دفن شيخ الأزهر في البقيع بناء على رغبة أسرته


سبق - القاهرة : أعلن وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد عبد العزيز واصل عن دفن جثمان فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف في البقيع بالمدينة المنورة بناء على رغبة أسرته.

وقال واصل -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن أبناء الفقيد سيتوجهون إلى السعودية فى وقت لاحق اليوم الأربعاء لحضور مراسم الدفن بعد انتهاء الإجراءات الرسمية المتعلقة بسفرهم وأشار إلى أن مشيخة الأزهر سوف تقيم سرادقا للعزاء في الفقيد بالقاهرة مساء الخميس بعد عودة إفراد أسرته من المملكة العربية السعودية.

وأشار إلى انه سيقوم مؤقتا بتسيير مهام العمل بالأزهر باعتباره القائم بأعمال شيخ الأزهر والمتحدث الرسمي باسمه.
وكان طنطاوى قد وصل إلى الرياض الثلاثاء للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية، حيث وافته المنية صباح اليوم الأربعاء بالعاصمة السعودية الرياض إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 82 عاما خلال وجوده بمطار الملك خالد الدولي للسفر عائدا للقاهرة، حيث نقل الفقيد على الفور إلى المستشفى العسكري بالرياض وفاضت روحه إلى بارئها .
يشار إلى أن فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر - 82 عاما - كان قد عانى من مرض في القلب حيث سبق وتم تركيب دعامة بقلبه عام 2006 ويعانى من تذبذب في مرض السكر، وتعرض لأزمة صحية نهاية عام 2008 اثر إصابته في إحدى ساقيه بالتهابات حادة في أعصاب الساق وتم دخوله مستشفى وادي النيل لمدة 10 أيام.
الشيخ طنطاوى في سطور:

ولد شيخ الأزهر في 28 أكتوبر 1928 بقرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج، وتعلم وحفظ القرآن بقريته ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني عام 1944
وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين وتخرج منها عام 1958 .. ثم حصل الفقيد على تخصص التدريس عام 1959، وحصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير عام 1966 بتقدير ممتاز.
وعين فضيلته مدرسا بكلية أصول الدين عام 1968 ثم عميدا لكلية أصول الدين بأسيوط عام 1976 ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين عام 1985 ثم مفتيا للديار المصرية فى 28 أكتوبر 1986 ثم عين شيخا للأزهر في 27 مارس عام 1996
وأعير خلال عمله بجامعة الأزهر إلى جامعتى بغداد والبصرة من 1966 إلى 1969 ثم إلى الجامعة الإسلامية بليبيا من عام 1972 إلى 1976 ثم رئيسا لقسم التفسير بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1980 حتى 1984
وقد ترك طنطاوى شيخ الأزهر ثروة دينية وفكرية كبيرة والعديد من الملفات التي زخرت بها المكتبات الإسلامية في مصر والدول العربية والإسلامية.

ومن أهم مؤلفاته " التفسير الوسيط للقرآن الكريم " والذي يقع في 15 مجلدا وأكثر من 7 آلاف صفحة وطبع منه عدة طبعات آخرها عام 1993 وكتبه في أكثر من عشرة أعوام ليكون تفسيرا للقرآن الكريم محررا من كل الأقوال الضعيفة ويشرح الألفاظ القرآنية شرحا لغويا مناسبا ويبين أسباب النزول ويمتاز بسهولة اللفظ والشرح ويدرس بالمعاهد الأزهرية كلها.

ومن مؤلفاته أيضا كتب " بني إسرائيل في القرآن الكريم، ومعاملات البنوك وأحكامها الشرعية، والحوار في الإسلام والاجتهاد في الأحكام الشرعية، وأحكام الحج والعمرة، والحكم الشرعي فى أحداث الخليج، وتنظيم الأسرة ورأى الدين والرأي الشرعي في النقاب، والحجاب والتصوف في الإسلام، والجهاد من الرؤية الشرعية وغيرها من العديد من الكتب.

واجه شيخ الأزهر عام 2008 العديد من الانتقادات بسبب مصافحته لرئيس إسرائيل شيمون بيريز على هامش مشاركته في مؤتمر للحوار بين الأديان عقد فى نيوريوك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو ما أثار انتقادات ضده ونقل عنه انه لايعرفه عندما صافحه , كما تعرض فى نفس العام للانتقادات من الصحفيين بعد ان نسب إليه دعوته لجلد الصحفيين الذين لا يلتزمون بأمانة الكلمة وهو مانفاه مؤكدا دعمه للصحفيين الشرفاء.

كما تعرض فى نفس العام لمواجهة قضائية مع صحيفة "الفجر" المستقلة لنشرها موضوعا أساء لشخصه ولمشيخة الأزهر، وقد قضى له القضاء بالتعويض على رئيس تحرير صحيفة "الفجر" عادل حمودة وكاتب الموضوع محمد الباز غير أن زيارة الصحفي للشيخ بالمستشفى فتحت صفحة جديدة من العلاقات بينهما.







شرح الصورة : تشييع الشيخ الطنطاوي في المدينة المنورة , تصوير : يوسف البلوشي