الرياض (واس) أنجز الباحث عبد الرحمن بن فايز المقيطيف الجهمي، كتاباً يحوي ما قيل عن "بيشة" في الشعر القديم بعنوان: "بيشة في الشعر العربي -الجزء الأول- العصر الجاهلي حتى نهاية صدر الإسلام".


- 05 جمادى الآخرة 1445هـ 18 ديسمبر 2023م

واحتوى الكتاب على 314 صفحة مقسمة على فصلين، كان الأول منهما عن تاريخ وجغرافية بيشة، والثاني عن ما قيل عن بيشة من الشعر في العصور الجاهلية وصدر الإسلام.

وفصل الباحث منهجه في مقدمة الكتاب؛ ذاكراً أنه جمع المقطعات الشعرية التي فيها ذكر لـ "بيشة"، من بطون الدواوين والمصادر التاريخية، وشرح معاني ألفاظها من خلال الرجوع إلى المعاجم اللغوية، وذكر أنه ترجم لكل شاعر بذكر نسبه وأخباره، واعتذر للقارئ أنه بحث عن بعض المصادر ولم يجدها منها: كأخبار ابن الدمينة للزبير بن بكار، وشرح قصيدة الدامغة للهمداني، ومقاتل الفرسان لأبي عبيدة معمر بن المثنى.

واستعرض اسم "بيشة" ومدلوله اللغوي؛ موضحاً أنه اسم عربي جاهلي قديم وأنه من الأسماء التي اعتاد العرب على تسميتها؛ لاسيما القدماء، ومن ذلك "بيشة السماوة"، و "بيشة البحرين"، و "بيشة الروم"، و "بيشة العباس"، وأما "بيشة" المشهورة والمستهدفة في هذا الكتاب؛ فهي الواقعة في أقصى جنوب نجد، وتتبع الآن منطقة عسير، ولها أهمية كبيرة في الماضي والحاضر؛ فهي بلد التمر والخير والنماء حتى هذا العهد.



وأوضح الباحث أن تاريخ "بيشة" يضرب في جذور الزمن، ويعرف كأقدم المواطن التي استقر فيها الإنسان، فهي بذلك تمثل أحد أبرز ملامح الحضارة العربية قبل الإسلام، كما دلت على ذلك كثافة النقوش الصخرية التي سجلتها المسوحات الميدانية، كما أثبتت وجود منشآت عمرانية تعود إلى العصور الحجرية.

وتُعد "بيشة" من المحطات التاريخية، فهي بمثابة الشريان الحيوي لمسارات التجارة عبر الطريق العالمي المعروف بـ "درب البخور"، منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، ناهيك عن درب الملك الحميري أسعد كامل وهو الطريق الذي سلكه أبرهة الحبشي والذي عرف فيما بعد بـ "درب الفيل"، واستمرت "بيشة" كملتقى لقوافل الحجاج القادمين من اليمن وجنوب الجزيرة العربية، واشتملت على دار لضرب العملات في العصر الإسلامي، وأماكن تعدينية مهمة كـ "قرية المعدن" في جنوبها، والعبلاء ذات الرحى الشهيرة في غربها، كما اشتملت على آثار أخرى تبين مكانتها الدينية والتاريخية عبر الأزمان مثل: ذو الخلصة والنقوش والرسوم المنتشرة في كل مكان، وكذا الأسوار والمدافن والقرى المندثرة هنا وهناك.



وورد في الكتاب اسم 32 شاعراً تغنوا في "بيشة" ومن أشهرهم: لقيط الإيادي وامرؤ القيس الكندي، وسيف بن ذي يزن، والسليك بن السلكة، والخنساء، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وحميد بن ثور، والنابغة الجعدي، وتميم بن أبي بن مقبل وطفيل الغنوي وغيرهم.

يذكر أن الباحث رجع في جمع مادة كتابه هذا إلى 359 مصدراً ومرجعاً وختم كتابه بمجموعة من الصور المعبرة، 10 فهارس للشعراء والقبائل والآيات والأحاديث والأمثال والأماكن وأيام العرب وأسماء الريح والنبات والحيوان، وهدفه من ذلك التسهيل على القارئ في الرجوع إلى المعلومة بأقل جهد وأيسر طريقة.



إعداد: مسعود المسردي