المدينة المنورة - واس : تزينت المدينة المنورة بشوارعها وفنادقها وأسواقها التجارية المنتشرة في أرجائها بمختلف أنوع الزينة والزخرفة التي اشتملت على الأنوار المتحركة ذات الألوان المتعددة والعقود المضيئة وأشرطة وأعلام الزينة ، إضافة إلى قيام أمانة المدينة بتزيين الشوارع وأعمدة الإنارة ونخيل الشوارع بالشباك المضيئة والجذابة , فيما انتشرت وعمت شوارع طيبة الطيبة عبارات التهاني بعيد الفطر المبارك.
إعداد / عبد الرحيم الزهراني تصوير/ سامي الجهني



وكما هو معتاد في مثل هذه الأيام من كل عام تحتضن المدينة المنورة أعداداً كبيرة من الزوار ومن المعتمرين من جميع أصقاع المعمورة إضافة للقادمين من مختلف مناطق المملكة الذين عادة ما يستمتعون بقضاء العيد وأيامه في رحاب مدينة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حيث يتميز عيدها بطابع خاص قد لا يتوفر في أماكن أخرى.

وتشهد الأيام القليلة المتبقية من الشهر المبارك نشاطاً ملحوظاً وحركة تجارية وتسويقية مكثفة استعداداً لعيد الفطر ، حيث تتوافد أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين والزوار بالمدينة والمحافظات التابعة لها على الأسواق والمراكز التجارية لشراء احتياجاتهم التي تشمل غالباً الملابس الجاهزة لمختلف الفئات من أطفال وكبار وخياطة الملابس والعطور والهدايا والأحذية والمفروشات والأثاث المنزلي والأدوات المنزلية وغيرها إضافة إلى الألعاب والحلويات التي يتزايد وجودها في الأسواق هذه الأيام لتضفي البهجة والسرور على أفراد الأسرة في عيد الفطر المبارك.



وتتنوع رغبات مرتادي الأسواق إذ يحمد عبد العزيز عمر الصايغ المولى تعالى الذي رزق هذا البلد الكريم بكل مايحتاجه العباد , مشيرا إلى أنه يحرص على تلبية رغبات أبنائه الذين اصطحبهم معه.

وأضاف المواطن الصايغ الذي التقته واس في أحد المراكز التجارية الكبرى" لقد قمت بشراء كل ما أحتاجه لأبنائي وبناتي من أغراض العيد من هذا المركز ولله الحمد ".

ويقول المواطن محمد عبد السلام فلاته وهو يقف أمام أحد محلات بيع الملابس الجاهزة " أتيت لأشتري لأبنائي بعضاً من البشوت أوالمشالح لكي تكتمل فرحتهم بالعيد خاصة أن البشوت أصبحت شيئا أساسيا للأطفال في العيد وصلاة المشهد بالذات ".

وأعرب المواطن عادل بخيت محبوب القادم من مدينة جدة عن سعادته الغامرة لزيارة المدينة المنورة لصيام ماتبقى من شهر رمضان وقضاء أيام العيد بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم , موضحا أنه تعود على هذا النظام منذ أعوام لأنه يرى عيد المدينة مميز جدأ .

من جهتها تقول المتسوقة أم حاتم : " إن الأمور طيبة بالنسبة للأولاد فيما يتعلق بمقاضي وأغراض ومستلزمات العيد ، أما البنات فيجدن بعض الصعوبة في تكوين وتجميع وتوليف الألوان وتناسقها ومطابقتها للذوق الخاص حتى يتمكن من الخروج بالشكل المطلوب", مضيفة أن الفتاة تحتاج إلى شنطة معينة ومتميزة وحذاء جميل ومتميز أيضاَ إلى جانب الفستان أو الطقم وكذلك العطور والأكسسوارات وأدوات التجميل من مكياج وخلافه الأمر الذي يتطلب التجوال في أكثر من سوق أو مركز ولمرات عديدة.

كما تشتكي المتسوقة أم طلال من تعقيدات تجهيزات العيد بالنسبة للبنات , وتضيف أن مما يزيد الطين بلة أن أكثر المحلات والمراكز التجارية تتعمد تأخير إنزال الموديلات الحديثة والجديدة لما قبل العيد بليلتين أو ثلاث ليالي على الأرجح الأمر الذي يوقع الأسر في حيرة.

وبين المواطن الشاب سمير عبد الرحمن كردي من داخل أحد المحلات للخياطة الرجالية وعلائم الابتهاج تبدو على محياه أنه جاء مع أحد أخوانه لاستلام ثياب العيد التي كانوا قد أجروا عليها التجارب في وقت ماضي من هذا الشهر, مبيناً أنه فصل ثوبا مطرزاً بمبلغ 290 ريالا للثوب الواحد ،معبراً عن فرحته الغامرة باستلام الثياب كي يتمكن من ارتدائها في أيام العيد السعيد.



أما المواطن محمد محي الدين فقد اغتنم الفرصة ليرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة الحكيمة و لسمو أمير منطقة المدينة المنورة والشعب السعودي و الأمة الإسلامية والعربية, سائلا الله تعالى أن يحفظ المملكة وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار ورغد العيش .

وغير بعيد عن هذا المشهد استنفرت محلات ومراكز بيع الحلويات كافة طاقاتها واستنفدت ما لديها من طرق ووسائل لجلب الزبائن وإغراء المشترين والمارة ولفت الانتباه إلى معروضاتهم بمختلف الأحجام والأشكال والألوان والطعم حيث وضعت في صحون وأطباق وأواني مغلفة وجذابة .

وتتميز محلات بيع الحلويات بكثرة الإضاءات المتحركة والفلاشات المتعددة التي انسجمت وتناغمت مع جهود الأمانة في هذا المجال من تزيين للشوارع لإظهار فرحة العيد ورسم الفرحة والبهجة على محيا الأهالي والزوار وللفت الأنظار حيث كان الباعة يرددون الأهازيج والأناشيد بغية تصريف وبيع بضاعتهم وما يعرضونه من حلويات كقولهم " ياحلاوة العيد ياحلاوة .. في ثوب جديد ياحلاة" و" حلّوا وعلى النبي صلّوا " إلى غير ذلك من العبارات اللافتة لمعروضاتهم .

وفي هذا الخصوص يرى البائع عماد حسن الحربي الذي يملك عدة فروع للحلويات أن "العين تأكل قبل الفم" في حين أبان المواطن عماد علي إبراهيم الشيحة الذي يملك عدة فروع في المنطقة لبيع الحلويات الشعبية والتقليدية أن عيد رمضان عرف من زمن الأجداد بأنه عيد الحلاوة ، مشيراً إلى أن المحل يعرض أنواع الحلويات الشعبية كاللبنية ولبنية الفستق والهريسة وحلاوة اللدو والششني والنارجين والمشبك وحمَام البر الحار والبارد وكذلك المنفوش وهي جميعها معروفة لدى أهالي المدينة منذ القدم ويحرص على شرائها كذلك الزوار .



من جهة أخرى انتشرت في الشوارع وأمام المركز التجارية وأماكن بيع المواد الغذائية والطرق والممرات المؤدية للمسجد النبوي الشريف مباسط زكاة الفطر التي عادة ما يخرجها الناس قبيل صلاة العيد من قوت أهل البلد" الأرز" ويقف على بيع تلك المباسط شباب من مختلف الأعمار ويرددون بصوت عالي أهازيج وعبارات مسجوعة من قبيل "زكي ياصايم .. ووحد الدايم".

كذلك تشهد أسواق الذهب إقبالاً لافتاً خلال هذه الأيام حيث يقول المواطن إبراهيم عبد الله الشريف الذي يعمل في محل لبيع المجوهرات والذهب أن المدينة المنورة تستقبل في شهر رمضان حشودا من الزوار وبالتالي تشهد كثافة من المتسوقين من مختلف البلدان إضافة لزوار الداخل مما ينعش الحركة التجارية بما في ذلك محلات بيع الذهب مشيراً إلى أن الزوار يشترون الذهب كرمز تذكاري من أرض الحرمين ليوثق هذه الزيارة إلى جانب مواسم الأفراح خلال وبعد أيام العيد السعيد.

وتقوم الجهات الحكومية بالمدينة المنورة بتجنيد جميع إمكاناتها وطاقاتها من أفراد وآليات لتسهيل الحركة التجارية والتسويقية وتنقلات مرتادي الأسواق والمراكز التجارية لتأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم بكل يسر وسهولة وبأسعار مناسبة لمختلف الفئات إذ يكثف فرع وزارة التجارة بالمدينة المنورة الجولات لمراقبة الأسواق والمراكز والمحال التجارية بهدف مراقبة الأسعار وكشف الغش التجاري والتأكد من الالتزام بالأسعار المحددة وصلاحية الانتهاء.

من جهتها تقوم أمانة المدينة المنورة بتكثيف جهودها هذه الأيام من خلال مراقبين وفرق ميدانية تعمل على مدار الساعة لمراقبة مناطق تجمع المواطنين والزوار في الأسواق والساحات المنتشرة بالمدينة المنورة للتأكد من سلامة الشروط الصحية في المطاعم وأماكن بيع المواد الغذائية والتموينية وسلامة مساكن الزوار وتأمين الحاويات لجمع المخلفات وانتشار عمال النظافة في مختلف المواقع حفاظاً على الصحة العامة والحرص الدائم للمظهر العام لطيبة الطيبة.