عنترة بن شداد



[poem=font=",6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ذَنبي لِعبْلةَ ذنبٌ غير مغتفرِ =لمّا تَبلَّجَ صبُح الشَّيبِ في شعري

رَمتْ عُبيلةُ قلْبي من لواحِظِها =بكُلِّ سهْم غريق النَّزعْ في الحَوَرِ

فاعْجب لـهنّ سهاماً غيْرَ طائِشَةٍ =من الجفُونِ بلا قوْسٍ ولا وَتَرِ

كم قد حفِظْتُ ذمامَ القوم من ولَهٍ =يَعْتادني لبناتِ الدَّلِّ والخَفَرِ

مُهفْهفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حين يَرَى =قدودَها بيْنَ مَيَّادٍ ومنْهصر

يا منْزلاً أدْمعي تجري عليهِ إذا =ضَنَّ السَّحابُ على الـأَطْلال بالمطر

أرضُ الشَّربَّةِ كم قضَّيت مُبتهجاً =فيها مَعَ الغيدِ والـأَتْرابِ من وَطَرِ

أيّامَ غُصْنُ شَبابي في نعُومتِهِ =ألْهُو بما فيهه من زهرٍ ومن أَثرِ

في كلِّ يومٍ لنا من نَشْرها سَحَراً =ريحٌ شَذَاها كنَشْر الزّهر في السَّحر

وكلُّ غصنٍ قويمٍ راق منْظرهُ =ما حَظُّ عاشِقها مِنْه سوى النَّظرِ

أخْشى عليها ولَوْلا ذاكَ ما وَقَفَتْ =ركائبي بينَ وِرْدِ العَزْمِ والصَّدَرِ

كلاّ ولاَ كُنْتُ بَعد القُرْبِ مُقْتنِعاً =منها على طولِ بُعْدِ الدَّار بالخبر

هُمُ الـأَحبَّةُ إنْ خانُوا وإنْ نَقَضوا =عَهدي فما حُلْتُ عَنْ وَجْدي ولا فِكري

أَشكُو منَ الـهَجر في سِرٍّ وفي عَلَنٍ =شكْوَى تُؤَثرُ في صلْدِ منَ الحجر[/poem]