فقد توارث آباؤنا الأشاوس فكرة مشوهة عن المرأة بصفة عامة فهم ينظرون إليها نظرة فيها الكثير من العور والحول الذي يجعلها في نظرهم الضبابي المضطرب مخلوقة مزدوجة في كل شيء وكأن لها عينين كل واحدة بلون عين رضى وعين سخط وبمعنى آخر عين حارة وأخرى بارده
وهي أي المرأة قنبلة شديدة الإنفجار وبلسما شافيا لجراح الحياة يعني كانوا محتاسين وحايسين الدنيا في فهم و تعريف أن المرأة أم سبع من وجهة نظرهم
ولذلك كانت مواقفهم تجاه المرأة احترازية بمعنى أؤمن بها ولكن ليطمئن قلبي وبفعل حشر عود حكمة معوج في عين منطق أعور وهم يتشبثون بهستيريا بالباب اللي يجيك منه ريح

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الظهور أمام بعضهم أنهم رجال ولامكان وأهمية لرأي المرأة بينهم


كنت أعيد النظر في بداية هذا الموضوع واكتشفت أنه فاتني الكثير فالكمال لله وحده
فقد بلغ الصلف من معظم آبائنا وأجدادنا في إنكار حقوق المرأة منهم درجة غاية في الجهل والخشونة ربما حد الإنسلاخ من العواطف وبعض الجوانب الإنسانية ففي علاقاتهم بالمرأة الأم والأخت والإبنة جوانب ربما أقل خشونة منها مع الزوجة حتى أن المقربين من الأسرة يتفاجئون بحمل المرأة وقدوم مولود جديد وكأنه جاء من الهواء وليس من صلب أبيه وذلك بسبب التكتم الشديد في ظاهر العلاقة الزوجية التي تتم عادة في الخفاء وفي الظلام الدامس وربما في موعد خارج الربع أو الحي والشعب ويسوق أحدهما الآخر بعيدا كما تفعل الإبل


بل إن كثيرا من آبائنا الأقدمين لم يرى وجه زوجته قط ليس من شيء سوى الحياء الزائد عن حده وهي لاتجرؤ على كشف وجهها أمامه حياءا ومهابة بل ولا ترفع طرفها تجاهه وإن تكلمت معه فتراها مطرقة وهي تنظر إلى الأرض وربما عادة بل إن معظم النساء في تلك الأزمنة لايجالسن أو يؤاكلن أزواجهن فحياتهم الزوجية حياة هامشية في ظل وظائف الحمل والإنجاب فقط كما لو كانت حياة زوجية هوائية خرافية لاتواصل ولا تلامس فيها وكأني بهم لم يقرؤا أو يسمعوا قوله سبحانه وتعالى



(نسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ و بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }البقرة223
تفسير الجلالين
نساؤكم حرث لكم) أي محل زرعكم الولد (فأتوا حرثكم) أي محله وهو القبل (أنَّى) كيف (شئتم) من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار ونزل ردا لقول اليهود: من أتى امرأته في قبلها أي من جهة دبرها جاء الولد أحول (وقدموا لأنفسكم) العمل الصالح كالتسمية عند الجماع (واتقوا الله) في أمره ونهيه (واعلموا أنكم ملاقوه) بالبعث فيجازيكم بأعمالكم (وبشر المؤمنين) الذين اتقوه بالجنة

َواللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72

(ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21


والعجيب الغريب أن بعض هذه الممارسات أو العادات لاتزال قائمة في بعض مجتمعاتنا إلى الآن وأذكر حين كنت موظفا أن دعاني أحد الزملاء لتناول الغداء في بيته وكان أعلى مني درجة وظيفية فقلت له مداعبا لقد أفسدت فرصة غدائك مع زوجتك وكان رده صاعقا حين قال لي أنا آكل لوحدي وهي تأكل لوحدها وحين دارتا عيني في محجريهما دهشة واستغرابا وكأنه قراء فيهما الحيرة والتساؤل فقال هذه عاداتنا وزادت دهشتي لأنه متعلم نسبيا ومن أهل نجد


أعود لبعض آبائنا وأجدادنا الأشاوس فبعضهم يقولون مالا يفعلون بمعنى أنهم ينهون عن خلق ويأتون مثله ويفتون دنيويا بمالا يؤمنون به سلوكيا فذلك الرجل ذو العينين الحمراوين الجاحظتين ذو الصوت الأجش الجهوري تراه في ليلة ليلاء وقد غدى وتحول بين ذراعي زوجته إلى حمل وديع مطيع كسير الطرف حنون الصوت وقد ارتخت طرفا شنبيه وتسللتا بين شفتيه حتى أن النمرة الحنون تتطاول وتكحل عينيه بمكحلتها فإذا كان الصباح وشاهده الغلمان وبقية الرجال تنحنح بخشونة وصال وجال وهو يهلل ويكبر ويجهر بصوته قائلا أن الإكتحال سنة محببة ومضمون هذه الجلبة هو إبعاد تهمة الليونة عنه تجاه النساء أعني ولية أمره

طيب ياحبايبنا الأجداد والآباء رحمكم الله
ليش افتعال هالقرقعة والمرقعة والتظاهر بما لايعقل ضد المرأة في شكلها وجوهرها وافتعال القسوة والخشونة معها فهي قبل أن تكون زوجة لك كانت زوجة أبيك
هي أمك ثم أنجبت قبلك وبعدك أخواتك ومن ثم أنجبت أنت منها كزوجة كل بناتك
ولكن لماذا عصفت بآبائنا وأجدادنا كل هذه التراجديا المتوارثة من العادات والأعراف شديدة القسوة والتطرف حتى مع الأبناء والأحفاد وهم رجال رجال ؟؟


قاتل الله الجهل فقد كان لهم عدومبين قاتل الله الإنغلاق الفكري والإجتماعي قاتل الله سؤ الفهم والتطرف الديني بغير علم ولا فقه
فلايلامون على افتقادهم وافتقارهم لهذه المعارف الدينية والدنيوية

ولكن مالحيلة في من قراء كتاب الله والسنن النبوية والفقه الديني ممن هم معاصرون لنا من شباب وشيب ثم ابتلع بعضهم هذه المعارف بالعرض ابتلاعا وحشوا بدون تدبر
أو تعقل ثم خال نفسه وصيا على خلائق الله بجهله وحماقاته ؟