بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

رادوي.. الولاء لا يحتاج لبطاقة هوية وطنية

الدمام- محمد الشيخ

حينما اختارت جماهير الهلال الدقيقة الثامنة تحديدا في مباراة فريقها مع الاتفاق الأخيرة في دوري (زين) للمحترفين لتهتف باسم المحترف الروماني ميريل رادوي، حيث تتوافق تلك الدقيقة مع رقم قميصه، فإن تلك الهتافات لم تأت تخرج من أفواه الهلاليين اعتباطاً وإنما صدرت عنها لتأكيد تقديرها وامتنانها لهذا اللاعب الذي ضرب أروع الأمثال في الإخلاص للشعار الذي يرتديه. فرادوي ومنذ أن حطت قدماه في الهلال في الموسم الماضي وهو يقدم مستويات لافتة وعطاءات متميزة مقرونة بروح عالية وتفان منقطع النظير نصبته كأحد أفضل صفقات اللاعبين الأجانب على الإطلاق، وهو ما جعل الهلاليون يتمسكون به أكثر، وزاد من ذلك الروح العالية والولاء الملموس اللذين تميز بهما، وهما اللذان ظهرا بجلاء في أصعب الظروف كلحظة إصابته باختناق في مباراة الوحدة، وهي الإصابة التي أقشعرت له الأبدان حيث بدا اللاعب وكأنه ينازع الروح، ورغم ذلك أبى إلا أن يكمل المباراة بمجرد تجاوزه للحالة، وهو ما دلل على حجم إخلاصه لفريقه. وليست المرة الاولى التي يتعرض فيها رادوي لإصابة قوية خلال مشاركته مع الهلال ، فقد أصيب في الموسم الماضي بكسر في أنفه بعد أن وجه له مهاجم الشباب ناصر الشمراني ضربة بكوعه جعلته ينزف قبل ان ينقل للمستشفى، وما هي إلا أيام حتى عاد لتمثيل فريقه الذي بات فيه بمثابة القلب النابض. وعزز رادوي من قيمته لدى الهلاليين بإصراره على تمثيل الهلال في مباراته المقبلة في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا أمام ذوب آهن الإيراني، رغم أن المباراة تتعارض وحضوره المبكر مع منتخب بلاده الذي سيلاقي منتخب فرنسا في تصفيات كأس اوربا، لولا تعنت الاتحاد الروماني في حتمية حضوره قبل خمسة ايام من موعد المباراة، وهو ما سيحول دون مشاركته. رادوي بات اليوم مثالا للاعب المحترف الحقيقي الذي يبحث عن خدمة فريقه لا خدمة مصالحه الشخصية، حيث ظهر منذ ارتدائه مع الهلال وكأنه لاعب سعودي، بل أعظم من ذلك فمن يشاهد إخلاصه يخاله ابنا من أبناء النادي لا مجرد لاعب وافد على الفريق قد تنتهي علاقته مع الفريق بنهاية العقد المبرم بينهما أو حتى قبل ذلك، وهنا يكمن الفرق بين الانتماء والولاء!.