بيروت (ا ف ب) : افاد منظمو مهرجان بعلبك الدولي الذي يقام سنويا في المعبد الروماني في كبرى مدن شرق لبنان، سينقل هذا الصيف الى خارج المدينة بسبب انعكاسات النزاع السوري، وذلك في تصريحات لوكالة فرانس برس الجمعة.



وتعد مدينة بعلبك معقلا لحزب الله الشيعي، وتعرضت خلال الفترة الماضية لسقوط صواريخ من الاراضي السورية، في هجمات تبنى بعضها مقاتلون سوريون معارضون، قائلين انها رد على مشاركة الحزب في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس بشار الاسد.

كما تعرضت مناطق اخرى ذات غالبية سنية في شمال لبنان وشرقه لقصف من القوات النظامية.

وافاد المكتب الاعلامي للجنة المنظمة للمهرجان فرانس برس انه "بسبب الوضع الامني، لن نتمكن من تنظيم المهرجان هذه السنة كما جرت العادة داخل المعبد"، مشيرا الى تواصل البحث عن مكان آخر لاستضافة فعاليات المهرجان.

وبات من المقرر ان ينطلق المهرجان في التاسع من آب/اغسطس المقبل، بعدما كان موعده المرتقب في 30 حزيران/يونيو الجاري.

وتضم بعلبك معبدا رومانيا هو من الاهم في العالم، وهو مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.

واعرب المنظمون عن "الاحباط" جراء اضطرارهم لنقل المهرجان الى خارج المدينة، لا سيما ان بعض العروض صممت خصيصا لتقدم في "الاطار الساحر" للمعبد، ومنها "بازل، وهو عرض لمصمم الرقص البلجيكي سيدي العربي الشرقاوي.

وكان من المقرر ان تقدم مغنية الاوبرا الشهيرة رينيه فليمينغ عرضا من الاكثر ترقبا هذه السنة، غير انها ألغت مشاركتها في المهرجان الذي يعد من الاهم في العالم العربي، وواحدا من الواجهات الثقافية للبنان على مدى اكثر من خمسين عاما.

وشدد المنظمون على ان "رينيه فليمينغ ألغت امسيتها حتى قبل تدهور الوضع الامني".

واضافة الى الشرقاوي، وهو أحد مصممي الرقص المعاصر الاكثر شهرة، يستضيف مهرجان بعلبك مغنية الروك الانكليزية ماريان فايثفول، وعازفة البيانو والمغنية البرازيلية إليان إلياس، اضافة الى امسيات للفنانين اللبنانيين مارسيل خليفة وعاصي الحلاني.

وانطلق المهرجان في العام 1956 ابان "العصر الذهبي" للبنان، وتوقف طوال فترة الحرب الاهلية (1975-1990)، واعيد تنظيمه في العام 1997. كما توقف المهرجان في صيف العام 2006 بسبب الحرب بين حزب الله واسرائيل.

واستضاف المهرجان العديد من الاسماء البارزة خلال تاريخه، من رودولف نورييف الى ستينغ، مرورا بإيلا فيتزجيرالد ونينا سيمون.

اما مهرجانات الصيف الاخرى في لبنان، وفي طليعتها مهرجان بيت الدين في جبل لبنان الذي ينطلق الجمعة، ومهرجان بيبلوس الذي تستضيفه مدينة جبيل الساحلية، فسوف تتابع عروضها كالمعتاد.

وشهد لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له، سلسلة من اعمال العنف على خلفية النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، تضاف اليها توترات سياسية ومذهبية.