اكد رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب السبت ان سيف الاسلام القذافي الذي اعلن عن اعتقاله السبت سيحظى بمحاكمة عادلة". وقال الكيب من الزنتان على مقربة من المكان الذي اعتقل فيه سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي "اعلن باسم الشعب الليبي ان سيف الاسلام سيحاكم محاكمة عادلة وسيحظى بالحقوق التي يرعاها القانون وهي الحقوق التي حرم منها شعبنا طيلة اربعة عقود".

107340.jpg

واضاف الكيب "كلي امل ان يكون القبض على القذافي بداية مرحلة بناء دولة الحرية والقانون والشفافية". وكان المسؤول الليبي اعلن في بداية كلمته "انه تم القبض على سيف الاسلام القذافي وهو الان تحت سيطرة ثوار الزنتان" مضيفا "اتقدم بهذه المناسبة بالتهنئة الى رجال ونساء وثوار ليبيا".

وقال مسؤولون في المجلس الانتقالي الليبي ان سيف الإسلام كان بصحبة عدد من حراسه ولكن لم يلق القبض على أي مسؤول آخر في نظام القذافي. وقال وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاقي إن سيف الإسلام اعتقل بالقرب من بلدة أوباري الواقعة جنوب غرب البلاد.

استفسار
وقد رافقت مراسلة وكالة أنباء رويترز سيف الإسلام في الطائرة التي أقلته إلى بلدة الزنتان، واستفسرت منه عن إصابة في يده اليمنى فأجابها أنه أصيب بها جراء غارة للناتو حين كان يهم بمغادرة بني وليد يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الذي سبق اعتقال والده وقتله.

وقالت مراسلة رويترز إنه كان يجيب على أسئلتها باختصار شديد، وقد رفض تأكيد هويته بشكل مباشر، مع أنه كان واضحا أن الشخص الملتحي الذي يجيب عن أسئلتها هو سيف الإسلام القذافي.

وقد أحاطت حشود غاضبة بالطائرة التي أقلته، مما اضطر آسريه الى إنزال بعض السجناء واشخاص آخرين من الطائرة. وكان سيف الاسلام في حالة فرار منذ سيطرة قوات المجلس الانتقالي على طرابلس في أغسطس/آب الماضي، وهو مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال بشير ثالبة أحد القادة الميدانيين لمقاتلي الزنتان الذين ألقوا القبض عليه للصحفيين في طرابلس انهم سيحتفظون به في بلدة الزنتان لحين تشكيل حكومة ليبية تقوم باستلامه. ولم يوضح ثالبة كيفية اعتقال سيف الإسلام، وأضاف ان لا أثر حتى الآن لمدير المخابرات اللبية السابق عبدالله السنوسي.


تم نقل سيف الإسلام بطائرة إلى الزنتان


اتهامات المحكمة الجنائية الدولية لسيف الإسلام
القيام بدور غير مباشر في ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
بين 15-28 فبراير/شباط 2011 قامت قوات الأمن التابعة لنظام القذافي بهجمات ممنهجة ضد المدنيين.
اضطلع سيف الإسلام بـمهام أساسية لإنجاح الهجمات على المدنيين.



عملية الاعتقال
وقال موفدنا إلى ليبيا طارق العاص إن سيف الإسلام القذافي اعتقل من قبل كتيبة أبو بكر الصديق من سرية خالد بن الوليد التابعة لثوار الزنتان. وقالت مصادر من الكتيبة إن عملية الاعتقال تمت عند أحد مداخل أوباري حيث كان سيف الإسلام ضمن رتل من مركبات رباعية الدفع ومعه خمسة أشخاص يعتقد أن أحدهم من أقربائه.

وحسب المصادر ذاتها فإن سيف الإسلام بصحة جيدة لكنه يعاني من إصابات بيده اليمنى.وتعتقد المصادر أنه كان بصدد الهروب باتجاه الغرب نحو الجزائر أو النيجر. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في يونيو/حزيران الماضي مذكرة اعتقال بحق سيف الإسلام بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إثناء قمع الاحتجاجات في ليبيا".

وقد انقطعت أخباره منذ سقوط نظام حكم والده العقيد معمر القذافي، وجرى تداول تقارير في وقت سابق عن مفاوضات غير مباشرة تجري مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم نفسه.


سيف الإسلام القذافي مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية

احتفالات
وتقول مراسلة بي بي سي في طرابلس رنا جواد إن اعتقال سيف الإسلام حدث مهم لليبيين الذين ينظرون إليه كنسخة شابة عن والده بسبب أسلوب حديثه خلال الثورة. وتضيف مراسلتنا ان الاحتفالات عمت شوارع طرابلس بعد إعلان النبأ وأطلق الناس أبواق سياراتهم ويلوحون بالأعلام ويطلقون الأعيرة النارية ابتهاجا.

ردود فعل
وقد أعلن لويس مورينو اوكامبو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أنه سيتوجه إلى ليبيا قريبا لمناقشة ظروف اعتقاله. كما حث المتحدث باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي مايكل مان ليبيا على التعاون مع المحكمة في محاكمة سيف الإسلام. وقال متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الحلف واثق أن السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية ستؤمن العدالة لسيف الإسلام.

أما رئيس الوزراء ديفيد كاميرون فقدأكد ضرورة أن يحظى سيف الإسلام بمحاكمة عادلة وفق المعايير الدولية ووصف الاعتقال بأنه انتصار للشعب الليبي. كما دعت الولايات المتحدة وفرنسا السلطات الليبية الى ضمان محاكمة عادلة ومعاملة انسانية لسيف الاسلام والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية حول محاكمته. وقالت نيكول تومسون، محدثة باسم الخارجية الامريكية، "ان سيف الاسلام القذافي متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية والمجتمع الدولي كان واضحا في مطالبته بان يحاسب على افعاله".