((( أنا والسكارى )))


بعد عودتي من الرياض إلى الطائف عام 1398هـ وبعد إصلاح سيارتي مماحاق بها من وانيت أخينا اليمني فذات ليلة كنت خارجا من الطائف باتجاه المستشفى العسكري في الطائف وأثناء توقفي بانتظارفرصة للعبور فوجئت بصرير فرامل انتهى بارتطامات شديدة في مؤخرة سيارتي التي اهتزت ولم تتحرك من مكانها وبعد انجلاء غبار المعركة تبين لنا أن الحادث بداء من سيارتين كانتا تقفان خلفي أحدهما وانيت هايلوكس به رجل وزوجته وإبنهما الرضيع لم يصب أحد منهم بأذى رغم طيران سيارتهم أسفل كتف الطريق الأيمن أما السيارة التي كانت خلفي مباشرة فكانت صغيرة من طراز جالنت وأثناء تفقدها وجدنا مقدمتها متعفطة وفي حالة بئيسة جراء ارتطامها العنيف بسيارتي التي تأذت مؤخرتها تها بشكل مريع وجدنا و سمعنا صوت رجل وهو يصرخ باللهجة المصرية
(خرّقوني ياناس خرقوني )

وكان في وضع الإستلقاء هو ومقعده فقد كان هذا الطراز من السيارات تنثني فيه ظهر المقعد لأقصى الخلف عند الإصطدام وعندما أخرجنا الرجل وكان سليما من الإصابات عرفته على الفور فقد كان أحد أطباء المستشفى وتوجه إلي معانقا بحرارة وهو يقول لولا الله ثم أنت وسيارتك المتينة لطارت بي سيارتي الخفيفة بين السيارات القادمة من الإتجاه الآخر وكانت سيارتي متينة بحق فقد كانت كابرس م 76 ورغم متانتها إلا أن مؤخرتها دمرت تماما للمرة الثانية على التوالي

وعند بحثنا عن المتسبب في الحادث وجدناه داخل سيارته الأمريكية الفارهة وكان بيده عودا يعزف عليه وهو يغني بصوت نشاز وعينيه الزائغتين الحمراوين تدوران في محجريهما كأنهما جمرتين وكان صاحبنا في حالة سكر شديد يعني معطبها وكان معه شخص آخر ولكنه هرب وبعد حضور المرور وسحب السيارات وإدخالنا للطواريء للإطمئنا لاحظت توافد شخصيات كبيرة على المستشفى عرفت أنهم من أقرباء السائق السكير الذين بدأوا على الفور في إجراء اتصالات هاتفية ساخنة جدا هدفها الأول وقف الإجرآت التي كان سيتخذها رجل المرور الأكبر رتبة من زملائه حيث تم طلبه هاتفيا للتحدث مع شخصيات كبيرة وكنت أسمع تمتمته معهم وهو يقول سم طال عمرك حاضر اعتبر الموضوع منتهي

فيما تفرغ ذوي السكران في مفاوضة
المتضررين من الحادث ومحاولات إقناعهم بالتنازل حيث تنازل الطبيب مقابل استبدال سيارته بأخرى جديدة ومثله صاحب الوانيت وتوقف الموضوع عندي حيث رفضت إستبدال سيارتي بأخرى جديدة مع الإصرار الشديد من قبلي على تقدير الأضرار وأخذ التعويض على طريقة صديقي عبد الله وعدم التنازل أدبيا مع إصراري على حث الشهود للإدلاء بشهاداتهم بل وضرورة إصدار تقرير طبي يثبت حالة السكر مع رفضي القاطع التحدث هاتفيا مع آخرين واشتباكي مع الضابط في مناوشات كلامية شديدة اللهجة ولكنهم أمسكوا بذراعي التي توجعني فقد أخلوا غرفة كبيرة أدخلوني فيها وساقوا إلي زوجين عجوزين طاعنين في السن هما والدا الشاب السكران وراعني أن العجوز رمت نفسها على قدمي باكية فخجلت والله من الموقف وتبعها الرجل العجوز الذي تحدث إلي بهدؤ واتزان قائلا ياولدي ربنا ابتلانا بهذا الولد ولسنا هنا للشفاعة فيه ولكن للشفاعة في سمعة الأسرة وصيانة لكبر سننا قبلت رأسه وأعلنت تنازلي الأدبي ووجهت كلامي بحدة للضابط والله ليس من أجلك ولا أجل من اتصلوا بك ولكن إكراما لهيبة هذين الوالدين فقط وروح بشر رؤسائك
اعنبو الواسطات العاجلة الطايرة عبر التلفونات

أخبرت صديقي رحمه الله بالحادثة وأني قريبا سأصل إلى الرياض لتوزيع العوض
فرد علي ساخرا
ويعني حضرتك فرحان ؟
كان قبلت السيارة الجديدة وبعت سيارتك وتصدقت بقيمتها