السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=======================

أسعد الله مسائكم .. بالخير والبركات ..
جيت وجبت لكم معي قصيدة أقل مايقال عنها أنها من روائع القصائد التي قرأتها لأنها قصيده أقرب إلى موسوعة حكم وباقه من النصائح الجميله والنادرة التي نحن بحاجه لتدريس أبنائنا معاني قيمها النبيله .. بل لاأبالغ إن قلت يجب على وزارة التربيه اعتمادها لتدريسها بالمدارس كمنهج دراسي تربوي تعيد من خلاله صياغة شخصية الطالب في قالب شعري.. والقصيده للشريف بركات أحد أشراف مكه ..
فمن الشريف بركات ؟!!
هوالشريف بركات بن عبد المطلب من أعلام أواخر القرن العاشر الهجري ، ويرجع نسبه إلى قبيلة الأشراف الحرث من فرع يسمى(ذوي مالك) نسبة إلى جدهم مالك بن أبي طالب ومناسبة القصيده : أن الشريف بركات(ابو مالك) يحذر ابنه مالك من أمير مكه في ذلك الوقت وهو الشريف(سرور بن مساعد) في فترة خلافات حاده كان فيها تنازع شديد على الحكم في مكه..
القصيـــــدة من وجهة نظري.. مهمه جدا .. وسبب أهميتها أنها :
تعتبــــر دستور حياتي , يشرح للمرء كيف يرسم ويكيّـف حياتـه المستقبلية .
باختصــــــار .. هذه القصيـدة , يجب أن تكون المعلّـقـة الاولـى في الشعـر الشعبي ..
نعم هي قصيدة طويله في أبياتها .. لكن الكنوز التي تحتويها أبياتها والمتعوب عليها تستحق الاطاله والإشاده .. يقول بركات الشريف والكلام لابنه مالك في وصيته الشهيره :




يالله ياللـي كـل الأمّــات ترجـيـك // يا واحـد ٍ مـا خـاب حـي ٍ ترجـاك



يا رب عبد ٍ ما مشـى فـي معاصيـك // ما يمشـي الا فـي محبتـك ورضـاك



يـا مرقـب ٍ بالصبـح نطيـت راقيـك // مـا واحـد ٍ قبلـي خبـرتـه تـعـلاك



وليّـت يـا ذا الدهـر مكثـر بلاويـك // الله يزودنـا السلامـة مــن اتــلاك



ياللي علـى العربـان عمـت شكاويـك // وليـت يـا دهـر الشقـا أول مقـواك



واليـوم هـا الكانـون غـاد ٍ شبابيـك // تلعـب بـه الاريـاح مـن كـل شبـاك



يا مالك اسمـع جابتـي يـوم أوصيّـك // وافطن تـرى يابـوك بآمـرك وانهـاك



وصيّـة ٍ مـن والـد ٍ طامـع ٍ فـيـك // تسبـق علـى الساقـة لسانـه لعليـاك



أوصيـك بالتقـوى عسـى الله يهديـك // لـهـا وتدركـهـا بتوفـيـق مــولاك



الله بـرب اجـدادك الـغـر يعطـيـك // رضـاه مـع مـا تمنّـى مـن مـنـاك



إحفظ دبشك اللي عـن النـاس مغنيـك // أللـي ليـا بـان الخلـل فيـك يرفـاك



واعرف تـرى مكـة حكمهـا بناخيـك // لو تشحذه خمسـة ملاليـم مـا اعطـاك



إجعـل دروب المرجلـة مـن معانيـك // واحـذر تميّـل عـن درجهـا بمرقـاك



لا تنسـدح عنهـا وتبغانـي اعطـيـك // جميـع مـا يكفيـك مـا حاصـل ٍ ذاك



أدّب ولـدك إن كـان تبغيـه يشفـيـك // واستسعفـه مـن بعـد مربـاه بــالاك



إمـا سمـج واستسمجـك عنـد شانيـك // ويفـرّ مـن فعلـه صديقـك وشـرواك



والاّ بعـد جهلـه تـرى هـو بيـاذيـك // لـو زعلـت امـه لا تخليـه يــالاك



واحذر تضيّع كل من هـو ذخـر فيـك // معـروف لا تنسـاه واوفـه بعـرفـاك



ترى الصنايـع بيـن الاجـواد تشريـك // اليـا طمـعـت بغرسـهـا لا تـعـدّاك



واحذر سـرور بغبّـة البحـر يرميـك // ولا عنده افلـس مـن تشكّيـك وابكـاك



واوف الرجـال حقوقهـا قبـل تعنيـك // لا تعتمـد بالـقـول فالـحـق يقـفـاك



وهرج النميمـة والقفـا لا يجـي فيـك // وايـاك عـرض الغافـل ايـاك إيـاك



تبـدي حديـث ٍ للمـلا فيـه تشكـيـك // وتهيم عنـد النـاس بالكـذب واشـراك



واليـا نويـت احـذر تعلـم بطـاريـك // كم واحد ٍ تبغي بـه العـرف واغـواك



واحذر شماتة صاحـب ٍ لـك مصافيـك // واليا جرى لـك جـاري ٍ قـال لـولاك



ولا تحسـب إن الله قطـوع ٍ يخلـيـك // ولا تفـرح إن الله علـى النـاس بـدّاك



الضيـف قـدّم لـه هـلا حيـن يلفيـك // ومما تطولـه يـا فتـى الجـود يمنـاك



إحذر تلقّـي الضيـف مقـرن علابيـك // خلـه محـب ٍ لـك صديـق ٍ إذا جـاك



واوصيك زلات الصديق إن عثـا فيـك // ما زال يغطاهـا الشعـر فاحتمـل ذاك



راعه ولـو مـا شفـت إنـه يراعيـك // عسـاك تكسـر نيتـه عـن مـعـاداك



واحذر عدوك لو ظهـر بـي يصافيـك // خلـك نبيـه وراقبـه ويـن مـا جـاك



لا تأمنـه واطلـب مــن الله ينجـيّـك // ويكفيـك ربــك شــر ذولا وذولاك



شفنـي أنـا يابـوك بآمـرك وانهـيـك // عـن التعـرض بيـن الاثنيـن حـذراك



إذا حضـرت طلابـة ٍ مـع شرابـيـك // إسـع لهـم بالصلـح والـلاش يفـداك



إبـذل لهـم بالطيـب ربــك ينجّـيـك // ولا تجضـع الميـزان مـع ذا ولا ذاك



أمـا الشهـادة فادّهـا إن دعـوا فيـك // بيّـن عمـود الديـن لا عميـت اريـاك



بالـك تماشـي واحـد ٍ لـك يـردّيـك // طالـع بنـي جنسـك وفكّـر بممشـاك



رابـع أصيـل ٍ فـي زمانـك يشاكيـك // لا شاف خملاتك عـن النـاس غطـاك



واحذرك عن طـرد المقفـيّ حذاريـك // عليـك بالمقبـل وخـل مـن تـعـداك



ثـم العـن الشيطـان لـيـاه يغـويـك // تــرى ان تبعـتـه للشرابـيـك وداك



واوصيـك لا تشكـي علينـا بـلاويـك // أنت السبـب طرفـك عيونـك بيمنـاك



واعرف ترى اللي من وطا (الفعر)واطيك // ولا انته أعـز مـن الجماعـة هـذولاك



ألمسك يا راسي مـن الـذل واخطيـك // واحـذر تكلـم يـا لسانـي حــذاراك



والطف بجـارك ثـم قـم دون عانيـك // وافطن لما يعنيـك عـن ربعـة اخـواك



يا ذيب وان جتـك الغنـم فـي مفاليـك // فاكمـن إلـيـن ان الرعـايـا تـعـدّاك



مـن اول يـا ذيـب تفـرس بيـاديـك // واليوم جاء ذيب ٍ عـن الفـرس عـدّاك



يا ذيب عاهدني واعاهـدك مـا ارميـك // ما ارميك أنا ياذيـب لـو زان مرمـاك



والنفـس خالـف رايهـا قبـل ترميـك // ترى لهـا الشيطـان يرمـي بالاهـلاك



ومن بعد ذا لا تصحـب النـذل يعديـك // وعن صحبة الأنـذال حاشـاك حاشـاك



ترى العشيـر النـذل يخلـف طواريـك // وانا ارجي انـك مـا تجـي دون آبـاك



والهقوة انـك مـا تجـي دون اهاليـك // ولا اظـن عـود الـورد يثمـر يتنبـاك



والحر مثلك يستحـي يصحـب الديـك // وان صاحبه عاعـا معاعـات الاديـاك



لا تستمـع قـول الطـرف يـوم يلفيـك // بالكذب يقضي حاجتـه كـل مـا جـاك



ومن نم لك ،نـم بـك ولا فيـه تشكيـك // وإليـاه قــد أزرى رفيـقـك وأزراك



عندك حكى فينـا وعنـدي حكـى فيـك // وأصبحـت مبغضنـا وحنـا كرهـنـاك



ما اخطاك ما صابك ولو كـان راميـك // واللي يصيبك لـو تتقيـت مـا اخطـاك



مـار استمـع منـي عسـى الله يهديـك // والنصـح يـا مالـك لـك الله لمـولاك



عنـدي مظنّـة مــا تمثلتـهـا فـيـك // واطلب لك التوفيق مـن عنـد مـولاك