(( 41 ))

(((أوقفوا العملاق )))


بعد عودته لجلب أسرته من جده
وفي طريقهما إلى الطائف وفي منتصف جبل كرى استوقفه أمر غير طبيعي على الإطلاق
فقد كانت هناك سيارة كاديلاك متوقفة في الإتجاه المعاكس قادمة من الطائف وأثناء انعطافه بسيارته يمينا شاهد رجلا يشير بيديه الإثنتين طالبا منه التوقف والمساعدة فأوقف سيارته
واقترب منه الرجل طالبا منه المساعدة حيث قال معي 0000 فلان إبن فلان آل 000 فتناول
زجاجة ماء بلاستيكية من ثلاجة السفر التي لاتفارقه أبدا واقترب مستطلعا الموقف من الجانب الأيمن للسيارة

فشاهد شابا عملاقا في وضع غير منطقي حيث كان رأسه وجزء من ظهره على الأرض بينما قدميه
وساقيه داخل السيارة وكان يئن ويتمتم بكلمات غير مفهومة فبداء يمسح أولا علـى وجـهـه
بالماء ولكن دون أدنى تجاوب فقام برش الماء على وجهه فكانت ردة فعله العصبية تدل أنه على شيء
من وعيه وإحساسه بما يدور حوله وكان نجم حريص على استجلاء حقيقة ما يعاني منه ذلك الرجل فوضع
في حسابه فرضية أن يكون ثملا فقرب أنفه من في الرجل فكانت رائحته طبيعية

عندها التفت إلى السائق وسألــه عن أمر هــذا الشاب فقال إنه يعاني من آلام في المعدة تعاوده بين
فترة وأخرى ولكن نجم استبعد هذه الفرضية تماما فمريض المعدة يضع يده على بطنه وبحكم تجربة
سابقة شاهدها في أحد الأشخاص ومعايشته لها افترض أن الشاب في حالــة صدمــة عصبية شديده فسأل السائق هل هناك شيء أغضبه فقال السائق نعم نعم هو كان منذ قليل عنــد
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وكان يستفتيه في أمر مراجعة زوجته التي طلقها فلم يجز له الشيخ ذلك

هنا تحققت أسواء ظنون نحم وكانت في محلها فطلب من السائق مساعدته في سحب الشاب من السيارة
إلى الأرض بعد أن هياء له سجادة لوضعه عليها ولكن الشاب كان من الثقل بمكان مع طوله الفارع وبعــــد أن
أنجزا هذه المهمة سمع السائق يقول بالحرف الواحد الروز جاي ورانا فسأله نجم مستوضحا

وش قصة الروز ؟؟
قال السائق
اللي فيه زوجته وامها واخوها

وماهي إلا لحظات حتى توقفت سيارة فارهة جدا وقفزت منها امرأة شابة بدون غطاء رأس وهي تنادي فزعــة
بإسم الشاب واقتربت منه وهي في حالة هلع شديد فطلب إليها نجم أن تهداء وكان شقيقها وأمهما
وخادمة مجتمعين قربه فطلب منهم المساعدة بوضعه في المقعد الخلفي للسيارة الروز كمــا وصفهـــا
السائق وطلب من السائق أن يتولا قيادة الروز على أن يظل الشاب في الوسط بين زوجته وشقيقها وألح
في ذلك وأن يذهب بهم جميعا إلى مستشفى الهدى العسكري وأن يتركا له الخادمة على أن يتكفل هو
بإيصالها بعد أن يتفقد أغراض الشاب و يقفل أبواب الكاديلاك

ولكن وفجأة لمح ذلك الشاب العملاق وهو ينطلق بسرعة نحو الهاوية وكأنه ينوي أن يقذف بنفسه
إلى تلك الهاوية السحيقة فانطلق نجم من خلفه وقفز فوق ظهره وهو يطوق رقبته من الخلف بذراعيـه
ولكن نجم اكتشف ان فارق الطول بينه وبين هذا الشاب لن يوقفه أبدا بل شعر أن ذلك العملاق قد سرى به

فبعد أن أحس بأصابع قدميه تتدلا خلف ركبتي ذلك العملاق كاد أن يفلته لينجو بحياته لولا
أن لامست في تلك اللحظة أصابع قدميه الجسر الإسمنتي الذي يحول بين سقوط السيارت عند الإحتــكاك
بــه مما أعطى نجم قوة أضعاف قوته الطبيعية وهو يضغط بباطن قدميه على أعلى الجسر ليرتــد هـو
والعملاق إلى الخلف سقوطا عنيفا على الأزفلت وبشكل طبيعي وبغريزة حب البقاء رفع نجم رأســــه
عند السقوط معتمدا على مرفقيه ورغم ذلك ارتطمت مؤخرة رأسه بالأرض رغم الحركة الغريزيــة
والإتكاء على المرفقين وهذا الأمر امتص نسبة من خطــر السقوط ولكنه شاهــد بأم عينيه دائرة
النجوم التي كان يشاهدها في أفلام كارتون توم وجيري حين يرتطم رأس توم بالأشياء الصلبة

وكان ثقل جسد العملاق يكتم أنفاسه من فوقه وهنا خرج عن طوره وهو يشتم ذلك العملاق بينما
هو يجاهد لإزاحته عن صدره وكان أول الواصلين إليه السائق فلم يتردد في صفعه على وجهه وهو يصرخ به
قائلا انا ماقلتلك حطه بين مرته واخوها وسق انت ؟؟ فشعر الجميع بسيطرة نجم على الموقف ووجوب
الإنصياع لما يأمربه في هذا الموقف تحديدا فطلب من الجميع مساعدته بحمل هذا العملاق الذي أعياهـــم
جميعا حمله ومن ثم حشره حشرا في المقعد الخلفي وترتيب جلوس زوجته وشقيقها حسب ماطلب إليهم
ومن ثم التوجه به فورا إلى المستشفى مع الحرص بعدم اقتراب العملاق من مقابض الأبــــواب والزجــاج

التقط نجم أنفاسه بعد أن أقفل أبواب السيارة الكاديلاك وعاد إلى سيارته مصطحبا معــه الخـــادم حيث
أو صلها إلى المستشفى الذي وجده في حالة استنفار وهرج ومرج وكان في استقباله زوجة ذاك العملاق
وأخيها الذين أو صيا بتضميد جراحه في مؤخرة رأسه ومرفقيه ولكنه طلب منهــــــم إمهالــه ليأتي بزوجتــه
وأطفاله من السيارة

ولكنه خرج بجراحه ولم يعد إليهم أبدا أبدا ولازال نجم شخصية مجهولة إلى اليوم لذلك العملاق وكـــــل
من شهد هذا الموقف وحتى كتابة هذه الكلمات وعند وصوله إلى أبها وجد في صندوق سيارته حـــذاء كبير
ربما مقاس 46 أو 47 وهي تخص العملاق فاحتار المشاغب في أمرهذا الحذاءهل يرسله على عنوان ذلك العملاق
الغير مجهول والذي قد يستدل من خلاله عليه وهو مالايريده أو يترك هذا الحذاء على حاله فاختار الخيار الثاني

ولكنه قد وضع في حسابه أن لايكشف شخصيته للعملاق ليس خوفا من شيء ولكنه كان يرجو الله أن
لايضطر يوما لكشف شخصيته لهذا الرجل ليس لطلب المال ولكن ربما لدرء مضرة من نفع نفوذ