يقام مهرجان رش الماء في يوم رأس السنة الصينية، وفقا لتقويم قومية داي، ويحتفل به كل من الزوار وسكان جينغهونغ، بمنطقة شيشوانغباننا الإدارية الذاتية الحكم لقومية داي في مقاطعة يوننان الواقعة جنوب غربي الصين في الفترة من 12 إلى 18 إبريل. مهرجان رش الماء السنوي هو أكثر المناسبات أهمية لقومية داي. يقام المهرجان خلال الشهر السادس من تقويم قومية داي، والذي يقع غالبا في منتصف شهر إبريل حسب التقويم الميلادي، ويسمى أيضا بعيد استحمام بوذا.



على الرغم من وجود العديد من الأساطير حول أصل هذا المهرجان، فإن أكثرها شهرة تحكي عن زمن سحيق عندما كان هناك شرير في القرية التي يعيش بها أبناء داي، يعيث فسادا. كان الجميع يكرهونه ولكن سحره كان أقوى منهم جميعا.

ويحتفل أبناء قومية داي في مقاطعتهم بعيد رش الماء ابتداءا من ال13 من إبريل كل سنة، وعيد كل سنة يختلف عما قبله، بسبب معاناة المقاطعة من كارثة الجفاف التي لم تحدث خلال مائة سنة. ومن أجل توفير المياه، انخفضت مدة الاحتفال من يوم واحد في الماضي إلى ساعتين فقط في العام الحالي، وبالرغم من قلة المياه، ولكن العيد في هذه السنة ما زال مفعما بنشاطات متنوعة، وازدهرت فيها المشاهد الفاخرة والمتميزة.



ويعد عيد رش الماء أكبر الأعياد لقوميات داي وآتشانغ ودآنغ وبولانغ ووان، ويعتبر أيضا أكبر عيد يشهد مشاركة واسعة من قبل أبناء الأقليات القومية في مقاطعة يوننان. وعيد رش الماء هو رأس السنة الجديدة لقومية داي، ويوافق منتصف شهر ابريل للتقويم الميلادي، وعادة، يستمر هذا العيد لمدة تتراوح ما بين ثلاثة أيام وسبعة أيام. ويصادف العيد في هذه السنة ال15 من شهر إبريل أي رأس السنة الجديدة من عام 1372 وفقا لتقويم قومية داي، ويعد هذا اليوم أجمل وأسعد يوم لدى قلوب أبناء قومية داي، حيث ارتدى أبناء القوميات المختلفة بمدينة جينغهونغ بولاية شيشوانغباننا الذاتية الحكم لقومية داي، أزياء زاهية، وتجمعوا على شاطئ نهر لانتسانغ للمشاركة في الاحتفال بالمهرجان.

حيث قام أكثر من عشرة رهبان في الجلباب الصفراء، بترتيل الآيات البوذية أمام مياه البركة من نهر لانتسانغ، ثم رشوا الماء إلى الناس رمزا لجلب السعادة لهم، ثم جلبت 12 فتاة من قومية داي مياء البركة باستخدام الأوعية الفضية لتقديمها إلى يان ون تساي مسؤولة الحكومة المحلية ومشرفة مهرجان رش الماء، حيث أعلنت هذه المسؤولة قائلة:



"أعلن الآن عن بدء مهرجان رش الماء عام 1372 وفقا لتقويم قومية داي..."

عندما بدأ رش مياه البركة إلى المواطنين المحتشدين، ترددت بالتزامن أصوات الطبول والهتافات من الحاضرين في الساحة، حيث ساد جو من الفرح والبهجة والسعادة والبركة في أرجاء الميدان.

وقال الشاب يان شيانغ يونغ الذي شارك في المهرجان إن أبناء قومية داي جاءوا إلى هنا لطلب المياه من خلال عبادة البوذا في موسم الجفاف من كل سنة.



لذلك، يمكن القول إن عيد رش الماء هو عيد لطلب السعادة وإزالة الجفاف. وبسبب كارثة الجفاف القاسية في مقاطعة يوننان هذه السنة، حرص السكان المحليون والسياح الصينيون والأجانب على توفير المياه أثناء المهرجان. حيث رش الكثير من الناس الماء باستخدام الأواني الصغيرة أو غصون الأشجار أو أصابع اليد بدلا من الأواني الكبيرة في الماضي لتوفير المياه.

وأكد دوان جين هوا مدير مكتب الإعلام بحكومة ولاية شيشوانغباننا أن أبناء قومية داي يعبرون عن أمنياتهم من خلال المهرجان للناس في المناطق المنكوبة، حيث قال:

"نقيم مهرجانا لطلب السعادة، وذلك ليس من أجل قوميتنا الواحدة أو 40 قومية في ولاية شيشوانغباننا فقط، بل نطلب السعادة من أجل الجميع في العالم."

وشارك السيد ما الزائر القادم من بكين في مهرجان العيد لأول مرة، فشعر بالإحساس العميق إزاء هذا العيد أثناء موسم الجفاف في مقاطعة يوننان:

"إن الجو في المهرجان غاية في النشاط والجمال، الأمر الذي يعبر عن حماس الشعب. وإلى جانب ذلك، أثبت هذا المهرجان أن المواطنين الصينيين ما زالوا متفائلين ويتمتعون بالثقة في أنسفهم حتى ولو أمام كارثة الجفاف القاسية."