العلا (واس) كشفت دراسة استكشافية حديثة ارتباط الآثار التاريخية في محافظة العلا وحضاراتها القديمة بالفضاء، حيث مثّل اتساع أرضها وسمائها المرصعة بالنجوم مسرحاً متناغماً للترابط بين الإنسان عبر مختلف الحضارات وحتى اليوم مع النجوم والفلك.


- 01 ذو القعدة 1444هـ 21 مايو 2023م

وتتيح المواقع الأثرية في العلا فرصاً للتعرف على أهمية علم الفلك في شمال غرب الجزيرة العربية من خلال قصص وحكايات الحضارات القديمة مع الفضاء الرّحب التي يرويها المرشدون، كذلك استخدام الرحّالة والقوافل التجارية، النجوم والكواكب لتحديد الاتجاهات والسفر في الصحراء على مرّ السنين.

وأجرى فريق من الخبراء والمتخصصين بمشروع علم الفلك الأثري دراسة ميدانية في واحة العلا، بهدف تجربة طرق جديدة ومناهج مختلفة لتفسير المواقع الأثرية بالمحافظة، ومحاولة معرفة أسباب اختيار الحضارات القديمة لها، وفهم تصور مجتمعاتها عن السماء، وأثر ذلك على ثقافتهم ونظرتهم للعالم.



وأوضحت مديرة المسوحات الأثرية بالهيئة الملكية لمحافظة العلا د. منيرة المشوح، أن المشروع يمثل نقطة البداية للشراكات العلمية المنهجية لدراسة مدينة الحجر الأثرية، وكذلك دادان من منظور علم الفلك الأثري، مضيفة أنه سيتم تحليل واجهات المقابر، والنقوش التي تشير إلى تواريخ يمكن من خلالها دراسة التقويم القديم، والأنماط الزخرفية للمقابر ودلالات رموزها، ومقارنة ذلك مع المواقع النبطية الأخرى ذات الصلة.

وأشار بمعهد الفيزياء الفلكية في إسبانيا د. خوان أنطونيو بيلمونتي، إلى وجود علاقة وثيقة بين الأرض والسماء، وفقاً للانطباعات الأولى من عينة البيانات المأخوذة من مئة مقبرة نبطية ذات واجهات ضخمة.



كما أوضح بمعهد علوم التراث الإسباني سيزار غونزاليس، أن الواجهات الحجرية في مدينة الحجر، بما في ذلك جبل إثلب، توفر انعكاساً جاذباً للمناظر الطبيعية في أماكن كانت تستخدم للطقوس الدينية والمخصصة للآلهة النبطية الرئيسية.

وسيجري الباحثون خلال الأشهر المقبلة دراسات تحليلية وإحصائية للبيانات للكشف عن العلاقة القائمة بين الممالك العربية الشمالية القديمة والكون.



وتعكس بعض الدراسات التاريخية عن ترابط وثيق بين الأفلاك والنجوم في حضارة الأنباط، وهو ما تجسّد عبر المنحوتات التي تعلو مقابر بناها الأنباط في مواقع تواجدهم وارتبطت بتفاصيل عن الزمن وترابطها مع فترات مختلفة تعزز الترابط المكاني والحاجات البشرية ومن ذلك فترات الزراعة.

ويتعزز ارتباط العلا بالفضاء من خلال إعلان الهيئة الملكية لمحافظة العلا توقيع اتفاقية مطلع مارس الماضي لإطلاق مرصد "منارة العلا" للاكتشافات العلمية والأبحاث المبتكرة، الذي يستهدف أن تكون العلا وجهة عالمية رائدة في علوم الفضاء ومراقبة النجوم التي تلعب دوراً كبيراً في تحويل المحافظة إلى أكبر متحف مفتوح في العالم، وكذلك دعم تطوير الاقتصاد المعرفي الذي من شأنه تمكين أهالي المحافظة وجذب الاستثمارات العالمية.


الهيئة الملكية لمحافظة العلا توقع اتفاقية لإطلاق مرصد "منارة العلا"
العلا (واس) وقّع صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، م. عبد الله بن عامر السواحه، اتفاقية تعاون لإطلاق مرصد "منارة العلا" الذي سيكون الوجهة الأولى للاكتشافات العلمية والأبحاث المبتكرة والفرص الاقتصادية المستدامة.


- 10 شعبان 1444هـ 02 مارس 2023م

ويأتي إطلاق المرصد بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، حيث سيكون المرصد معلماً جديداً في المملكة يقصده الزوار من جميع أنحاء العالم؛ للاستمتاع بفرصة استثنائية لمراقبة النجوم ومشاهدة عروض ممتعة للتعرف على الاكتشافات العلمية القديمة والحديثة.

وتتضافر جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع الهيئة السعودية للفضاء لتدشين مرصد "منارة العلا" تعزيزًا لرؤية المملكة العربية السعودية بأن يكون لها دور في مجال الفضاء ولخلق قيمة اقتصادية تتماشى مع تطلعات المملكة في البحث والتطوير والابتكار؛ وتؤكد الهيئة السعودية للفضاء أن المرصد سيُمكن قطاع الفضاء المحلي من تحقيق سعيها للاكتشاف العلمي، وذلك بتوفير البنى التحتية اللازمة للموارد البشرية والأبحاث.



ومن جانبها، تسعى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية "كاكست" للاستثمار في تقنيات اقتصاديات المستقبل عبر مرصد منارة العلا، والاستفادة من التقنيات المستقبلية التي يوفرها؛ لتحقيق التنمية المستدامة ورفع المحتوى المحلي في قطاع الفضاء.

وستوظف "كاكست" مشروعاتها البحثية والابتكارية في مجال الفضاء؛ لإبراز قدرات المملكة في قطاع الفضاء وريادتها على المستوى الإقليمي.

كما ستقوم المدينة بدعوة المجتمع العلمي محلياً ودولياً لمشروع "منارة العلا"، للاطلاع على جهود المملكة العلمية والبحثية في قطاع الفضاء.



وتسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال مشروع مرصد "منارة العلا" إلى تحويل العلا إلى وجهة عالمية في المجالات المبتكرة مثل: علوم الفضاء ومراقبة النجوم التي تلعب دوراً في تحويل العلا إلى أكبر متحف حيّ في العالم.

وينضمّ مرصد "منارة العلا" إلى مواقع العلا الأثرية ومراكزها الثقافية لدعم تطوير الاقتصاد المعرفي الذي من شأنه تمكين أهالي المحافظة وجذب الاستثمارات العالمية، كما سيخلق فرصاً وظيفية في مجال العلوم والسياحة؛ مما يسهم في تحقيق هدف الهيئة لتحويل المحافظة إلى وجهة رائدة في المجال المعرفي.

تم تصويب أخطاء، منها: (عبدالله) إلى (عبد الله)