شعر التوبة والاحسان عند ابن لعبون



د. محمد الربيعي المدخلي
تزخر الجزيرة العربية بنماذج شعرية حّية حق لها أن تصمد وتخلد عبر العصور وابن لعبون صورة الحكمة والتوبة والغفران والاحسان لديه جميلة وراقية يترفع بشعره نحو الحداثة الشعرية المقبولة والممزوجة باللهجة القوية المتمرسة على الشعر الاصيل بعيدة عن التكلف ولقد طال نفسه في هذه القصيدة وهي تقربك منه حتى انك تعيش معه رغم بعد الزمن فالشاعر من مواليد 1205ه وتوفي في 1247ه كما يحدثنا بذلك د. عبدالعزيز عبدالله بن لعبون في كتابه أمير شعراء النبط محمد بن لعبون ونقتطف هذه الصورة الشعرية المتعددة الاغراض في قصيدته البليغة والتي يحتاجها الفرد منا في كل وقت وحين وقد يرددها عند حزات واوقات عندما يؤوب ويرجع لربه وخالقه وهي:
كل شيء غير ربك والعمل

لو تزخرف لك مرده للزوال

ما يدوم العز عز الله وجل

في عدال ما بدا فيه الميال

والذي ينقاد بزمام الأمل

لا تغبطه في زغاتير الهبال

استغفر الله عن كثر الزلل

واستعين اعنايته في كل حال

توبة المغتر حاط به الاجل

بالعجل يا أيها الراجي مخال

بادره ما دام لك فها مهل

فالمنايا رايحات بك عجال

واسأل اللي يستجيب المن سال

هو يجيك محتف بك حيث قال

اسأله بارسال ما جاء الرسل

واسمه المخزون في علمه تعال

والملائكة الكرام اهل المحل

واولياه الواصلين به الجبال

يسمح اللي فات في وقت الجهل

واسع الغفران وان ضاق المجال

العفو والصفح هو للصفح أهل

والكرم والجود جوده والنوال

غافر الزلات حي لم يزل

لو ذنوبك راجحات بالحبال

يا اهل التقوى ويا ضافي الفضل

توبة لي من عطاياك الجزال

من روائح رحمتك عل ونهل

لاهل حسن الظن بك يا ذا الجلال

والسموحة فيك دوم لم تزل

جملة الاقدام وقبر يهال


منقوووول من جريدة الرياض