عنترة بن شداد



[poem=font=",6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي =طَفا برْدُها حرَّ الصبابةِ والوَجدِ

وذكَّرني قوْماً حَفِظتُ عهُودَهُمْ =فما عَرفُوا قَدري ولاَ حَفِظُوا عهدي

ولولاَ فتاةٌ في الخيامِ مُقيمَةٌ =لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعدِ

مُهفْهَفةٌ والسِّحرُ من لَحظاتها =إذا كلَّمتْ ميْتاً يقُوم منَ اللَّحْدِ

أشارتْ إليها الشَّمْسُ عِنْد غرُوبها =تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي

وقال لـها البدْرُ المنير ألاَ اسْفري =فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ

فوَلّتْ حياءً ثم أَرْخَتْ لِثامَها =وقد نثرَتْ منْ خَدِّها رطِبَ الورْد

وَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جفُونها =كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ

تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ =ومنْ عَجبٍ أنْ يَقْطع السَّيْفُ في الغِمْدِ

مُرنِّحةُ الـأَعطاف مَهْضومةُ الحَشا =منَعَّمة الـأَطْرافِ مائسة القَدِّ

يبيتُ فُتاتُ المسْكِ تحتَ لثامها =فيزدادُ منْ أنْفاسها أرَجُ النَّدِّ

ويطْلُع ضَوءُ الصبْح تَحتَ جَبينها =فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد

وبين ثناياها إذا ما تَبسَّمتْ =مديرُ مُدامٍ يَمزجُ الرَّاحَ بالشَّهد

شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّماً =فَواحَربا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ

فهلْ تسمَحُ الـأَيامُ يا ابْنةَ مالكٍ =بوَصْلٍ يُدَاوي القَلْبَ منْ ألم الصَّدِّ

سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي =وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي

وحَقّكِ أَشْجاني التَّباعدُ بعدكم =فهل أنتمُ أشْجاكُم البُعدُ منْ بعدي

حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا =وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي

فإنْ عاينت عيني المَطايا وركْبها =فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحةَ الخدّ[/poem]