ع. ج. م (دويتشه فيله) وسط موجة حر مستمرة في جنوب غرب القارة، عانت أوروبا من طقس شديد التقلب في مطلع الأسبوع، بسبب الأمطار الغزيرة التي جلبت فيضانات وعمليات إجلاء في عدة دول، في حين استمرت الحرائق في اجتياح مناطق في إسبانيا والبرتغال.


- 6 أغسطس 2023

تعاملت سلوفينيا والنمسا اليوم الأحد (6 أغسطس 2023) مع الفيضانات الناجمة عن أيام من الأمطار الغزيرة التي أجبرت على إخلاء قرى وإحداث أضرار تاريخية، حيث ظلت فرق الطوارئ في حالة تأهب تحسبا لانهيارات أرضية وانفجارات محتملة للسدود.

سلوفينيا: أسوأ كارثة طبيعية منذ الاستقلال
وأثرت الفيضانات على أكثر من ثلثي سلوفينيا وبدا أنها أسوأ كارثة طبيعية تضرب البلد الصغير منذ حصوله على الاستقلال في عام 1991.


أظهرت صور التقطت في سلوفينيا، ظروفا مدمرة بعد الانهيارات الأرضية والفيضانات التي تركت القرى معزولة عن العالم الخارجي.

وأظهرت صور التقطت اليوم الأحد في سلوفينيا، ظروفا مدمرة بعد الانهيارات الأرضية والفيضانات التي تركت القرى معزولة عن العالم الخارجي. ولم يكن لدى السلطات السلوفينية والنمساوية بعد معلومات دقيقة عن الوفيات المحتملة المرتبطة بالفيضانات.

وتحقق شرطة سلوفينيا في مقتل أربعة أشخاص لتحديد ما إذا كانت مرتبطة بالعواصف. ومن بين القتلى مواطنان هولنديان، أب وابن يبلغان من العمر 50 و20 عاما، يعتقد أنهما أصيبا بصاعقة أثناء التنزه. كما استمر البحث عن رجل إيطالي مفقود اليوم الأحد.

النمسا: قلق من منسوب المياه في نهر مورا
وفي النمسا، توفيت امرأة اليوم الأحد، بعد سقوطها في نهر غلان الذي غمرته المياه في قرية زولفيلد جنوبي البلاد، بحسب شهود عيان. تم العثور على جثتها في وقت لاحق. ومما يثير القلق بشكل خاص اليوم الأحد ارتفاع منسوب المياه على طول نهر مورا الذي يبلغ طوله حوالي 450 كيلومترا، والمعروف أيضا باسم مور، والذي يتشكل في النمسا قبل أن يتدفق إلى سلوفينيا.

كما تعرضت كرواتيا وبولندا لعواصف ممطرة غزيرة بدأت يوم الجمعة على الرغم من أن الفيضانات والأضرار الأخرى هناك ظلت في البداية أكثر اعتدالا.


يافطة (لوحة) كتب عليها "فيضان" رفعت في طريق تم حظر السير فيه بسبب الفيضانات التي ضربت منطقة فاغنا في مقاطعة لايبنيتس بالنمسا.

حرائق تدمر آلاف الهكتارات في البرتغال وإسبانيا
ودمرت العديد من حرائق الغابات في إسبانيا والبرتغال آلاف الهكتارت من الغابات، في مطلع هذا الأسبوع. وذكرت سلطات الدفاع المدني البرتغالية أن حرائق الغابات الأكثر شدة في غرب البرتغال، دمرت 6200 هكتار وأصابت ستة أشخاص، حتى صباح اليوم الأحد. وتم إخلاء العديد من القرى، التي هددتها النيران، بينما فرضت قرى أخرى في المنطقة حظر التجوال.

استعدادات لموجة حر جديدة
وتستعد إسبانيا لمواجهة موجة حر جديدة الاثنين، في جنوب غرب البلاد، ووضعت الأندلس في حالة انذار برتقالية مع توقع تجاوز درجات الحرارة 40 مئوية، وفقا لوكالة الأرصاد الجوية الوطنية.

وقالت شركة ماكسار تكنولوجيز إن درجة الحرارة في العاصمة مدريد ستعود لهذا المستوى بحلول يوم الأربعاء، أي بواقع 5 درجات مئوية أعلى من المتوسط الموسمي، وبواقع 5ر11 درجة مئوية أعلى من الارتفاع اليومي.


محاولات إطفاء الحرائق باستخدام الطائرات المروحية في غيرونا الكاتالونية بإسبانيا (5/8/2023)

وبعد تراجع طفيف خلال الأسبوع الأول من آب/أغسطس الجاري، من المتوقع أن تشهد أجزاء من منطقة البحر المتوسط مجددا أعلى درجات حرارة بها على الإطلاق. وتسبب انبعاثات الوقود الأحفوري ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض، مما يسفر عن طقس متطرف، من فيضانات في الهند والولايات المتحدة، إلى حرائق غابات في اليونان وكندا. ويشكل هذا ضغطا كبيرا على الطاقة وأنظمة النقل، ويعرض الصحة وسبل المعيشة للخطر.


تداعيات التغير المناخي في عام 2022 ـ جفاف وفيضانات وأعاصير مدمرة
أوروبا: 2022 حرارة وجفاف بلا مثيل: حرارة مفرطة وجفاف شديد يطبعان منذ 500 عام فصل الصيف في أوروبا. وفي إسبانيا توفي أكثر من 500 شخص بسبب موجة الحرارة التي تم تسجيلها والتب تجاوزت 45 درجة. وفي بريطانيا وصلت الحرارة لأول مرة لأكثر من 40 درجة. وأجزاء من القارة تعاني من الجفاف منذ أكثر من 1000 عام، والكثير من المناطق تقوم بترشيد المياه.



حرائق تدمر مساحات في أوروبا: من البرتغال وإسبانيا وفرنسا غربا مرورا بإيطاليا اليونان أو قبرص في الشرق وصولا إلى سيبيريا ـ في كل مكان في القارة اشتعلت حرائق الغابات في عام 2022. وبسبب النيران احترق حتى منتصف السنة حوالي 660.000 هكتار من الأراضي ـ في رقم قياسي من عام 2006.



فيضانات في كثير من بلدان آسيا: في باكستان هطلت أمطار موسمية قوية، وحوالي ربع مساحة البلاد غمرتها المياه طوال أسابيع و33 مليون شخص فقدوا مأواهم وأكثر من 1100 شخص لقوا حتفهم وانتشرت أمراض. وحتى أفغانستان شهدت هطول أمطار قوية. والآلاف من الهكتارات دُمرت والمجاعة زاد في حجمها.



آسيا: الحرارة والعواصف تغمر القارة وقبل الفيضانات عانت أفغانستان وباكستان من حرارة مفرطة وجفاف مثل الهند. وفي الصين سُجل أخطر جفاف منذ 60 عاما وأقوى حرارة منذ بدء رصد التغييرات. وحتى بداية الخريف مرت على الصين 12 عاصفة قوية. وحتى كوريا الجنوبية والفلبين واليابان أو بنغلاديش عانت من عواصف قوية تزداد حدة بسبب تغير المناخ.



تبعات قوية لأزمة المناخ في افريقيا: في القارة الإفريقية يزداد المناخ سخونة بشكل سريع، وعليه فإن إفريقيا متأثرة بشكل ملفت بهطول الأمطار والجفاف والفيضانات. وفي الصومال بلغ الجفاف في 2022 مستوى قياسيا منذ 40 عاما مضت. وهناك أُجبر مليون شخص على مغادرة وطنهم.



الهجرة والمجاعة في البلدان الافريقية: في كثير من المناطق في القارة الإفريقية تناقصت تربية الماشية أو الزراعة بسبب الجفاف أو الفيضانات. وبالتالي أصبح أكثر من 20 مليون شخص مهددين بالمجاعة لاسيما في أثيوبيا والصومال وكينيا.



حرائق وفيضانات في الولايات المتحدة: في أواخر الصيف الماضي انتشرت لاسيما في ولايات كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا حرائق قوية. وعمت الولايات الثلاثة موجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية. وفي بداية الصيف أدت أمطار غزيرة إلى فيضانات في منتزه يليستون الوطني وكذلك في ولاية كينتاكي.



أمريكا والكاريبي: عواصف قوية: في سبتمبر تسبب إعصار يان في خسائر كبيرة في ولاية فلوريدا. والسلطات تحدثت عن "خسائر بحجم تاريخي". وقبلها اجتاح "يان " كوبا حيث انقطع طوال أيام التيار الكهربائي. والإعصار المداري فيونا استمر حتى السواحل الشرقية لكندا بعدما تسبب في خسائر قوية في أمريكا اللاتينية.



عواصف استيوائية مدمرة في أمريكا الوسطى: ليس فقط "فيونا" اجتاح أمريكا الوسطى. ففي أكتوبر تسبب الإعصار يوليا في خسائر قوية في كولومبيا وفنزويلا، ونيكارغوا والهندوراس والسلفادور. وبسبب سخونة الأرض تزداد حرارة الطبقة العليا للمحيطات ما يزيد من قوية العواصف.



أمريكا الجنوبية تعاني من جفاف حاد: في جميع أنحاء قارة أمريكا الجنوبية تقريبا يعم الجفاف. وفي شيلي يتواصل الجفاف منذ 2007. وفي كثير من المناطق تراجع منسوب المياه في الأودية والبحيرات إلى أكثر من 90 في المئة. وفي المكسيك انقطعت الأمطار بسبب ذلك لعدة سنوات. وحتى الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وبوليفيا وبنما وأجزاء من الإكوادور وكولومبيا تعاني من الجفاف.



فيضانات في استراليا ونيوزيلاندا: في أستراليا أدت الأمطار الغزيرة في 2022 إلى فيضانات. ومن يناير حتى مارس هطلت أمطار في الساحل الشرقي بنسبة تفوق كمية الأمطار المسجلة في ألمانيا طوال العام. وحتى نيوزيلاندا تبقى متأثرة. والسبب في ذلك يعود لظاهرة لتغير المناخ لأن الأجواء الساخنة تمتص كمية كبيرة من الماء ما يجعل التساقطات المطرية أكثر قوة.


من الحرائق إلى الفيضانات
أوروبا تحت رحمة تقلبات الطقس
الحرائق تقضي على مساحات من غابات أوروبا
ارتفاع درجة حرارة الأرض