[align=justify]آلاف المحتجين في درعا يشكلون درعاً بشرياً حول الجامع العمري
المفوضية العليا لحقوق الإنسان تدعو لإجراء تحقيق شفاف في قمع المتظاهرين


العربية.نت - ذكرت مصادر حقوقية الثلاثاء 22-3-2011، أن آلاف المتظاهرين شكلوا درعاً بشرياً حول الجامع العمري في درعا جنوب دمشق خشية اقتحامه بعد أن قام الجيش وقوات الأمن بتفريق مظاهرة احتجاجية انطلقت لليوم الخامس على التوالي. وأوضحت أن "الجيش وقوات من الأمن قاموا بتفريق تظاهرة انطلقت اليوم من أمام جامع العمري في درعا" جنوب دمشق، مشيرا إلى أن "المتظاهرين عادوا إلى الجامع".

ولفت المصدر إلى أن "عدد المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات ضد النظام بلغ نحو ألف، إلا أن عددهم ازداد بعد ذلك"، مشيرا إلى أن السلطات السورية "أرسلت تعزيزات منذ الساعة الخامسة مساء (3,00 بتوقيت غرينتش) باتجاه الجامع". وقال أحد الشهود إن أئمة المساجد كانوا قد ناشدوا الأهالي التكاتف والالتفاف حول مبنى الجامع منعا لوصول قوات الأمن إليه.

من جهة أخرى علمت "العربية.نت" أن الشيخ بسام المصري إمام المسجد العمري وخطيب مسجد الحمزة اعتقل مساء أمس على خلفية ان تظاهرات درعا انطلقت من جامع الحمزة والعباس الذي يخطب فيه. والشيخ مصري هو من منطقة درعا البلد ويبلغ من العمر 35 عاما.

وفي تطور آخر، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان السلطات السورية إلى إجراء تحقيق شفاف في القمع الذي تعرض له المتظاهرون مؤخرا كما دعتها إلى وقف الاستخدام المفرط للعنف. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضة العليا للمنظمة الدولية إن "الحكومة يجب أن تجري تحقيقا مستقلا وشفافا وفعالا في مقتل ستة متظاهرين خلال أحداث 18 و20 اذار/مارس".

وأضاف "نشعر بالقلق البالغ لعمليات قتل المتظاهرين في سوريا مؤخرا، ونؤكد على ضرورة الوقف الفوري للاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين، خاصة استخدام الذخيرة الحية". وأكد المتحدث أن الاستخدام المفرط للقوة هو "انتهاك واضح للقانون الدولي" ويجب محاسبة مرتكبيه. وأضاف أن "الناس لهم حق مشروع في التعبير عن مظالمهم ومطالبهم لحكومتهم، ونحث الحكومة السورية على الدخول في حوار واسع ومفيد مع المتظاهرين لمحاولة معالجة هذه المظالم".

[read]حملة اعتقالات واسعة[/read]
وكانت االسلطات السورية شنت مساء أمس حملة اعتقالات واسعة تستهدف من وصفتهم بـ" مثيري الشغب" الذين أضرموا النار في مبنى القصر العدلي ومقار لحزب البعث في المدينة. وكانت الاحتجاجات المناهضة للحكومة امتدت إلى بلدة جاسم غرباً أكبر مديريات حوران والتي تشهد هي أيضاً تظاهرات إلى جانب دوما مركز محافظة ريف دمشق والقامشلي.

وأقام الجيش السوري، الذي انتشر عند مداخل درعا، نقاط تفتيش لفحص بطاقات الهوية وأطلق الغاز المسيل للدموع على جموع المتظاهرين، بينما شكل شيوخ المساجد وووجهاء المحافظة حاجزاً بشرياً لمنع احتكاك المحتجين بالجيش. وتحدثت الأنباء الواردة من درعا عن لقاء جمع ممثلين عن المعتصمين في المسجد العمري مع بعض القيادات الحكومية بشأن ورقة تتضمن مطالب الشباب ووعودا بتنفيذها.

وفي حلب يبدو أن السلطات نشرت عناصر أمن بلباس مدني بعد توزيع منشورات تدعو إلى التظاهر. بينما أفادد شبكة شام الإلكترونية بأن الرئيس السوري بشار الأسد اتصل بالمشايخ المجتمعين في المسجد العمري مقدماً تعازيه لأهالي الضحايا ومتعهداً بمحاسبة الجناة وإجراء إصلاحات جذرية.

من جهته، أنحى المرصد السوري لحقوق الإنسان باللائمة على قوات الأمن وأكد أنها عمدت إلى اعتقالات تعسفية في مناطق عدة من البلاد شهدت تظاهرات ضد النظام.[/align]