه ممطور بخرائط عجيبة

وكلهم يتخاطبون ويتشاتمون أو يتمازحون بعبارات بذيئة جدا الأمر الذي جعلني أذيع تلك العبارات في أروقة المدرسة عن جهل وعسر فهم وكان عقابي الجحيشة أو الفلكة

والله مأساة ينزلق الكبار ويأكل العلقة الصغار أذكر موقع المدرسة تماما وأذكر تلك الأحداث بسبب كرة عنيفة وطائشة أصابت رأسي مباشرة فنكشت على إثرها فنكوشة عميقة لم أستيقض بعدها إلا بين ذراعي والدي رحمه الله تعالى

عام 1379هـ كنت في الصف الخامس ابتدائي في المدرسة السعودية أو مدرسية البحر الأحمر وكان مدير المدرسة شخصية صارمة مع الطلبة وحتى المعلمين ولكنها صرامة على علم وثقة في النفس وكان الكل يجله ويحترمه لأنه جليل ومحترم فعلا وكنت إلى عهد قريب كلما ذهبت إلى الرياض أتوجه إلى المسجد الذي يصلي فيه فأقبل رأسه ويقاوم تقبيلي ليديه ولكني أقبلهما على أية حال وبالمناسبة فإنه لايستحب عرفا تقبيل أيادي الآخرين سوى الوالدين وذوي الفضل من العلماء والمعلمين المؤثرين في حياتنا حقا

ولكني فقدت ذلك المعلم الفاضل بسبب إزالة المسجد للصالح العام في شارع الفرزدق وفي ذات مناسبة تذكرته وذكرته في أحد المجالس فابتسم أحد الحضور وكان ذلك الشخص هو الدكتور محمد الرشيد البارود صاحب كتاب أصغر مرافق للملك عبد العزيز فطمأنني أن ذلك المعلم الجليل لايزال على قيد الحياة وإني هنا أتمنى زيارة الرياض قريبا لعلي ألتقي مجددا بذلك الرجل الفاضل

وبالمناسبة أيضا أرجو صادق وخالص وصالح دعائكم للدكتور محمد الرشيد الذي لحقت به جلطة ثانية في الرأس ألحقت به أضرارا شديدة في القدرة على المشي وصعوبة النطق أقسم بالله العظيم غير حانثا أن هذا الرجل النادر بحق مثال يحتذى وقدوة خيرة في صلة الرحم والتواصل مع الأصدقاء والمعارف حتى الذين أساؤا إليه بسبب أو دون سبب



أتذكر أيضا أننا كنا نحترم كثيرا معلمينا الذين كان أكثرهم من المصريين ورغم الإحترام المتبادل بيننا وبينهم إلا أن علاقاتنا معهم لاتخلو من الشقاوة والتشاقي منا كطلبة فقد كنا نتعمد اصطيادهم في بعض العبارات اللفظية مثل

نبي نروح (للخرج ) وكلمة (الجح ) المقصود بها البطيخ وكذلك (زنوبة ) أو الزنوبة حيث يمتعض كثير منهم ويتضايق للغاية خاصة وأن كثيرا من الإخوة المصريين يطلقون على كثير من نسائهم إسم زنوبة وكان أحدهم يداعبنا كرد فعل بقوله إنتوا مثل حمير العنب تشيله ولا تذوئه ياقحوش
ولكن تلك المداعبات لم تكن تخرجنا عن أدب العلاقة مع المعلم وضرورة احترامه

كان آبائنا يحضرون إلى المدارس طوعا ويلتقون مع المدير والمعلمين ويسطونهم ويشجعونهم علينا وغالبا يبرهنون على ذلك الإلتزام عمليا بكم شحطة من العقال بل إن بعضهم يقوم بنفسه بربط الجحيشة ومن ثم يقوم هو بنفسه بمساعدة اثنين من الطلبة العرفاء بعمل الواجب الخيزراني

والله واحد من الأولياء ...... متعافي وطاحله في مريس فرش ولده ألين الولد عمل في ثيابه نون وما يعلمون والله ماراح لبيتهم الا محمولا بالسيارة وعلى الأكتاف
( خبل موصى و متوصي )

قال ايش يبي يربي الولدياخي اعنبو لحية هالتربية الثيرانية