واشنطن (أ.ف.ب) : أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي اي CIA" جون برينان عن ثقته بأن الروس يريدون في نهاية المطاف رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لإيجاد حل للنزاع في بلاده، ولكن السؤال هو "متى وكيف سيتمكنون من دفعه" للرحيل.



قال جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي اي"، خلال مؤتمر في واشنطن حول الاستخبارات إنه "رغم ما يقولونه، أعتقد أن الروس لا يرون الأسد في مستقبل سوريا". وأضاف "أعتقد أن الروس يدركون أن لا حل عسكريا في سوريا وأن هناك حاجة إلى نوع من عملية سياسية". وتابع "السؤال يكمن في متى وكيف سيتمكنون من دفعه (الأسد) للخروج من المشهد". واعتبر المسؤول الأميركي أن "المفارقة هي أنهم يعتقدون أن عليهم أولا تقوية الأسد قبل أن يصبح بالإمكان إزاحته". وأضاف أن روسيا تريد أولا "الحصول على مزيد من النفوذ والتأثير" في سوريا، قبل أن تذهب باتجاه "عملية سياسية تحمي مصالحها" في هذا البلد.



ولدى موسكو قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس على الساحل السوري هي الوحيدة لها المطلة على البحر المتوسط. وبالنسبة إلى الوضع الميداني في سوريا، اعتبر برينان أن هدف موسكو كان أولا أن تخفف عن قوات الأسد الضغط الذي تتعرض له من فصائل المعارضة المسلحة في منطقتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط). وأضاف برينان "ولكنهم (الروس) اكتشفوا أن تحقيق تقدم ضد المعارضة أصعب مما كانوا يتوقعون".

ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية الأميركية جون كيري واشنطن اليوم (الأربعاء 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) متوجها إلى فيينا للمشاركة في سلسلة محادثات متعددة الأطراف حول الأزمة السورية ستعقد الجمعة في فيينا. وعقدت محادثات مماثلة الجمعة الماضي في فيينا ضمت الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية. والثلاثاء أعربت واشنطن عن أملها في أن تتم "دعوة" إيران للمشاركة في محادثات فيينا التي ستشارك فيها حوالي عشر دول.


الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.



ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".



تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".



أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".



أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".



من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".



الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".



أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".



تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".



السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.



الكاتب: زمن البدري / أ ف ب، د ب أ، رويترز