بالأمس كان الآباء يقولون ماعندنا بنات تروح المدارس
أما اليوم فالبنات كل البنات يذهبن للمدارس والجامعات بل وتجاوزن حدود الوطن للدراسة
ومادعاني لكتابة هذه الحلقة هو مهاتفة عبر الجوال جائتني من أحد الأقرباء فبعد المقدمات التقليدية المعتادة والسؤال عن الحال والأحوال وحتى الأهوال تطرقنا لعدة مواضيع وطال أمد المكالمة لأكثر من أربعين دقيقة كان محورها استعداده للسفر إلى أمريكا مع زوجته وإبنتيه المراهقتين إلى أمريكا

عسى خير إن شاء الله يابو خالد ؟ قال البنيات جاتهم منحة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي للدراسة في أمريكا وأنا وأمهما سنذهب معهما لمدة شهرين ومن ثم نعود ونتركهما لتواصلا دراستهما فسألته قائلا
طيب مالقيت ديرة أقرب من أمريكا ؟ مثلا بريطانيا



قال
بريطانيا أقل مستوى في التعليم وبعدين مستوى المعيشة فيها مرتفع جدا

فقلت له
طيب والطلبة والطالبات السعوديين اللي عايشين ومتكيفين وشهاداتهم معتمدة في المملكة وبعدين ياخي بريطانيا اقرب من أمريكا والأهم أن وضع أبنائنا في أمريكا من وجهة نظري إن لم يكن صعبا فهو لايخلو من خطورة التمييز وربما الإضطهاد بعد أحداث البرجين

فرد قائلا
ياشيخ انته تصدق هالدعايات والتهاويل ؟ واستطرد قائلا
بعدين ياخي لوفرضنا بناتك جتهم فرصة اش بتسوي ؟

أيواه هنا مربط الفرس
بنتي الإثنتين متزوجتان وفي ذمة زوجيهما ولو لم تكونا متزوجتين لأعاد التاريخ نفسه ولكنت نسخة طبق الأصل من موقف والدي مع بعض التعديلات فأقول
ماعندي بنات تروح مدارس والا جامعات في ا لخارج
نعم هو موقف في ظاهره دكتاتورية فيها تعنت وتزمت في نظر البعض ولكنه من وجهة نظري تحفظ وخوف
ليس من سلوكيات إبنتي ولكن خوفا عليها مما نجهله في بلاد لها مساحات لاحدود لها من الحريات المتفسخة التي تغشى كل دور التعليم كامتداد لعادات وطباع اجتماعية منفلتة جدا والمرأة هناك دون محرم كاللحمة الطرية التي لايغلفها وجاء من عيون وفضول الضباع البشرية فلو كانت برفقة زوج أو شقيق فربما يسقط من الخوف عليها وليس منها ثلاثة أرباع الوسواس الخناس ولكن ومن وجهة نظر شخصية وإن كانت متأثرة بعادات وتقاليد يرى البعض أنها متخلفة متشددة ففي الوقت الذي أحترم فيه ما ترى فيه فئات من المجتمع أن ذلك انفتاح وتحضر ومجاراة لروح العصر إلا أني أنتمي للفئات التي تتبنى مبداء
( ماعندنا بنات تروح للمدارس في الخارج )

بدون محرم