ميونيخ (ألمانيا) (ا ف ب) : اعربت روسيا السبت عن رغبتها في اجراء "اتصالات منتظمة" مع المعارضة السورية، مع ترحيبها باستعداد رئيس الائتلاف السوري المعارض للتحاور من دون شروط مع ممثلين لنظام بشار الاسد.



وعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعا هو الاول له مع رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب السبت، على هامش المؤتمر الدولي للامن في ميونيخ. وخلال هذا الاجتماع، ابلغ لافروف الخطيب اهتمام روسيا ب"اجراء اتصالات منتظمة" مع المعارضة السورية، وفق ما نقلت وكالات الانباء الروسية.

وياتي هذا الانفتاح من جانب موسكو بعدما اعلن الخطيب هذا الاسبوع استعداده للبدء بحوار مع ممثلين للنظام مع رفضه التحاور مع مسؤولين "ايديهم ملطخة بالدماء". وعلق لافروف "نرحب بهذا الامر. انها خطوة بالغة الاهمية اذا اخذنا في الاعتبار ان الائتلاف تأسس على رفض اجراء حوار مع النظام". واضاف "اعتقد ان الواقعية تسود". والنزاع في سوريا كان في صلب لقاءات عدة عقدت في ميونيخ حيث يختتم الاحد المؤتمر الدولي التاسع والاربعون حول الامن.

واجتمع لافروف ايضا بنائب الرئيس الاميركي جو بايدن. وقبيل الاجتماع، اقر الرجلان ب"ان خلافات كبرى" لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وروسيا حول شروط وضع حد للنزاع المستمر في سوريا والذي خلف اكثر من ستين الف قتيل. ورغم هذه الخلافات، شدد البيت الابيض على "اهمية ان يعمل البلدان معا لصالح السلام الدولي والامن بما في ذلك في سوريا".

واعرب نائب الرئيس الاميركي عن امله في مزيد من الدعم الدولي للمعارضة في مواجهة الاسد الذي "لم يعد قادرا على قيادة الامة". وقال "نعمل معا، مع شركائنا، لكي تصبح (المعارضة السورية) اكثر وحدة واكثر تضامنا".

وتطالب الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة وبعض الدول العربية الرئيس السوري بالتنحي. لكن لافروف جدد رفضه لهذا الشرط وقال ان "تشديد من يؤكدون ان تنحي الرئيس الاسد هو الاولوية الاولى، هو السبب الرئيسي لاستمرار المأساة السورية".

في المقابل، اعتبر انه يمكن "احراز تقدم" في حال التأمت مجموعة العمل حول سوريا التي يتراسها الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي مجددا، في محاولة للتوصل الى اجراءات انتقالية. لكن الابراهيمي الموجود في ميونيخ اكد عدم وجود اي حل في الافق حاليا، معتبرا ان "مستويات الرعب غير المسبوقة" تؤدي الى "تدمير" سوريا.

في موازاة ذلك، يتصاعد القلق من اتساع نطاق النزاع في سوريا. واكد مسؤول اميركي الجمعة ان اسرائيل قصفت هذا الاسبوع صواريخ ارض-جو قرب دمشق ومجمعا عسكريا يشتبه بانه يحوي اسلحة كيميائية، في ظل خشية الدولة العبرية من تسليم هذه الاسلحة لحزب الله اللبناني.

وحذر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مقابلة مع فرانس برس من ان "الفوضى في سوريا خلقت جوا اصبح فيه احتمال عبور هذه الاسلحة (المتطورة) الحدود ووقوعها في ايدي حزب الله يطرح مخاوف اكبر".


اعربت روسيا السبت عن رغبتها في اجراء "اتصالات منتظمة" مع المعارضة السورية، مع ترحيبها
باستعداد رئيس الائتلاف السوري المعارض للتحاور من دون شروط مع ممثلين لنظام بشار الاسد.


ومساء السبت، عرض التلفزيون الرسمي السوري في نشرته لقطات لما قال انها "آثار العدوان الاسرائيلي" على مركز عسكري للبحوث العملية في بلدة جرمايا قرب دمشق، في اشارة الى الغارة الاسرائيلية فجر الاربعاء.

واظهرت اللقطات اولا مبنى تكسر زجاج نوافذه، لكن بنيانه الاساسي ما زال سليما، لتنتقل الكاميرا لاحقا وتظهر سيارات وشاحنات محترقة ومدمرة في ما يبدو انها باحة او مرأب مفتوح على مقربة من البناء الاساسي. ولم يشر التلفزيون الى تاريخ الصور، لكنها التقطت خلال النهار.


عرض التلفزيون الرسمي السوري في نشرته لقطات لما قال انها "آثار العدوان الاسرائيلي"
على مركز عسكري للبحوث العملية في بلدة جرمايا قرب دمشق، في اشارة الى الغارة الاسرائيلية فجر الاربعاء.

وتلقت دمشق السبت جرعة دعم اضافية من حليفتها طهران، نقلها امين المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن جليلي قوله لدى وصوله الى مطار دمشق "سنقدم كل الدعم لسوريا لتبقى صامدة وقادرة على التصدي لكل مؤامرات الاستكبار العالمي".

ميدانيا، شن الطيران الحربي السوري غارات على حي الشيخ سعيد في جنوب حلب، كبرى مدن شمال سوريا التي تشهد معارك يومية منذ نحو سبعة اشهر، بعد ساعات من سيطرة المقاتلين المعارضين عليه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان النظام يحاول استعادة الحي المهم نظرا لانه يتيح للمقاتلين المعارضين السيطرة على منفذ الى مطار حلب الدولي الذي ما زال متوقفا عن العمل.

في ريف دمشق، تعرضت بلدة شبعا لقصف بالطيران المروحي، بينما تعرضت مناطق عدة للقصف منها داريا ومعضمية الشام الى الجنوب الغربي من العاصمة، تزامنا مع اشتباكات في عربين وحرستا (شمال شرق)، بحسب المرصد. ويحاول النظام منذ فترة السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط العاصمة.

وفي حصيلة غير نهائية، ادت اعمال العنف السبت الى مقتل 114 شخصا هم 46 مدنيا و33 مقاتلا معارضا و35 جنديا نظاميا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.