جدة - أنور السقاف (المدينة) : غمرت مياه «مجهولة» المصدر كامل نفق قطار الحرمين الواصل بين (محطة جدة) ومسار القطار القادم من مكة المكرمة، حيث بدا النفق الواقع عند مدخل المحطة المقابلة لحي قويزة وقد امتلأ بمياه آسنة غطت كامل أرجاء النفق وتكونت عليها طبقة من الطحالب، وبقايا علب المرطبات والأخشاب وإطارات الشاحنات.



ورصدت عدسة «المدينة» طوال الأيام الماضية استمرار تدفق المياه بكثافة، وعدم وجود أي مهندس أو فرق صيانة تعمل على إزالة هذه الأضرار، التي قد تؤدي -لا سمح الله- إلى تأجيل موعد انطلاق رحلة (قطار الحرمين السريع) في الموعد الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا، وهو نهاية عام 2016م، «المدينة» زارت الموقع ورصدت توقف الأعمال في النفق وما حوله منذ عدة أشهر بعد ظهور المياه، وقد بحثنا عن المهندسين أو المراقبين وحتى العمال في الموقع لسؤالهم عن مصدر المياه وسبب توقف العمل وعن خطتهم لسحب المياه ومعالجتها فلم نجدهم رغم تكرار الزيارة.

إدارة المشروع: لا تجاوب !
كما تواصلنا مع الدكتور بسام غلمان مدير مشروع قطار الحرمين لسؤاله على المشكلة لكنه لم يتجاوب معنا، عدد من المواطنين الذين التقتهم «المدينة» بجوار النفق أبدوا استغرابهم مما حدث وقالوا: كيف بهذا المشروع الضخم أن يتعرض لمثل هذه الأخطاء التي قد تعرض القطار للغرق في أيامه الأولى؟

العبدان: المقاول سيتولى علاج المشكلة
تواصلنا مع نائب الرئيس العام للسكك الحديد المهندس يوسف العبدان الذي أوضح أن ظهور (المياه) الجوفية داخل نفق القطار مشكلة «واقعية» سيتم التعامل معها حسب الطرق العلمية، وسيتم استئناف العمل في الموقع.

وقلل العبدان من حجم المشكلة بقوله: إن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في محافظة جدة مشكلة يعاني منها كامل الأحياء، مبينًا أن لدى أمانة جدة وشركة المياه الوطنية مشروعًا كبيرًا لتخفيض منسوب المياه، مشيرًا إلى أنه من المؤكد والطبيعي ظهور تلك المياه، وبلا شك هذه سلبية ظهرت خلال سير العمل في الموقع، وسيتم اتخاذ كامل التدابير والإجراءات الكفيلة بعلاج المشكلة بشكل سريع جدًا.



وأكد العبدان أن الجهة المنفذة أو المقاول هي الجهة المعنية بعلاج تلك المشكلة، المهم هو حل المشكلة بغض النظر عن من يقوم بإجراءات العلاج للمشكلة، والتأكد من سلامة كامل الإنشاءات الخاصة بقطار الحرمين السريع.

يذكر أن طول مسار مشروع قطار الحرمين 450 كم عبارة عن خطوط حديدية مكهربة مزدوجة تربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بجدة ورابغ وهي مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة ويبلغ عرض القضبان 2.5 متر والمسافة بين الحائطين الاصطداميين على مسار القطار داخل المدن تصل إلى 15 مترًا وسيربط القطار كلاً من جدة ومكة المكرمة بخط مزدوج بطول 78 كم وهو ما سيختصر المسافة بينهما إلى أقل من نصف ساعة، وقدرت تقارير متداولة زيادة الطاقة الاستيعابية الإجمالية الممكنة للقطار على 160 ألف راكب يوميًا في كلا الاتجاهين بعد اكتمال المشروع وتشغيله.

بقلم : أنور السقاف - تصوير - إبراهيم عسيري