ماعندنا بنات للمسيار


انتشرت في الآونة الأخيرة من زمننا الحاضر صرعات الزواج والزيجات الرديئة قياسا ومقارنة مع البضائع والسلع التايوانية فمن خلال الزواج الأصلي المشهور والمشهود والواضح في مساراته الشرعية المستقيمة خرجت لنا من تحت أرصفته المنبوشة على أيدي البعض من الذكور أمر جلل حيث ابتكر هؤلاء القوم أزقة وجيوبا فرعية معتمة في شرعيتها لمفهوم الزواج الشرعي وإن أٌلبست ثيابا بلون وصبغة الشرعية التايوانية فبدءا من زواج المسيار وشبيهه المسفار وشقيقهما المطيار
مرورا بزواج مبيّت وملون بنية السوء بالطلاق وصولا إلى زواج الوناسة بدون لماسة وخلك بعيد حبك يزيد كل هذه الطربقات التايوانية كلها عبث سافر في قواعد وجدران الزيجات الشرعية المشروعة شرعا والمعروفة عرفا شرعيا كذلك

لاأفتي هنا معاذالله ولكن مع كل هذا اللغط الاجتماعي في هذه القضايا الإنسانية هناك زيجات مسيارية تستمد شرعيتها من ظروفها وجوانب خلفياتها الإنسانية الصعبة والموجبة لزواج المسيار كخيار شرعي وحيد تفرضه الظروف ( ومكرهة أختكم في الله وبطله )
سنسوق هنا أمثلة افتراضية شكلا ولكنها حية واقعية في مضامينها

إحدى الفتيات وقد تجاوزت العقد الثالث من عمرها وتجدف في العقد الرابع وفي عهدتها والديها المسنين المريضين أو أحدهما وهي الوحيدة القائمة على رعايتهما بعد الله من تمريض وإطعام ورعاية صحية ورغم أن حالتهم المادية جيدة أو حتى ممتازة فإن تلك الأسرة الصغيرة بقيادة تلك الفتاة لاتستطيع حتى اختياريا تجاوز خيار المسيار الذي يشبه شراء بطيخة في سوق الحاجة بدون سكين ومن المؤكد أن الوضع المادي هو الأمر الحاسم في زواج هذه الفتاة البارة بطريقة اللجؤ للمسيار

ولكن المعضلة تنحصر في القيمة الرجولية والشهامة في قامة الزوج المفترض وقبل كل شيء في صلاح أمره الديني وسلوكه الأخلاقي ومخافة الله في تعاطيه مع زوجته فيتقدم لها أحد الشباب المنتفين فيتزوجان زواج مصلحة عقلاتية ومقاوله إلا إن تقبل مبداء البطيخة المقفلة هو قدر مشترك ينطبق على كليهما بل إن نجاح واستمرار هذه التجربة منوط بمدى تقبل كل منهما للآخر عاطفيا وعقليا

باستثناءالمعددين الجبناء الراغبين فقط في التجديد ومتعة الحلال الخفي دون أدنى مسؤلية إنسانية وهناك من يبحث عن عشيقة ترضي ميوله العبثية بالرقص وغيره حتى إذا أشبع شذوذه السلوكي منها تركها مطلقة معلقة المصير حيث يصعب عليها تحديد اتجاه حياتها الزوجية من خلال التجربة الحتمية الثانية الأوسع مغامرة من الأولى وربما الأشد حذرا ومرارة مع ضرورة تقديم بعض التنازلات وهي مكرهة بسبب نتائج تجربتها الأولى وعلى طريقة حكمة المرأة المصرية وهي تقول ظل راجل ولا ظل حيطه
وربما لسان حال فتاتنا هنا يقول ظل زوج ولو كانت كراعينه ترقل المهم ظل شبه راجل ولا ظل حيطة استاد رياضي

وهناك من الرجال من عركته الحياة عركا في ظل الفقر وتوسط الحال وصقلته التجارب وذاق مرارة القهر على أيدي دائنيه من أشباه الرجال والمرابين
فهو الكفوء لمثل هذه المرأة سواءا كانت بكرا أو أرملة أو مطلقه وبالمقابل فتاة أو امرأة هذا دأبها في الحياة فهي الجديرة والقادرة على بناء الحياة الزوجية مع مثل هذا الرجل ومن ثم تربية أبناء صالحين بأمر الله