جدة، سارة طارق (وجهة) تعد قلعة أجياد إحدى أهم قلاع مكة المكرمة؛ أمر ببنائها حاكم مكة الشريف سرور بن مساعد على تلة تطل على المسجد الحرام لحماية مكة، ومنها كانت تضرب المدافع في رمضان. ثم أزيلت القلعة عام 2002، وبني مكانها مجمع أبراج البيت لخدمة زوار الحرم المكي الشريف.



تاريخ قلعة أجياد
شيدت قلعة أجياد بناء على أمر من شريف مكة سرور بن مساعد حينما كانت الأوضاع الأمنية بمكة غير مستتبة عام 1186هـ الموافق 1773م، وقد صدر هذا القرار لحماية مكة والحرم، لذلك توافد على مكة كثير من خبراء العمارة والعمال والحرفيين من أجل بناء قلعة مكة.



وبعد عامين من بداية العمل انتهى العمال من بناء القلعة وكان من ضمن منظومتها قصور تقع في الأسفل ممتدة على سفح الجبل وبعض الأحواش والأسوار العالية، وعندما شاهدها الشريف رأى أنها لم تكن على قدر المتانة التي كان يأمل فيها فأمر بهدمها وإعادتها على أحسن من ذلك وأمتن.

وفي عام 1202هـ توفي سرور بن مساعد، لكن استمرت أعمال بناء القلعة بعد وفاته. وقد لعبت القلعة دورها التاريخي في حماية مكة المكرمة من أي اعتداء تتعرض له.

بعد ذلك، احتل الجيش العثماني القلعة التي تشرف على مكة المكرمة 150 عاما.

وعندما اشتعلت الثورة العربية من مكة في يونيو 1916م بقيادة الشريف حسين، كان للأتراك مدفعية قوية في القلعة التي احتشد حولها الثوار. ومنها، قصف العثمانيون مواقع عديدة من بينها منزل الشريف نفسه.

وكانت القلعة ثالث الحاميات التركية الأربع التي استسلمت بعد قصف أحدث ثغرة في جدارها في الرابع من يوليو 1916.

وقد اهملت القلعة بشكل كبير، لذا أعاد بناءها والي الحجاز عثمان نوري باشا سنة 1302هـ، وقد تم العمل على أساس استيعاب القلعة لطابور واحد من الرجالة، والطابور يقدر بنحو 800 شخص، فضلًا عن استيعابها لحوالي 300 شخص، كذلك تضم القلعة غرف خاصة بعساكر المدفعية ومستودع للأسلحة.

وبقيت القلعة تلعب دورًا مهمًا في الدفاع عن والحرم الشريف من غارات القبائل المتمردة حتى دخول الملك “عبد العزيز آل سعود”، مؤسس المملكة، المدينة في 1923.

ولعبت القلعة دورها الأساسي وهو حماية الحرم المكي الشريف من المعتدي إلى أن انتهى دورها بعد استتباب الأمن في العهد السعودي.

موقع قلعة أجياد
تقع القلعة على جبل أجياد الذي يبلغ طوله 150 متر المقابل للمسجد الحرام من الناحية الجنوبية على الجانب الأيسر لحي أجياد. وكانت تشكل هذه القلعة مع قلعتين أخريين هما لعلع وهندي المشددتين غرب المسجد وشماله وما زالتا قائمتين، خط دفاعي مهم.



وصف قلعة أجياد
تمتد القلعة على مساحة تصل إلى 800 متر مربع مما يجعلها تستوعب 800 جندي إلى جانب 300 شخص آخرين. لذلك تعد القلعة صغيرة الحجم، وهي مربعة الشكل يتوسطها صحن أوسط مكشوف وفي أركانها الأربعة أربعة أبراج مرتفعة ربما قد ضمت عناصر الدفاع المعهودة في قلاع العثمانيين.

وتشمل القلعة عدد من الملحقات، مثل:
• قاعات خاصة للمدافع
• مستودعات للذخيرة
• سور بجدران يبلغ ارتفاعها ثلاثة امتار لحمايتها

علاوة على ذلك، تحتوي القلعة على قصور عدة تقع في الأسفل وتمتد على الجبل، هذا إلى جانب بعض الأحواش والأسوار العالية.

وقد تم كساء جدران القلعة من الداخل والخارج بطبقة من الملاط الأبيض المصفر ليكسب القلعة المتانة في تماسك الأحجار، وكذلك لوقوعها في وادي إبراهيم أمام الحرم المكي الشريف فتكون ذات شكل جميل.

إزالة قلعة أجياد
أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بأن تكون القلعة تابعة لأوقاف الحرم المكي الشريف، وفي عام 2002 تم هدم القلعة وإزالة الجبل الواقعة عليه وبني مكانها مشروع أبراج البيت، وهو عبارة عن مجمع سكني استثماري يعود ريعه للحرم الشريف و لخدمة زوار المسجد الحرام.

وبالفعل تم هدم قلعة الأجياد التي يبلغ عمرها 220 عامًا في مطلع عام 2002 لإفساح المجال لمشروع بناء بقيمة 533 مليون دولار. وقبل أيام من الهدم، أعطى الملك “فؤاد” العاهل السعودي الضوء الأخضر لمشروع ضخم يغطي الموقع السابق لقلعة الأجياد. وقد تضمن مخطط البناء تسطيح التل الذي كانت عليه القلعة وإنشاء 11 برج شاهق تتكون من شقق وفنادق خمس نجوم ببرج مزدوج ومطاعم ومركز تسوق.



معالم مكة المكرمة
وبالقرب من قلعة أجياد، يوجد العديد من المعالم الدينية الشهيرة، ومن بينها:

المسجد الحرام: إنه أول بيت وضع للناس، والصلاة فيه تساوي مائة ألف صلاة في غيره. ويقع المسجد الحرام في وسط مكة المكرمة، ويقع بداخله:
• الكعبة الشريفة
• حجر إسماعيل
• الحجر الأسود
• بئر زمزم
• مقام إبراهيم
• الصفا والمروة
• المطاف والمسعى
• بوابات الحرم

جبل عرفات: يتواجد هذا الجبل الشريف على الطريق بين مكة والطائف، ويبعد عن مكة المكرمة حوالي 22 كم، 10 كم عن منى، 6 كم عن مزدلفة. وتعود أهمية الجبل كأحد أهم الأماكن السياحية في مكة من عدم صحة الحج بدونه، فزوار بيت الرحمن لابد لهم من الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة وإلا بطل الحج، وقيل أن اسمه جاء من كونه مكان يتعارف فيه الناس، وقيل أن آدم وحواء عندما هبطا من الجنة التقوا فيه فعرفها وعرفته، وقيل لأن الناس يعترفون بذنوبهم عنده.

مسجد نمرة: هذا المسجد يقصده حجاج البيت الحرام لصلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً في يوم عرفة، لذلك هو من أهم المعالم في مشعر عرفات، ويقع المسجد إلى الغرب من عرفات.

غار حراء: كان النبي محمد صلي الله عليه وسلم قبل نزول الوحي يذهب إلى هذا الغار من أجل العبادة، ثم نزل عليه الوحي لأول مرة في نفس الغار. ويتواجد الغار على بعد 4 كم من المسجد الحرام.

غار ثور: يقع الغار في جبل ثور الذي يبعد أربعة كم جنوب المسجد الحرام، وتأتي أهمية الغار لكونه الغار الذي آوى إليه النبي محمد صلي الله عليه وسلم مع صاحبه “أبو بكر الصديق”، تخفياً من أعين قريش وملاحقتها لهم في طريقهما إلى المدينة المنورة أثناء رحلة الهجرة.

مسجد التنعيم: إنه واحد من أهم وأكبر الأماكن المقدسة في مكة، كما أنه أحد مواقيت الإحرام لأهل مكة المكرمة بنص الحديث الشريف، ويقع المسجد في الشمال الغربي على بُعد 7.5 كم من المسجد الحرام على طريق مكة المدينة.


ويكيبيديا: قلعة أجياد إحدى قلاع مكة المكرمة؛ أمر ببنائها حاكم مكة الشريف سرور بن مساعد على تلة تطل على المسجد الحرام لحماية العاصمة المقدسة، ومنها كانت تضرب المدافع في رمضان. أزيلت القلعة عام 2002 وبني مكانها مجمع أبراج البيت لخدمة زوار الحرم المكي الشريف.



أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بأن تكون تابعة لأوقاف الحرم المكي الشريف، وفي عام 2002 تم هدم القلعة وإزالة الجبل الواقعة عليه وبني مكانها مشروع أبراج البيت لخدمة زوار المسجد الحرام.



أثار هدم القلعة ردود فعل، وحاولت وزارة الخارجية التركية وغيرها منع الإزالة. اقترح حزب اليسار الديمقراطي التركي مقاطعة السفر إلى السعودية، وأدانت وزارة الثقافة والسياحة في تركيا هدم القلعة، مشبهة إياها بهدم تماثيل بوذا باميان في أفغانستان.

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الشؤون الإسلامية في السعودية صالح آل الشيخ قوله إنه لا يحق لأحد التدخل في قرارات المملكة الداخلية، وأضاف أن المشروع هدفه إيواء الحجاج والمعتمرين وخدمة زوار بيت الله. وضعت تركيا نموذجا مصغرا للقلعة في حديقة ميني ترك في إسطنبول.