مساعد مدير صحة جدة تقمص دور مريض وكشف أكاذيب الطبيب المزيف
محتال تركي يعالج مرضاه بأحشاء الأسماك والطوب الملتهب


ابراهيم علوي ـ جدة
ذاع صيت دهان تركي الجنسية كخبير لعلاج جملة من الأمراض الباطنة واشتهر وسط معارفه وأصحابه ومحيطه باستخدام الأسماك والطوب الساخن في تشخيص الأمراض وعلاجها وإيهام البسطاء بقدراته الخارقة.. وخصص الدهان المحتال عيادة مصغرة داخل مسكنه في حي النزهة لاستقبال مرضاه لتصل هذه المعلومات إلى صحة جدة.
مساعد مدير الصحة في العيادة
مساعد مدير الشؤون الصحية للقطاع الخاص الدكتور محمد عبدالجواد تولى بنفسه وضع خطة لضبط الطبيب التركي المزيف بعد ان جمع كل المعلومات وتقمص الدكتور عبدالجواد شخصية مريض ليقابل المحتال وجها لوجه في سيناريو أشبه بالافلام السينمائية.. طرق المريض الوهمي “الدكتور عبدالجواد” باب عيادة طبيب الأسماك والطوب الساخن.. الذي استقبل مريضه المنهك الذي يعاني من آلام حادة في الظهر.. وزاد المحتال حفاوته بالمريض وساعده في الدخول ثم بدأ في الكشف عليه بطريقة غير مسبوقة حيث وضع اصبعه في بطن المريض مستخدماً يده اليسرى كسماعة! هذا المشهد أثار انتباه المريض الوهمي وحاول مجادلة الطبيب المحتال الذي رفع صوته محتجاً على تدخل المرضى في شؤون الأطباء.. مؤكداً أنه ملم بكل أسرار المهنة وما على المريض غير التزام الصمت!
ثلاث جلسات أسماك
بعد “ الفحوصات الأولية” طلب الدهان التركي المحتال من المريض الدكتور محمد عبدالجواد الانتظار لبعض الوقت لتشخيص حالته ليفجر مفاجأة عن اصابة المريض بعلة خطيرة في الظهر وان علاجه ينحصر فقط في استخدام ثلاث جلسات اسماك!
مضى الطبيب المزيف لعلاج مسن جاء شاكياً من آلام في الظهر حيث كان يقوم بدلك العجوز بطوب ساخن ملفوف في قطعة شاش مبلولة إلى جانب استخدام عصى صغيرة يقوم بتمريرها على جسد العجوز.. ولكن أعضاء لجنة التفتيش لم يسمحوا للمحتال بمواصلة فعلته حفاظاً على صحة العجوز الذي كان يتلوى من الألم.. وقام مساعد مدير الصحة للقطاع الخاص بمواجهة المحتال كاشفاً عن هويته الحقيقية.. وحاول المتهم الإنكار ثم دخل في مشادة حادة مع فريق الصحة وادعى أنه يقوم بعلاج مرضاه بلا أجر غير أن العجوز المريض واجهه بحدة مؤكداً تقاضية مبلغ 200 ريال في الجلسة الواحدة.. وشرح العجوز لأعضاء الفريق الصحي الوسائل التي يستخدمها الطبيب المزيف في علاج مرضاه منها استخدام أحشاء السمك بوضعه على مكان الألم لمدة ست ساعات.. إلى جانب فرك مكان الألم بطوب ساخن..
سمكة بمائتي ريال
وادعى الطبيب ان ما تقاضاه من مبالغ من العجوز هي قيمة الأسماك التي ظل يستخدمها في العلاج ولكن العجوز رد مؤكداً أن المتهم اخذ منه مبلغ ستمائة ريال في ثلاث جلسات استخدم فيها ثلاث سمكات ويستحيل أن يصل سعر السمكة الواحدة إلى مائتي ريال!
العلاج في البانيو
أعضاء اللجنة قاموا بتفتيش عيادة الدهان المحتال وعثروا فيها على كميات من الأسماك الحية في بانيو للاستحمام.. وأحيل المتهم إلى لجنة المخالفات الصحية لمعاقبته.. الدكتور خالد ظفر مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة والدكتور سامي بادوود مدير صحة جدة تابعا عملية ضبط الطبيب المحتال.. وشارك في عملية الضبط الدكتور ناصر الغامدي ومساعده المفتش العلاجي في صحة جدة خضران الحارثي إلى جانب وحدة من الأمن الوقائي.. ووجهت اللجنة عدة اتهامات للمحتال منها ممارسة الطب بلا تراخيص وافتتاح منشأة طبية عشوائية.


عكاظ

التعليق



أصبح امتهان مهنة الطب البشري هدفا لمن هب ودب خاصة
ممن لامهنة ولا حرفة له فمن ممتهن السباكة بدون حرفة
وممتهن رعي الماشية وكل ممتهني كثير من المهن بدون حرفة
أو شهادات تخصص مهني

من المؤكد أن هناك كثير من الثغرات في أسس جدارنا المهني
هي من الهشاشة بمكان بحيث ينفذمن خلالها أمثال هؤلاء الجهلة