[align=right]إكليل المروج
لجنة الخبراء الألمانية للأدوية العشبية
تـُقــِر استعماله


نبات إكليل المروج (إكليل بوقيسي) عشبة معمرة قوية، ساقها منتصب مورق متفرع،، وأوراقها متبادلة على الساق ريشية ومسننة،، اعلاها داكن الخضرة،، تتدرح إلى الإبيضاض للأسف,، أزهارها صغيرة بيضاء تمبل إلى إلإصفرار،، اطراف أغصانها عنقودبة،، ثمرتها وحيدة البذرة حلزونبة الشكل،، رائحة أوراقها تخالف رائحة الأزهار.



موطنها الأصلي تقريبا في جميع أنحاء أوروبا وتكاثر في الغابات والأحراج الرطبة والمستنقعات وقرب الأنهار. توجد في معظم البلاد العربية.

أجزاءها المستخدمة طبياً:
تستخدم جميع أجزاء النبات بما في ذلك جذوهار. (( لا تستخدم من قبل الأطفال المصابين بالحمى
)) تحتوي نبتة إكليل المروج على حمض الساليسيليك :- اكتشف أول مرة في 1839م بزهرتها. بينما يحتوي باقي جميع أجزاءها على: (جلوكوزيدات الجوليثرين) و(سبيرايين) وكميات قليلة من (الهيليوتروبين) و(أحماض عفصية) و(صبغ أصفر وفانيلين).

الاستعمال: اشتهر العشب كمعطر للهواء العصور الوسطى،، ويطلق اسم (عشب فواح) على أغلب النباتات العطرية لروائحها العطرية،، رائحة هذه النبتة تشبه رائحة اللوز. تناثر بذور إكليل المروج حول المساكن يزيل روائح الاستحمام الكريهة رغم قلتهً إضف إلى ذلك قرب معيشة الحيوانات الأليفة من المساكن.

[info]أن أوراق وأزهار النبات تفوق جميع الأعشاب العطرية الأخرى في استخدامها لتزيين المنازل حيث تنعش رائحة هذا النبات المشاعر، وكانت الملكة إليزابيث الأولى مفتونة بالعشب الذي انتشر في المكان الذي تعيش فيه. جون جيرارد - خبير اعشاب إنجليزي[/info]

أتخذ الإنسان العشب في باقات تهنئة بسبب الرائحته العطرية وجمال الأزهار، واستعمل كجزء للمشروابات ومُجفف وُمخمر وبالعسل ومُنكه لعصيرات بعض الفواكه. إلى أن وصل دوره كعشب في التشافي، بداية من ماء أزهار كقطرة للعين لإزالة الحرقان والهرش وتصفية الرؤية. ووصايات االعطارين باستعمال إكليل المروج لعلاج الإسهال والحمى والتهاب المفاصل والصرع وأمراض الجهاز التنفسي.

القرن التاسع عشر، أدخل المستعمر هذه النبتة إلى نصف العالم، اعتبر الأطباء الانتقائيون إكليل المروج مادة قابضة جيدة لحالات الإسهال. نادرة الضرر للمعدة. ووصفوها لعلاج تقلصات الطمث والإفرازات المهبلية.

إكليل المروج جيد في علاج البرد والإنفلونزا والغثيان وحرقان القلب وإسهال الأطفال واضطرابات الهضم وآلام المفاصل وهبوط القلب الاحتقاني.

عام 1939م اكتشف كيميائي ألماني أن براعم أزهار إكليل المروج تحتوي على الساليسين (نفس المادة التي تم فصلها من لحاء الصفصاف الأبيض). الساليسين له تأثيرا فعالا في تخفيف الآلام وعلاج الحمى وكمضاد للالتهاب. الساليسين و(مركبات الأخرى شبيهة به مثل حمض الساليسيليك) يمكن أن تسبب آثاراً جانبية مثل اضطراب المعدة والغثيان والإسهال ونزيف بالمعدة وطنين بالأذن وفي جرعات عالية يمكن أن يحدث شللاً وظيفياً في التنفس.

عمل الكيميائيون على الاستفادة من مميزات الساليسين وحمض الساليسيليك، وتجنب مخاطرهما. ففي سنة 1853م، أضاف الكيميائيون الألمان مجموعة الأسيتيل Acetyl لمستخلص إكليل المروج وقاموا بتصنيع الأسيتيل ساليسيليك Acetylsalicylic ولأن كلمة Acetylsalicylic طويلة فإن العلماء الذين صنعوا هذا المركب جمعوا حرف a المأخوذ من كلمة Acetyl مع كلمة Spirin وهي احدى الأسماء اللاتينية للعشب فكانت كلمة aspirin.

الُمركب الجديد له تأثير فعال ضد الحمى والألم والالتهاب أقوى بكثير من الساليسين أو حمض الساليسيلك، إلا أن نفس الآثار الجانبية مثلهما، مما خيب آمال صانعيه ونشروا أخبار اكتشاف الأسبرين في جريدة طبية ألمانية مغمورة، واستمر الدواء منسياً حوالي 50 عاماً.

أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، كان الكيميائي الألماني فيلكس هوفمان قلقاً بشأن مرض والده المصاب بالالتهاب المفصلي الروماتيدي، ولم يجد علاجاً لذلك حيث استخدم كل العلاجات المتاحة آنذاك إلا أنه فشل في الحصول على أي شيء يهدئ آلام مرض والده. لذلك قام هوفمان الذي كان يعمل في شركة فريدريك باير للأدوية آنذاك بجمع الجرائد ليهتدي إلى علاج أفضل لالتهاب المفاصل، وعثر على المقال القديم عن الأسبرين، وقرر أن يصنع كمية من الأسبرين نفسه. وكما تحكى القصة، فقد أعطى بعضه لوالده الذي شعر بفاعلية الأسبرين، وقلة آثاره الجانبية بالنسبة للأدوية الأخرى التي استعملها.

في بداية الأمر قضى هوفمان وقتا طويلا وصعبا لكي يبيع الأسبرين إلى رؤسائه في شركة باير للأدوية وأخيراً تأكدوا من فعاليته. وفي عام 1899م، قدموا حمض الأسيتيل ساليسيلك إلى أوروبا وأمريكا الشمالية تحت الاسم التجاري "أسبرين Aspirin".

وبسرعة أصبح الأسبرين العلاج المفضل في البيوت لتسكين الألم. وفيما بعد فقدت باير لتسجيل العلامة التجارية لاسم الأسبرين في واحد من أوائل المعارك في حماية العلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية وحكمت المحكمة أن الكلمة قد تجاوزت إلى الاستعمال العام وروجت باير لمنتجها باسم "أسبرين باير".

لقد أقرت لجنة الخبراء الألمانية E التي تقيم الأدوية العشبية والتي تناظر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت استعمال عشبة إكليل المروج علاجاً رسمياً لنزلات البرد.

بما أن عشبة إكليل الجبل تحتوي على مواد عفصية وهي مواد قابضة فقد استخدمت هذه العشبة لعلاج الإسهال بالإضافة إلى ذلك فقد وضحت إحدى الدراسات الأوروبية أن العشب له تأثير فعال ضد الشيجيلا ديسنتري Shigella Dysenteriae وهي نوع من البكتريا التي تسبب الإسهال، وهذه النتيجة تؤيد بعض استعمالات العشب القديمة لعلاج هذه الحالة.

كما أن عشبة إكليل المروج فعالة أيضاً ضد الأيشيرنيثيا كولاي وهي البكتريا المسببة لعدوى الجهاز البولي. وقد وصفت إحدى المقالات استعمال العشب كمطهر للجهاز البولي.

لقد أثبتت الدارسات العلمية أن نصف قرص إلى قرص واحد يومياً من الأسبرين تعمل على منع تجلط الدم الذي يسبب حدوث نوبات القلب أو السكتات الدماغية. وتأثير عشبة إكليل المروج على نوبات القلب والسكتات الدماغية لم ينل درجة كافية من البحث ولكن بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات المخبرية بينت أن العشب له تأثير مضاد للتجلط، وعليه فإن له حماية مماثلة. كما أوضحت الدراسات أن الأسبرين يقلل أيضاً من مخاطر سرطانات الجهاز الهضمي وخصوصاً سرطان القولون. وبالرغم أنه لا توجد دراسات على عشبة إكليل المروج تقارن تأثير الأسبرين على تقليل مخاطر سرطانات الجهاز الهضمي إلا أن العشب قد يقوم مماثلة. كما أوضحت دراسات أخرى أن الساليسين يخفض مستوى سكر الدم مما يعني أنه قد يكون للعشب دور في خفض سكر الدم.

كيف يؤخذ إكليل المروج؟

لإعداد منقوع له تأثير قابض ضد الإسهال يؤخذ ملعقة أكل من مسحوق النبات وتوضع على ملء كوب ماء مغلي ثم يترك ينقع لمدة 10 دقائق ويصفى بعد ذلك ويشرب بمعدل كوب ثلاث مرات يومياً. يجب عدم إعطاء عشب إكليل المروج للأطفال أقل من 5 سنوات أو الأطفال أقل من 16 سنة المصابين بالبرد أو الأنفلونزا أو الجديري.

هل العشبة آمنة الاستعمال؟

عشبة إكليل المروج أو الأسبرين أو أي عشب يحتوي على حمض الساليسيلك أو الساليسين لا يستخدم من قبل مرضى الربو أو من لديهم حساسية للأسبرين. وفي الأطفال تحت سن 16 سنة الذين يشتكون من الحمى بسبب البرد أو الانفلونزا أو الجديري فإن الأسبرين قد يرتبط بحدوث متلازمة ري Reye's Syndrome وهي حالة نادرة ولكنها مميتة وحيث أن عشبة إكليل المروج لها ارتباط بالأسبرين فيجب عدم استعمالها من قبل الأطفال المصابين بالحمى بسبب هذه الأمراض. كما يجب على السيدات اللاتي يرغبن في الحمل عدم استعمال عشبة إكليل المرج.

الرياض - أ. د. جابر بن سالم القحطاني[/align]