[mark=#ffff00]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأحدثكم اليوم عن أهم وأعظم شخص في عيني
أنه أبي رحمة الله تعالى تتغشاه
قد لا تقبل شهادتي فيه وذلك بحجة أن كل فتاة بأبيها معجبة
لكنني أقسم بالله ثلاثاً لأصدقنكم القول والحكم لكم
أعجزت الرجال من بعدك يا أبي وحق علي القول بهذا
نشأ يتيم الأبوين في مجتمع بدائي نوعا ما
كان يتنقل بين بيوت ذويه فكلما غضب منه واحداً ألقاه خارج البيت
لينام ليله في العراء تحت أعجاز النخل في تلك القرية التي يرقد جثمانه فيها
كان كل همه أن لا تقذف أخته الوحيدة معه خارج البيوت
لكن المتعهدة بتربيتها كانت من الصالحات فأحسنت الرعاية
سرق مجتمعه الظالم منه طفولته فلم ينشأ كأترابه بل نتيجة للثارات القبيلية رسم الظلمة في ذاكرته البريئة أبشع صورة حيث قتلوا شقيقة ذو الثانية عشر ربيعاً أمام عينه بلا سبب يذكر ولا جريمة تبرر تصرفهم سوى أن أحمق من قبيلته قتل شخص من قبيلة المعتدين
وتميز عن أترابه بالأنفه وعزة النفس
وما بين قسوة العراء وشدة الجوع ومجاهدة هذه النفس الأبية قرر الرحيل
ألتحق بالكتاتيب وحفظ القرآن الكريم كاملاً عن ظهر قلب والمتون والحواشي والتاريخ ولم يتجاوز الثانية عشر بعد
فرّ هارباً من قسوة اليتم وظلم الأقارب ماشياً على قدميه متجهاً من قريته إلى العاصمة ليواجه المجتمع منفرداً فلم يترك باب عمل إلا وطرقة ولا مجال للكسب الحلال إلا وخاضه حتى حطت به الرحال في المنطقة الشرقية وعمل في أرامكو وتعلم الإنجليزية وكان كريماً سخي اليد مما دفع رئيسه في العمل أن يقوم بنقله إلى فرع لهم في صحراء الربع الخالي وبين له السبب
ترك العمل في أرامكو فلم يكن ما مر عليه يسمح بزيادة القسوة حتى لو كانت في صالحة فتوجه للحجاز
هناك بدأ من جديد وعمل في شتى المجالات من حمال لبائع لتاجر ولأن كل هذه الأمور لم تكن حلمه الصغير الذي كان يخطط له فتركها ولازم العلماء فنال شرف العمل كاتبا لدى فضيلة الشيخ بن باز رحمهما الله تعالى هناك وجد والدي ضالته فجالس العلماء وأولي الفكر وتشرب الكثير من العلوم على أيديهم كان يميل للكتابة ونادراً ما تشاهده بلا دواته وكتابه فكان يدون كل ما يمر به وما يسمعه
عشق العلوم بكافة مجالاتها وإن كانت العلوم الشرعية تعتلي القمة لديه
فبدأ مشواره مع الكتاب
يتبع[/mark]