المدينة المنورة (واس) : تستقبل المدينة المنورة هذه الأيام أعداداً غفيرة من الزائرين الذين قدموا من مختلف الدول والأقطار لزيارة مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وزيارة المساجد والمعالم التاريخية والدينية التي تزخر بها طيبة الطيبة.



ورصدت "واس" توافد الحافلات إلى باحات قباء اليوم، تقلّ آلاف الزائرين لأداء الصلاة في المسجد الذي يحمل مكانة خاصة في قلوب المسلمين قاطبة، حيث تأسس في مهد الهجرة النبوية بوصول النبي محمد عليه الصلاة والسلام مهاجراً من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.



وبدا المشهد في محيط المسجد أكثر ازدحاماً، حيث تكتظ ساحاته الجنوبية والشرقية بالزائرين، فمنهم من يفضّل الجلوس في الأماكن المهيأة لراحتهم على ظلال النخيل التي يزخر بها المكان، وآخرون يوثقون بكاميراتهم ذكرى هذه الزيارة، فيما حرص البعض على التبضّع من الأكشاك التي تنتشر في المكان وتوفّر سلعاً مختلفة من الهدايا والملابس والأواني والسبح والأغذية كالتمور وغيرها.



يقول الزائر منير دانان، أنه قدم ووالده من إندونيسيا للمدينة المنورة بعد أن أدوا العمرة، مبدياً سعادته بزيارته الأولى للمدينة المنورة، مشيراً إلى أن زوّار بلاده يأتون عن طريق الحافلات إلى الجوامع والمواقع التاريخية للصلاة فيها والاستماع إلى شرح عن ما تحمله من مواقف تاريخية منذ عهد النبوة.



ويقول الزائر الباكستاني أبرار شاهين، أنه يحمل في قلبه شوقاً للمدينة المنورة وحنيناً إليها، حيث قدم هذا العام للمرة الثانية زائراً في موسم العمرة، مضيفاً أن الكثير من المعالم والشوارع والمساجد شهدت اختلافاً عن زيارته الماضية، مبدياً إعجابه بما شاهده في جامع قباء حيث بدا أكثر تطويراً في ناحيته الجنوبية بعد التوسعة، وكذلك المسجد النبوي وساحاته التي شهدت توسعة كبيرة لخدمة المصلين والزائرين.



وفي المكان ذاته يقف الشاب محمد السحيمي، أمام كشك صغير ليرفع صوته مرحباً بالزائرين، ويعرض سلعاً متنوعة كـ ملابس الشتاء، والهدايا، ولعب الأطفال، ويقول أنه بدأ عمله في هذا المكان قبل عام ونصف العام، مبيناً أن المكان شهد قبل أربعة أشهر تطوير الساحة وتشييد أكشاك للباعة بشكل أكثر تنظيماً.



بدوره يرى الشاب عبد الرحمن السحيمي، أن موسم العمرة هذا العام يحمل الخير الكثير قياساً على الأعداد الغفيرة من الزائرين الذين قدموا للمدينة المنورة خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن أكثر الزائرين إقبالاً على شراء الهدايا وتمور المدينة التي يبيعها هم من إندونيسيا وماليزيا والجزائر وباكستان.



من جانبه أوضح مشرف لجنة الباعة في ساحات جامع قباء حاتم محمد سحله، أنه يوجد ما يقارب 200 كشك للباعة تقع في الناحيتين الجنوبية والشرقية للجامع، حيث يقوم منسوبي اللجنة والمشرفين بمنع المخالفات التي قد تحصل في المكان، مثل إغلاق الممرات والمداخل المؤدية إلى الجامع وإحاطة المخالفين، ومصادرة العربات غير النظامية التي تعيق حركة الزائرين.



وأفاد أن ما يقارب 150 حافلة تصل خلال اليوم الواحد لمسجد قباء، تقلّ آلاف الزائرين فضلاً عن الحافلات المتوسطة والمركبات الصغيرة التي تنقل الكثير من المصلين والزائرين للمكان، مشيداً بتعاون جميع الجهات ذات العلاقة وبإنسيابية تدفق الزائرين وانتظامهم في الدخول والخروج ما ساعدهم على أداء أعمالهم بشكل ميسّر.