(( 15 ))

((( رحم الله امرؤ عرف قدرنفسه )))


للتسليه
--------


عام 1397هـ ـ كنت شابا نشيطا وشديد الإعتداد و الغرور بنفسي وهجام غاشم لاأعرف اللين والمهادنة مع خصومي المظلومين الذين أباغتهم بالهجوم الصاعق

(مشكلجي)

وغالبا أرجع إلى البيت وأنا أحمل بعض الأوسمة البيضاء المشربة بالحمرة القانية وما أكثر الأوسمة التي فزت بها وتوجت رأسي وطلعتي البهية

والعجيب أنني أتبادل هذه الأوسمة التذكارية مع أكثر زملائي في هذه المعارك التي ينتهي بعضها بالصلح غالبا وتبادل العناوين وقد لاتصدقون أنني لازلت إلى اليوم على علاقة حب واحترام مع بعض أعداء الأمس عقب أكثر من شلقةو ثلاثين سنة

في إحدى معاركي الصبيانية اشتبكت مع سائق تاكسي وكنا في موقع تكاد الحركة فيه تكون معدومة وكان الوقت ليلا ومن حسن الحظ
أن زميلي في نفس سني وحجمي ووزني تقريبا وليس لدينا أو في أيدينا عصي أو ماشابه واستمر الإشتباك عنيفا في البداية
وامتد لفترة غير قصيرة تخللتها صور كومدية من الركب والبوكس والصفع والتسديدات المترنحة حتى أن الواحد منا ليسقط عندما يوجه له الآخر لكمة هوائية هزيله

وبلغ منا الإ عياء الشديد مبلغه ولم يستطع أحدنا أن يحسم المبارزة لصالحه حتى الكلام تعطل ولم نقوى عليه من شدة الإعياء والعطش الشديد
حتى أن أحدنا لاشك كان يتمنى في قرارة نفسه لو مر أي شخص ليفض هذا الإشتباك البئيس وفجأة سألني خصمي معك ماء؟؟؟
فأومأت برأسي لا

صمت مطبق وهدؤ ممل وكلانا ممدد وهو يلهث على الأرض وقد تمزقت ملابسنا شرممزق زحفت بقرب سيارتي ونمت دون أن أشعر
بنفسي إلا حين أيقضني أحد المارة كما أيقض زميلي مستغربا وضعنا الغريب حقا

لم نستطع حتى قيادة سيارتينا إلا بعد جهد جهيد لأن سيقاننا تنتفض من شدة الإرهاق والإعياء
ومن باب حفظ ماء الوجه تواعدنا في الغد في نفس المكان والموعد وودعنا بعضنا بالسباب والوعيد والتهديد

وفي الغد جئنا فوجدنا الذي أيقضنا ومعه جمهور عريض من الشباب في انتظارنا وانتهت المأساة بالصلح بيني وبين مرزوق الذي لازلت أزوره ويزورني حتى اليوم

وعلى العكس من ذلك
في إحدى هجماتي الغاشمة الإرتجالية وغير المدروسة أوالمحسوبة فاجأني وانيت أمريكي ضخم وكان يقوده خواجة وكاد أن يصدمني لولا لطف الله

خواجه؟؟؟
عاد خواجه ؟؟ مايخسي الا هو
وبكل غرور وحماقة وغضب شديد لم أفلته فكنت أتعقبه
في كل شارع وسكه في المدينة الصناعية في الرياض على طريق الخرج وكانت المدينة حديثة آنذاك وهي تظم الكثير من المصانع مع قلة الحركه
حتى أن معظم المصانع كانت تحت الإنشاء

لم أستطع تجاوزالخواجة خشية أن يتمنذل ويعملها بخوجنة الكاوبوي و فجأة توقف الونيت وهممت بفتح الباب والنزول للتفاهم مع المدعو
وفي لحظة تراجعت بعد أن نزل الخواجه من سيارته وقد بدا لي والله كجلمود صخر حطه الونيت من عل والله انه أضخم من المصارع هالك هوجن


اللهم إني لاأسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه
أعجب شيء أنني لم أحاول الهروب والنجاة بنفسي من هذا القاطرة البشرية فلا زال في نفسي شيء من الغرور والعنطزية
لوح الخواجة بذراعيه الضخمتين اللتين تفوق الواحدة منهما حجم ساقي مجتمعتين وهو يستحثني صارخا طالبا إلي النزول من سيارتي

وكان يصرخ مزمجرا كمان كمان فقلت له نونونو أنا بيبي بيبي فتح بابي فقفزت إلى الباب الآخر وفتحته هاربا بجوار السيارة وأثناء قفزي شممت فيه رائحة
فأدركت أنه مكيل الطاسة سكران ويا الله الخيره لم يعد لدي إلا الحيلة والدهاء وفيما محسوبكم في حيص بيص وموقف لايحسد عليه جاء الفرج على هيئة سيارة ميني باص

ونزل سائقها الهندي وهويبتسم في محاولة منه لتهدئة هذا الثور المتوحش وبين دعائي ورجائي وبسمات الهندي الذي بدى أنه يعرف الخواجه
اقتنع هذا الشرير وتركني لأذهب في حال سبيلي وهو يتوعدني

برد وجهي وحمدت الله على سلامتي ومن قواية عيني أعدل الغترة والعقال في المرآة ولكني لم أغادر موقعي إلا بعد نحو 10دقائق
لم تستطع ساقاي الصمود والثبا ت على دواسة البنزين إلا بعد لأي شديد

أتذكر هذه الحماقات وأعجب لأمري كما لولم أكن أنا نفسي ذلك الشقي
الدين النصيحة ولو أنها نصيحة متأخرة جدا تجنبوا المضاربات حتى كمتفرجين فربما طاشت طوبة فنالت من المعطوبه واتركوا عنكم حكمة اللي مايشتري يتفرج