واشنطن (بي بي سي) : قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه مستعد للقاء القادة الإيرانيين "دون شروط مسبقة وفي أي وقت أرادوه". وأكد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "سألتقي بأي شخص، أنا أؤمن باللقاءات"، مضيفاً "إذا أرادوا أن نلتقي سألتقيهم".



وتأتي تصريحات ترامب بعدما تبادل الاتهامات مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، بداية الشهر الجاري. وإذا عُقد هذا اللقاء سيكون الأول من نوعه بين القادة الأمريكيين والإيرانيين منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979. وأشار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى أنه يدعم إجراء محادثات مع إيران "إذا أظهرت التزاماً بتغيير تصرفاتها".

وقال لمحطة سي.ان.بي.سي التلفزيونية "يريد الرئيس الاجتماع مع الناس لحل المشاكل". وفي مايو/أيار، وضع بومبيو 12 شرطاً للتوصل لأي اتفاق جديد مع إيران، من بينها سحب قواتها من سوريا ووضع حد لدعمها للحوثيين في اليمن.

وفي عام 2013، تحدث روحاني هاتفياً مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعد رفضه عرضاً لمقابلته على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان ترامب قد رد في تغريدة غاضبة على روحاني ونصحه بعدم تهديد الولايات المتحدة مجدداً وإلا "ستواجه بلاده تداعيات لم يختبرها سوى قلة في التاريخ". وقال روحاني لدبلوماسيين إيرانيين " على أمريكا أن تعرف أن السلام مع إيران هو أم كل السلام والحرب معها هو أم كل المعارك"، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) تصريحاته.



وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015 لإيقاف أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وتستعد واشنطن لإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران خلال الأيام المقبلة رغم اعتراض كل من بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا على ذلك. وتشك الولايات المتحدة - حليفة إسرائيل والسعودية- بشدة في طبيعة النشاط الإيراني في الشرق الأوسط.



ما هي نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران؟
  • عارض ترامب باستمرار اتفاق عام 2015، الذي أفرجت الولايات المتحدة بمقتضاه عن مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة مقابل كبح إيران لبرنامجها النووي.
  • تعتبر إدارة الرئيس ترامب إيران قوة مثيرة لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الاتفاق النووي مكنّ إيران من متابعة سياسة أكثر تشددا على الصعيد الإقليمي.
  • أرسلت إيران المئات من قواتها والآلاف من مسلحي الميليشيات المتطوعين إلى سوريا، وعززت حضورها العسكري هناك.
  • اتهمت دول الخليج إيران بدعم الحوثيين في اليمن بالمال والسلاح، إلا أن إيران نفت ذلك. وتعد السعودية، الحليفة للولايات المتحدة، الخصم الرئيسي لإيران، وقد حذرت باستمرار من الأهداف والنوايا الإيرانية في المنطقة.




لماذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي؟
في شهر مايو/أيار الماضي، وصف ترامب الاتفاق النووي - أو خطة العمل المشتركة الشاملة- بأنه اتفاق سيء للغاية ، وأحادي الجانب، ولم يكن يجب أن يبرم أبداً. وزعم ترامب أن الصفقة لم تقيد أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في المنطقة بما هو كاف.

وقال محللون إن لصقور البيت الأبيض تأثيراً على موقف ترامب من إيران ومن بينهم بومبيو ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، وميل ترامب لاستهداف السياسات الرئيسية لسلفه باراك أوباما.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي بشكل كامل، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت وفائها بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.

وأكدت الوكالة أن مفتشيها استطاعوا الوصول إلى جميع المواقع التي أرادوا زيارتها في عام 2017، لكنهم لم يسعوا للدخول إلى أي مواقع عسكرية بسبب حظر الدخول، وهي خطوة قالت الولايات المتحدة إنها "أثارت الشكوك".

وتعد إيران من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، إذ تبلغ قيمة صادراتها مليارات الدولارات سنوياً، لكن تشعر اليوم بضغوط اقتصادية جمة ولا سيما بعد خروج تظاهرات واسعة النطاق في شوارعها احتجاجا على ارتفاع الأسعار وانخفاض عملتها.