مكة المكرمة - واس : بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة قادة ورؤساء وفود الدول الإسلامية في قصر الصفا بمكة المكرمة مساء اليوم أعمال مؤتمر قمة التضامن الإسلامي الذي دعا إلى عقده خادم الحرمين الشريفين ويستمر يومين. وبدأت الجلسة الافتتاحية بالقرآن الكريم.



بعد ذلك

ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الكلمة التالية :


بسم الله الرحمن الرحيم ،، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

من جوار بيت الله ، وأرض الرسالة الإسلامية الخالدة ، يُسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية. سائلاً الله - جل جلاله - في هذه الليالي المباركة أن يُوفقنا على فهم أمور أمتنا الإسلامية ، وأسباب ما حصل لها من ضعف وتفرق ، الأمر الذي انعكس على تماسكها ووحدتها.

أيها الإخوة الكرام : إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة من الفتنة والتفرق ، والتي بسببها تسيل دماء أبنائها في هذا الشهر الكريم في أرجاء كثيرة من عالمنا الإسلامي ، متناسين قول الحق تعالى : (الفتنة أشد من القتل).

أيها الإخوة الكرام : إن الحل الأمثل لكل ما ذكرت لا يكون إلا بالتضامن ، والتسامح ، والاعتدال ، والوقوف صفاً واحداً أمام كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا. وبهذا يمكن لنا - إن شاء الله - أن نحفظ لأمتنا الإسلامية ، تاريخها وكرامتها وعزتها ، في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء. فإن أقمنا العدل هزمنا الظلم ، وإن انتصرنا للوسطية قهرنا الغلو ، وإن نبذنا التفرق حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا - إن شاء الله - .

أيها الإخوة الكرام : استحلفكم بالله - جل جلاله - أن نكون على قدر المسؤولية ، وأن نكون جديرين بحملها ، وأن ننصر الحق ، مستدركين قول الحق تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

ومن هذا المنطلق أقترح عليكم تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية ، للوصول إلى كلمة سواء ، يكون مقره مدينة الرياض ، ويُعين أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامي ، وباقتراح من الأمانة العامة والمجلس الوزاري.

هذا وأسأل الله تعالى أن يثبتنا على ديننا ، وأن يحفظ لهذه الأمة وحدتها ومجدها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


وهذا تأكيد من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأن الأمة الإسلامية تعيش حالة من الفتن تسيل بسببها دماء أبنائها في الشهر الكريم، مستشهداً بقوله تعالى "الفتنة أشد من القتل", وموضحاً أن الحل الأمثل لكل قضايانا هو التضامن والتسامح والاعتدال والتوحد أمام من يحاول المساس بديننا ووحدتنا, مقترحاً تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره الرياض.


البيان الختامي للقمة
جاء فيه إدانة إراقة الدماء في سوريا وإسقاط الطائرة التركية من قبل القوات السورية النظامية، لأن هذا يشكل خطرا على استقرار المنطقة. ورحب البيان بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين استخدام القوة ضد المدنيين في سوريا، وطالب الحكومة السورية بوقف كل أنواع العنف والكف عن انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها.

وناشد البيان سوريا بالوفاء بكافة التزاماتها الإقليمية والدولية. ودعا الدول الأعضاء المرتبطة بعلاقات دبلوماسية أو اقتصادية مع حكومة ميانمار، إلى استخدام علاقاتها والضغط لوقف استخدام العنف ضد المسلمين فيها. وأشاد البيان بتبرع الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمساعدات قيمتها 50 مليون دولار للمسلمين في ميانمار.

وأعلن البيان الختامي دعمه لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة بوصفها عضوا كامل العضوية في المنظمة، كما أدانت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي استمرار إسرائيل في اعتقال الفلسطينيين والزج بهم في سجونها.

وشجب البيان منع السلطات الإسرائيلية بعض أعضاء اللجنة الوزارية الخاصة في حركة دول عدم الانحياز من الدخول إلى رام الله.

وكانت مدينة جدة استضافت الاثنين الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي، التي دعا إليها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكة المكرمة الثلاثاء.

وأوصى الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة مساء الاثنين بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وهي خطوة رفضتها بحزم إيران الحليفة الوثيقة لنظام الرئيس بشار الأسد.