الباحة - واس : تتميز تهامة منطقة الباحة جنوب المملكة بمجموعة من المواقع السياحية والتراثية التي وهبها الله عز وجل لتلك المنطقة، برز منها "وادي عليب" بمحافظة الحجرة الذي يُعدْ من أكثر الوجهات السياحية التي يقصدها محبي وعاشقي الطبيعة البكر في البلاد.

156742_1389335896_4935.jpg

ويُعرف الوادي بأشجاره الوارفة الظلال، ومياهه الجارية، وتلاله الخضراء التي جعلت منه المكان المُحبب لأبناء منطقة الباحة وما جاورها من مدن ومحافظات، فما إن تبدأ درجات الحرارة في منطقة السراة المرتفعة بالتناقص إلا ويكتظ بجنباته الناس مستمتعين بأجوائه المعتدلة والطبيعة الساحرة.

ولوادي عليب تاريخ قديم اكتسبه من موقعه على طريق الحج القديم في جنوب الجزيرة العربية، حيث كانت قوافل الحجاج تتوقف به للاستزادة من الماء والغذاء الذي تنتجه مزارع القرى المجاورة له، حيث ذكر في مواضيع أدبية وتاريخية قديمة، وتغنى به الكثير من الشعراء على مر العصور.

ويمتاز عليب الذي يبعد عن محافظة الحجرة بنحو عشرة كيلو مترات، بمياهه الجارية على مدار العام التي تمتد من جبال السروات مروراً بالعديد من القرى حتى تصب في مياه البحر الأحمر، علاوة على طبيعته البكر المحتضنة لأشجار الآراك والخزامى وغيرها من الأشجار النادرة والزهور المتنوعة التي تظلل مساحات كبيرة من الأرض.

ويحظى الوادي بمكانة خاصة في نفوس رواده الذين يحرصون على زيارته في مثل هذه الأيام للاستمتاع بأجوائه الربيعية المعتدلة وطبيعته الساحرة، ليغسلوا همومهم وعناء العمل في مياه جداوله الجارية ولينعموا بالراحة والاستجمام.



وادي عليب.. مسطحات خضراء ومياه عذبة لا تنقطع طوال العام
ماجد الغامدي - (الشرق) : يشبِّه بعضهم وادي عليب في الباحة بنيل مصر، فمن يَزُرْه مرة لابد أن يرجع له مرة أخرى.. مبرراً هذه العبارة بأن جمال المنطقة التي يحيط بها الوادي والمساحات الخضراء الشاسعة تبهر الناظر وتجبره على البقاء فترة أطول، ومن ثم البقاء على ذكريات جميلة تدفعه دفعاً في السنوات المقبلة لزيارة الوادي مرة أخرى..


تنتشر على جانبي الوادي كثير من المساحات الخضراء (الشرق)

وجهات سياحية
وتمثل الأودية المنتشرة في ربوع منطقة الباحة وجهات سياحية مهمة تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية، حيث توفر هذه الأودية مساحات كبيرة من الظلال الواسعة والمناظر الخلابة والمياه الجارية والظلال الواسعة، حيث يجد السائحون التنوع الطبيعي الذي يمثل التداخل بين الخضرة والمياه الجارية.

ويعدُّ وادي عليب الواقع غرب منطقة الباحة تحفة فنية طبيعية ويتميز بوجود مساحات شاسعة من الخضرة ومن حولها المياه الجارية.

سمعة طيبة
ويشتهر هذا الوادي بسمعة طيبة حيث تمتد مياهه من جبال السروات مروراً بمحافظة الحجرة، ومن بين عديد من القرى في مركز الجرين ويصب في البحر الأحمر، وتغذي هذه المياه جميع القرى التي تقع على ضفاف الوادي الذي يزيد من جمال المشهد وتدفق المياه إلى الغابات والبساتين.

توزيع المياه
ويأخذ السكان حاجتهم من الماء، حيث يتم توزيع المياه على الحيازات الزراعية المختلفة وفق نظام دقيق وتحت إشراف من أهالي تلك القرى. وما يميز هذا الوادي عن باقي الأودية اتساع مجراه الذي تنتشر على جانبيه كثير من المساحات الخضراء متمثلة في المزارع وأشجار الأراك والخزامى التي تحاذي المجرى، والمياه العذبة والشلالات والمياه الجارية التي لا تنقطع على مدار العام، وكذلك الغابات الكبيرة والأشجار النادرة، بالإضافة إلى أشجار وزهور متنوعة تظلل مساحات كبيرة من الأرض.

الوادي والتاريخ
يعد وادي عليب من الأودية الجميلة وفيه مناظر طبيعية خلابة ومتنزهات رائعة، والماء يتدفق فيه طوال العام، وحظي هذا الوادي بتغزُّل الشعراء فيه لما يملكه من مقومات الوادي الجميل والمناظر الطبيعية الساحرة، ويبعد وادي عليب التاريخي عن محافظة الحجرة بنحو عشرة كيلومترات، ولهذا الوادي شهرته التاريخية، وذكر في الأدب القديم، ويكاد ينحصر ذكره في سببين: أولهما قرب الوادي من مكة المكرمة وثانيهما يعدُّ طريقاً لليمن، وقد تغنَّى به الشعراء على مر العصور وذكر في مواضع تاريخية وأدبية كثيرة.

مكانة خاصة
ويحظى وادي عليب بمكانة خاصة في نفوس رواد منطقة الباحة، فمعظم من يقضون إجازاتهم في ربوع المنطقة يحرصون على زيارة هذا الوادي الذي حباه الله جمالاً وطبيعة ساحرة جعلته في مقدمة المقاصد السياحية، حيث يرتدي طوال العام حلة بهية خضراء تزداد روعة وجمالاً في هذا الموسم عندما يهطل عليه المطر وتنساب الجداول والشلالات في ربوعه، وتتناغم هذه الجماليات الرائعة مع الجو الربيعي الدافئ الذي يميزه والأشجار الوارفة والمسطحات الخضراء التي تسر الناظرين.

مقصد سياحي
ويقصد وادي عليب الزوار والمتنزهون من جميع أنحاء المملكة ليستمتعوا بجماله ويغسلوا همومهم وعناء العمل في مياه جداوله الجارية وينعموا بالراحة والاستجمام في أحضان الطبيعة الساحرة، والغريب أن زوار هذا الوادي يصابون بما يشبه الإدمان، فمن يزُره مرة لا يمكنه القدوم للباحة دون المرور عليه، فكل الزوار تقريباً يقعون في غرامه.

أيام لا تُنسى
وخلال جولتنا على الوادي التقينا بعدد من الزوار. يقول متعب الحسني: أسمع عن هذا الوادي وعن طبيعته الخلابة، إلا أنني لم أجد الفرصة سوى هذه الأيام، مبدياً سعادته بوجوده في هذا الوادي المميز. وقال: في الحقيقة لم أكن أتخيل هذا الجمال الخلاب وأن يكون بهذه الروعة، واصفاً الأيام التي يقضيها في هذه الزيارة بـ «الأيام التي لا تنسى».

قبلة للسياح
ويقول عادل الأحمد: إن المناطق الساحلية من المنطقة الجنوبية وخصوصاً في تهامة الباحة وما جاورها تزخر بعديد من الأماكن والمواقع السياحية وذلك بحكم موقعها الذي أعطاها مكانة وقبلة للسياح، حيث تعدُّ الأودية من المعالم السياحية في المنطقة. وقال: أصبح الوادي محل جذب لعديد من السائحين من كل مكان من داخل المملكة ودول الخليج.


من يَزُر الوادي لابد أن يرجع له مرة أخرى




"وادي عليب" بالباحة.. وجهة عشّاق الطبيعة البكر في الشتاء (واس) الجمعة 9 ربيع الأول 1435هـ