بودابست (واس) تتجه جمهورية المجر "هنغاريا" لتضع مدينتها "هيفيز" ضمن الوجهات الجديدة في مجال السياحة العلاجية عطفا لوجود بحيرة بيولوجية طبيعية نشطة بمخزون هائل للمعادن الطبيعية والأملاح التي تشكل بيئة جاذبة للسياحة العلاجية والطبية.



وتتميز "هيفيز" بوجود أكبر بحيرة مياه معدنية في العالم وتقع على بحيرة بالاتون غرب المجر تحتوي على الكبريتيد المتناول من قاع البحيرة.

يحيط بالمدينة أكثر من 17هكتاراً من الغابات الخضراء وتعد واحدة من أكثر المواقع السياحية جمالاً في القارة الأوروبية، وهي مكان جاذب لقاصدي السياحة العلاجية.

وهو ما لفت إليه سفير خادم الحرمين الشريفين في المجر نبيل عاشور أن "هيفيز" تستقبل سياحا سعوديين بهدف البحث عن الاستجمام والعلاج في نفس الوقت.

وأكد السفير عاشور ما تتميز به العلاقات السعودية المجرية، مستشهدا بعدد من الاتفاقيات التي أُبرمت مؤخرا بين مسئولي البلدين، واستقبال بودابست للعديد من الوفود الرسمية، مؤكدا وجود الرغبة الأكيدة لدى الدولتين في توثيق العلاقات على المستوى السياسي وفتح التبادل التجاري والثقافي.



وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: وقعت حكومة المملكة مع حكومة المجر خمس اتفاقيات متنوعة في مجالات الكهرباء والمياه والتعليم العالي والطاقة الذرية والمتجددة وقطاع الشباب، إلى جانب زيارة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ د. عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ والوفد المرافق له مؤخرا.

تعليميا أفاد السفير عاشور أن المجر تحتضن ما يزيد على 300 طالبة وطالبة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث يدرسون في عدد من التخصصات منها الطب والهندسة والحاسب الآلي، بالإضافة إلى تخصص إدارة الاعمال واللغة الإنجليزية.

وثقافيا تطرق سفير خادم الحرمين الشريفين في المجر لتنفيذ الأيام السعودية في أهم مركز للفنون في الدولة بمشاركة عدة فرق شعبية تقدم لوحات فلكلورية وشعبية منتصف مايو القادم إلى جانب معرض السفير، مبرزا رحلة الفنانين المجريين للمملكة بهدف رسم لوحات تشكيلية لمتحف الفنون والمعارض بهدف التعريف بالمملكة، مشيرا الى ما للمملكة من ثراء تراثي وآثاري من المهم نشره والتعريف بها.

استثماريا دعا عاشور للاستفادة من المقومات الموجودة في المجر، خصوصا في مجال الري والاستصلاح الزراعي والتقطير والطاقة الشمسية والتقنية، كما دعا للاستفادة من الفرص السياحية والاستثمارية المتوافرة في الجمهورية الشرق أوروبية.

وتتيح المجر فرصا استثمارية في شراء المجمعات السياحية والاقتصادية لوجود الينابيع والمياه الكبريتية التي تسهم في علاج الأمراض والإصابات ووجود المصحات العلاجية ومصانع الأجهزة الطبية الدقيقة.

ويرى السفير عاشور أن المجر من أفضل الدول على المستوى الأوروبي التي تتمتع بمقومات سياحة استشفائية من خلال توفر العيون والمياه الكبريتية، مبينا أنها تستقبل سنويًا ملايين السياح من دول الاتحاد الاوروبي واسيا الوسطى.

في هذا الإطار أعرب الملحق التجاري في سفارة المجر بالرياض إشتفان كريجاك إن حجم التبادل التجاري بين المجر والسعودية عن أمله في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدي الذي لايتجاوز 250 مليون يورو.

من جهة أخرى أوضح عضو مجلس الغرف السعودية محمد المعجل أن الامكانيات في مجال السياحة الاستشفائية التي تتمتع بها المجر محفزة لتكون وجهة سياحية مرغوبة للعائلات السعودية، مشيراًأن المجر باتت مقصداً للسائح الذي يبحث على ما انتجته الحضارات التي مرت عليها وتركت بصمات آثارها الفنية والهندسية والمعمارية في مختلف مدنها وبلداتها التي تزخر بالارث الثقافي والفني الحضاري.



يشار إلى أن العاصمة المجرية بودابست يفد اليها نحو 30 مليون سائح سنويا وهي المركز السياسي والاقتصادي والصناعي ويتوسطها نهر الدانون ويطلق عليها لقب جوهرة الدانوب ويقطنها حوالي مليوني نسمة ما يشكل خمس سكان البلاد وتنقسم المدينة إلى قسمين: بودا، وبست ويفصلهما نهر الدانوب ويرتبطان بنحو تسعة جسور.

ويوجد في بودابست اليوم 118 ينبوعاً وبئراً محفورة تنتج 30 ألف متر مكعب يومياً من المياه المعدنية والساخنة بدرجات تتراوح بين 21 و76 درجة مئوية، تغذي 24 حماماً معدنياً ساخناً وحماماً للعلاج الطبيعي ومسبحاً، بينها 10 تعد مراكز للعلاج الطبيعي.

بالإضافة لما سبق تتمتع المجر بمقومات سياحية في مجال سياحة الصيد حيث تمتلك عددا من الغابات المنظمة والمخصصة لهواة الصيد بمساحات تتجاوز مئات الكيلو مترات التي يقصدها سنويًا ما يزيد على 50 الفا من هواة الصيد من روسيا وأوروبا ودول الخليج العربية حيث يوجد فيها أنواع من الحيوانات أمثال الغزلان والطيور وغيرها.

ومن المواقع العلاجية في المجر مارغريت وهي جزيرة المياه الحرارية وهي مخصصة للام المفاصل وتشنج العضلات حيث تخرج من بحيرتها المياه المعدنية وتدخل في الحمامات عند درجة حرارة 70 درجة مئوية ولكن يتم تبريدها بعد ذلك الى 40 درجة مئوية مع الاحتفاظ بالخصائص الفريدة لها بمكوناتها العلاجية، إلى جانب مصح بحيرة هيفيز الطينية التي تحتوي على العديد من المواد العضوية والالياف النباتية ذات آثار علاجية فعالة.

وتتوفر في المجر نحو 75 مشفى تستقبل السياح الباحثين عن معالجة أمراض العظام وغيرها حيث توجد معظم هذه المشافي في مناطق سياحية جاذبة.