دويتشه ﭭيله : افتتح الملك السعودي عبد الله القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بمكة واجتمع فيها قادة العالم الإسلامي في مكة المكرمة لممارسة ضغوط رمزية على النظام السوري الذي يسعون إلى تعليق عضويته في منظمة التعاون الإسلامي.



بدأ زعماء العالم الإسلامي في مكة المكرمة قمتهم الاستثنائية التي دعت إليها السعودية وتخيم عليها خصوصا الأزمة السورية. فقد افتتح العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز أعمال القمة ليل الثلاثاء- الأربعاء (14- 15 أغسطس/ آب 2012) بكلمة قصيرة اقترح فيها الملك السعودي تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية. وبعد ذلك تناول الرئيس السنغالي في كلمة مطولة وضع العالم الإسلامي والتحديات التي تواجهه مشيرا بالخصوص إلى الوضع في سوريا.

وبعد كلمة للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو حول الملك السعودي الجلسة الافتتاحية إلى اجتماع مغلق. وكان الملك السعودي استقبل زعماء دول المنظمة قبيل بدء "قمة التضامن الإسلامي"، وكان محاطا عن يساره بالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي تعد بلاده أبرز حليف للنظام السوري، وعن يساره بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المؤيد بقوة للثورة السورية. وتُعقد القمة في قصر الصفا بالقرب من الحرم المكي.

وبادرت السعودية للدعوة الى هذه القمة كوسيلة لتثبيت قيادتها للعالم الإسلامي. لكن نظرا إلى الانقسام بين الدول الأعضاء، البالغ عددها 57 بلدا تضم أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، لا يمكن للقمة إلا أن تكون ذات تأثير رمزي. وكان الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة مساء الاثنين وأوصى بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وهي خطوة رفضتها بحزم إيران الحليفة الوثيقة لنظام الرئيس بشار الأسد. فيما اعتبرت مصر أن "الدور العربي" هو الأهم في حل الأزمة السورية.

السعودية وقطر وتركيا محور إسلامي مناهض لنظام الأسد


وكانت السعودية سياسة قد شجبت ما وصفتها بسياسة "الأرض المحروقة" التي تعتمدها دمشق واعتبرت أن العنف الذي يدمي سوريا "هو نتيجة لتجاهل النظام مطالب شعبه". وطالبت بعض الوفود بإجراءات إضافية وعدم الاكتفاء بتجميد عضوية سوريا من قبيل فقرات تدعو إلى تنحي الرئيس السوري والإعداد لمرحلة انتقالية لما بعد الأسد". وتقف قطر وتركيا إلى جانب السعودية في دعم المعارضة السورية ودعوة الرئيس السوري للتنحي، بينما تقف إيران بقوة إلى جانب النظام السوري وبقلء الرئيس بشار الأسد في السلطة.

وفي مقابل الدعم الإيراني الصريح لنظام الرئيس الأسد، يقدم عدد من دول المنظمة مساعدة لمقاتلي المعارضة الذي يقاومون قوات النظام على الأرض، إنْ من خلال إرسال الأسلحة ووسائل الاتصال، أو عبر إشكال أخرى من الدعم اللوجستي. ويتهم نظام الأسد قطر والسعودية بتسليح المتمردين.

وأفادت مصادر في المنظمة أن باكستان وكازاخستان طالبتا بتضمين البيان الختامي "مطالبة الجيش الحر بوقف العنف أسوة بالجيش النظامي". ولم ترسل سوريا مندوبا لتمثيلها في الاجتماع. وكان أكد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن المعارضة لم تتلق حتى يوم الأحد أية دعوة للمشاركة في القمة. ومع استمرار الأزمة السورية نتيجة غياب الإجماع في مجلس الأمن، يأمل المشاركون في تحقيق تقدم. وتكتسب القمة رمزية دينية بانعقادها في المكان الأكثر أهمية للمسلمين، وخلال ليلة القدر ذات الرمزية العالية في شهر رمضان.

وأوضحت الولايات المتحدة أن ممثلها الخاص في منظمة التعاون الإسلامي رشاد حسين سيتابع عن قرب أعمال القمة، مشيرة إلى أن حضوره يؤكد التزامها العمل مع "شركائها في المجموعة الدولية لدعم تطلعات الشعب السوري، وزيادة الضغط على نظام بشار الأسد".

وأعلنت وكالة الأنباء التونسية أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي طالب خلال مشاركته في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بمكة السلطات السعودية بتسليم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية يوم 14 كانون الثاني/ يناير 2011. كما دعم الرئيس التونسي موقف الاجتماع التحضيري للقمة الذي أوصى بتجميد عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي، داعيا البلدان الإسلامية إلى "التصدي لسياسة تهويد القدس التي تنتهجها إسرائيل" ومساندة الأقليات الإسلامية في كل من ميانمار والدول الإفريقية.