لينداو، كريستوف شتراك (دويتشه فيله) غالبًا ما يُنظر إلى الأديان كمصدر للنزاعات. غير أن منظمة "أديان من أجل السلام" تعمل على تغيير ذلك وعلى تحفيز الشباب والنساء للمشاركة بشكل أوسع في الحوار حول قضايا تتجاوز موضوع الإيمان.



"الحوار هو المفتاح لحل المشاكل" يقول الكيني فيلبرت أغانيو، مجيبا على سؤال حول نشاطه في مجال حوار الأديان. وأغانيو (35 عاما) المستشار في مجال الاتصال الرقمي هو من الجيل الشاب المشارك في مؤتمر المنظمة المدنية "أديان من أجل السلام Religions for Peace" في مدينة لينداو بولاية بايرن جنوب ألمانيا. وتقول المنظمة إنها عابرة للأديان وهي الأكبر من نوعها في العالم، وتراهن على الشباب إلى جانب خبرة كبار السن في مجال حوار الأديان.

وقد عقد مؤتمر لينداو في الفترة ما بين الرابع والسابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، لمدة أربعة أيام تحت شعار "العقيدة والدبلوماسية – حوار الأجيال". ولدى مناقشة أي محور وموضوع كان دائما أحد المحاضرين من الشباب. وأغانيو أدار حلقة حوار حول مشاريع تعاونية في مجال الصحة.

ومن الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا شاركت الشابة أنه نيكول هاينريش (25 عاما) وكانت من المتحدثين الرئيسيين في افتتاح المؤتمر. وفي اليوم الثاني للمؤتمر انضمت أغنيس أبوم من نيروبي إلى مناظرة رئيسة مجلس الكنائس العالمي، ولدى تقديمها قيل إنها أول امرأة في هذا المنصب وأول أفريقية.


- الأديان السماوية - درة

جيل مفعم بالطاقة والحيوية
إيرمغارد ماريا فيلنر، نائبة رئيس القسم الثقافي في وزارة الخارجية الألمانية، قالت "إن الأمر يتعلق بمشاركة الشباب في إدارة المنظمات. الجيل الشاب مفعم بالطاقة". وتابعت موجهة كلامها للمنظمات الأخرى، هكذا مثلما تعلمت منظمة "أديان من أجل السلام" دمج النساء، ينبغي عليكم أنتم أن تتعلموا "دمج الشباب". وكان حضور المرأة ومشاركتها بارزا في حوار الأديان.

وفي بعض المناقشات كان واضحا أن نسبة الشباب خارج أوروبا كانت أكبر فيما يتعلق بتحمل المسؤوليات في سن أصغر، مقارنة بالشباب في أوروبا. فأغانيو مثلا تحدث عن كيفية مشاركته عام 2016 لأول مرة في اجتماع لرجال دين كبار، في العاصمة النيجيرية أبوجا. ومنذ ذلك الحين بدأ يشعر بمدى أهمية التسامح وتعليمه للآخرين. وزار مسجدا مع مسلمين وكنيسة مع مسيحيين ومعبدا مع الهندوس في أوغندا، ويقول "من كل واحد يتعلم المرء شيئا ما".


- فيلبرت أغانيو عرف مبكرا مدى أهمية التسامح وتعليمه للآخرين وكان من المشاركين النشطين في مؤتمر "أديان من أجل السلام" في لينداو

مسجد وكنيسة ومعبد
وفي نيروبي ومن خلال منظمة "أديان من أجل السلام" يتحاور أغانيو ويتبادل الرأي مع مسيحيين من طوائف أخرى ومع مسلمين ومع أتباع ديانات ومعتقدات أخرى، ليس حول الدين فقط وإنما حول التحديات السياسية أيضا، ويقول "نحن كشباب كيني نتأثر بنفس القدر". وفي المشاريع المتنافسة الأخيرة كان الأمر يتعلق بمواجهة جائحة كورونا. حيث حاولوا مواجهة الأخطار المتزايدة نتيجة المعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة المتعلقة بالجائحة. ويقول إن الدين خلال ذلك "لم يلعب في الحقيقة أي دور".

وأصغر المشاركين في مؤتمر لينداو، كانت الأندونيسية البوذية حيسلين ميتا (24 عاما). وقد لفتت النظر إلى مجتمعها البوذي من خلال شبكة حوار تعود لمنظمة "أديان من أجل السلام". وتقول عن مشاركتها في المؤتمر مع شباب وكبار في السن "كل لديه قصة ليرويها. ويمكننا التعلم من كل واحد. سيان سواء أكان شابا أو كبيرا في السن، كل واحد يمكن أن يقول للآخر شيئا ما".

تحقيق ما هو أكثر من مجرد الحوار
وتقول ميتا، إن الحوار مهم، "لكن يجب أن ننجز ما هو أبعد وأكثر من الحوار. هناك حاجة لعمل محدد". وتشير إلى مشاريع مثل مخيم لقضاء العطل متاح لكل الشباب بغض النظر عن انتمائهم الديني، وعن مشاريع اجتماعية أخرى.

وسواء بالنسبة لأغانيو أو ميتا، أو المشاركين الآخرين في المؤتمر من آسيا وأفريقيا، فإن الاعتقاد الديني والحوار حوله أمر بديهي، لكن الأمر في ألمانيا مختلف تماما. حيث أجرت المنظمة قبل المؤتمر استطلاعا للرأي قال 33 بالمائة من المشاركين فيه إن الدين مهم أو مهم جدا بالنسبة إليهم، في حين قال 61 بالمائة إن الدين غير مهم أو غير مهم أبدابالنسبة إليهم.


- جيسلين ميتا ترى أنه يجب أن ننجز ما هو أبعد وأكثر من الحوار

أوروبا حالة استثنائية!
وقد تمت مناقشة هذا الموضوع في مؤتمر لينداو أيضا، وفي النهاية كان الأمر يتعلق بالجيل الشاب. عزة كرم، الأمين العام لمنظمة "أديان من أجل السلام" أوضحت بأن تخلي أوروبا عن الدين والعلمانية والإلحاد فيها، هو حالة استثنائية مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، "حيث أن الدين جزء من حياة الفرد والمجتمع".

الحاخام دافيد روزن، عارض هذا الطرح حول الدين والإيمان في أوروبا، وأوضح بأنه إذا نظرنا إلى الالتزام القوي لدى الجيل الشاب بمسألة حماية البيئة والحفاظ على الخليقة والتجارة العادلة والمواد الغذائية النظيفة غير الملوثة، فنرى أنها شكل من أشكال "الروحانية" التي ربما لم تدركها المجتمعات الدينية الراسخة هنا.

وقد اكتمل عقد المؤتمر بمشاركة محاضرة كاثوليكية شابة (22 عاما) من أوغندا شاركت عبر الفيديو، وهي فانيسا ناكاتي، الناشطة في حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" لحماية البيئة وهي معروفة في بلدها مثلما الناشطة غريتا تونبرغ في السويد.


المساجد الأكبر والأجمل في القارة الإفريقية!
مسجد مسالك الجنان في السنغال
بتكلفة تزيد عن 33 مليون دولار (30 مليون يورو)، تم بناء مسجد "مسالك الجنان" في سبتمبر 2019. ويعتبر هذا المسجد الأكبر في غرب إفريقيا والقادرة على استيعاب 15 ألف مصلٍ بداخله، و15 ألف آخرين في ساحة المسجد الخارجية. الاسم مشتق من عنوان قصيدة للشيخ أحمد بامبا، مؤسس جماعة الإخوان في القرن التاسع عشر، والذي كان يحظى بمرتبة دينية عالية.


جامع القيروان الأكبر‎ في تونس
يعتبر هذا المسجد الرائع، أحد أقدم أماكن العبادة في العالم الإسلامي، وربما الأقدم في أفريقيا. أسسه القائد العربي عقبة بن نافع ويمزج المسجد في هندسته بين عمارة ما قبل الإسلام والهندسة الرومانية والبيزنطية. يقع في مدينة القيروان، أحد موقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.


مسجد لارابانكا في غانا
يقع مسجد لارابانكا في قرية لارابانكا شمالي غانا. ويُعرف باسم "مكة غرب إفريقيا". وهو أقدم مساجد البلاد، وواحد من أقدم المساجد في غرب إفريقيا. تم تأسسه عام 1421. كما أدرج كواحد من أكثر 100 موقع معرض للخطر في العالم. وقد خضع مسجد لارابانكا للترميم عدة مرات، ما كان بمثابة إعادة إحياء لعملية البناء باستخدام الجص الطيني.


مسجد توبا الكبير في السنغال
تم بناء المسجد الكبير في توبا في عام 1887 من قبل أحمد بامبا، الشيخ الصوفي. إلا أن المسجد اكتمل رسميًا عام 1963، بعد وفاة بامبا في عام 1927، حيث دفن داخل المسجد الذي تديره حاليا أسرته. مسجد توبا الكبير يعتبر واحدا من أجمل مساجد العالم.


الجامع الكبير في جينيه (مالي)
يعد المسجد الكبير في مدينة جينيه أكبر صرح مصنوع من الطوب اللبني في العالم. تم بناؤه في عام 1907 باستخدام أسلوب معماري فريد من نوعه كان معتمدا في أراضي الساحل في غرب إفريقيا، بالقرن الرابع عشر. في كل عام، يشارك سكان المدينة بترميم الأضرار الناجمة عن العوامل الطبيعية مثل تآكل الجدران وعوامل التعرية. ويحول السكان أعمال الترميم إلى مهرجان يستمتعون فيه بالموسيقى والطعام.


مسجد أبوجا الوطني في نيجيريا
تم بناء هذا المسجد الجميل في عام 1984 ويعتبر المسجد المركزي في نيجيريا. لا يقتصر المسجد على زواره المسلمين فقط، بل إنه مفتوح أيضًا لغير المسلمين، باستثناء أوقات الصلوات. كما أنه يقابل المركز الوطني المسيحي، وذلك في دلالة رمزية على التآخي الديني.


جامع أوغندا الوطني
يعد المسجد الوطني الأوغندي في العاصمة كامبالا مثالاً على الهندسة المعمارية الحديثة للمسجد، حيث تم بناؤه في عام 2006 من قبل الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، حيث سمي باسمه لفترة. وبعد موته تمت إعادة تسميته. وهو أيضًا مقر المجلس الأعلى الإسلامي في أوغندا.


مسجد الحسن الثاني في المغرب
يقع مسجد الحسن الثاني في ساحل مدينة الدار البيضاء، بالمغرب. تم الانتهاء من أعمال البناء في عام 1993، وكان حتى وقت قريب أكبر مسجد في القارة الأفريقية وثالث أكبر مسجد في العالم. تم بناء المسجد احتفالا بالذكرى الستين لميلاد الملك الحسن الثاني السابق. ويتميز بموقعه المذهل المطل على المحيط استنادا إلى آية من القران الكريم "وكان عرشه على الماء".


مسجد الجزائر الأعظم
يتواجد في العاصمة الجزائر، تم الانتهاء من أعمال البناء هذا العام (2019)، وذلك بعد سبع سنوات بتكلفة تزيد عن مليار دولار (915 مليار يورو). وهو حصيلة جهد عالمي: تم تمويله من قبل الحكومة الجزائرية، أما تصميمه المعماري فكان من قبل مهندسين ألمان، وتولت شركة هندسة البناء الحكومية الصينية عملية الإنشاء. يبلغ طول المأذنة 265 مترًا (869 قدمًا) ما يجعلها أطول بناء في إفريقيا.

- بقلم: الكاتب (إنكه موليز/ أ د خ)