انتهت رحلة استطلاعية قام بها طلاب المركز الصيفي بمهد الذهب الى مقلع طمية السياحي شمال الطائف الى حالة من الذعر والهلع عندما علق طالبان ومشرف في فوهة الموقع وفشلوا في الخروج منها. حاول زملاء الثلاثة اجلاءهم من الموقع الا ان دخول الظلام حال دون ذلك فاضطر القائمون على الرحلة الى ابلاغ الدوريات الامنية والهلال الاحمر وفرق الدفاع المدني واستخدمت الفرق الاضواء الكاشفة لتحديد موقع وجود الثلاثة داخل الفوهة وتمكنت من اخراجهم وهم في حالة اعياء تام. يشار الى ان موقع مقلع طمية شهد الاسبوع الماضي حالة مماثلة عندما علق احد الشباب ونجحت الجهات المختصة في انقاذه.



رغم اختلاف آراء الباحثين، وتعدُّد افتراضياتهم حول سبب تكوّن موقع "مقلع طمية" في شمال الطائف، إلا أن جميع من زار الموقع أجمع على روعة المكان ونُدرته على مستوى العالم وحاجته للاهتمام.

فُوَّهة مقلع طمية أو "الوعبة"، تسيّد المواضيع الجدليّة بين الباحثين واعتلى قصص الأساطير الشعبية بين سكان المنطقة، واستشهد بقصَّته الخيالية في أشعار الحب والغزل.

تقع فُوَّهة طمية في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة الطائف على مَقرُبة من مركز حفر كشب ومركز أم الدوم، والموقع عبارة عن فُوَّهة شبه دائرية، يزيد قطرها عن 1500 متر، ويصل عمقُها إلى 500 متر، في إحدى جنبات الفُوَّهة على عمق 50 متراً، تتوافر عدد من أشجار النخيل التي تحيط بها عيون ماء صغيرة، أما في محيط قاع الفُوَّهة فتنتشر أشجار الأراك، ومنتصف الفُوَّهة عبارة عن أرض بيضاء مالحة، والتي تكوَّنت نتيجة عدم تسرب مياه الأمطار إلى باطن الأرض.


- فوهة الوعبة (محلياً: مقلع طمية) حفرة عميقة - ويكيبيديا

اهتمام السياح الاجانب بها فاق اهتمام المواطنين وشبيهها في كوكب المريخ



وعن أسباب تكوّن الفُوَّهة نبدأ سردها بما يردِّده سكان المنطقة وكبار السن من أساطير شعبية، حيث يجمع كبار السن على أن ما سمعوه من أجدادهم الذين يتناقلون الأساطير من جيل إلى جيل، يشير إلى جبل طمية "المؤنث" كان في حرة كشب التي تقع فيها الفُوَّهة حالياً، وفي أحد الأيام المُمطرة رأت طمية، وعلى ضوء البرق جبل قطن "المذكر" الذي يقع بين منطقتي القصيم والمدينة المنورة ويتميز بالبياض، حيث أعجبت طمية بالجبل، وقرّرت الرحيل له، وخلال طيرانها رآها جبل آخر يُلقَّب بـ"عكاش"، وكان يعشق طمية فرماها برمحه، وأصابها لتسقط قبل وصولها الى الجبل قطن.

يقول السكان: إن طمية بالفعل تقع حالياً بالقرب من عقلة الصقور مُستدلِّين على أساطيرهم إلى اختلاف أحجار جبل طمية عن الجبال الواقعة جواره في منطقة القصيم وتشابهه الأحجار والأعشاب المحيطة بموقع جبل طمية الحالي مع أحجار وأعشاب موقع الفوهة التي تركتها في حرة كشب.

ويتناقل الشعراء وكبار السن أبياتاً شعرية، تصف ما دار من قصة عشق بين الجبلين، وتُؤكِّد إيمانهم بأسطورة طمية، حيث يقول أحد الشعراء:

الهوى قدامنا شدَّد طمية يوم لاح لها قطن والدار خالي



أما الباحثون والخبراء الذين زاروا المنطقة، فقد اختلفت آراؤهم، حيث يقول الأغلبية: إنها عبارة عن "كالديرا بركانية"، وهي منخفضات حوضية، تنشأ نتيجة ثوران بركاني أسفل الأرض، وتتكوَّن الفُوَّهة؛ نتيجة انهيار الطبقة غير الصلبة من التربة، ويُشير هؤلاء إلى أن هناك مواقع مشابهة في ولايات أمريكية وفي أندونيسيا، إضافة إلى فُوَّهات مشابهة على كوكب المريخ، ولكن فُوَّهة مقلع طمية تعتبر الأكبر على مستوى الكرة الأرضية، ولا يشابهها سوى كالديرا "كالديرا أوليمبوس مونس" في كوكب المريخ، باحثون آخرون يرون فُوَّهة مقلع طمية نشأت نتيجة نيزك سقط في الموقع قبل آلاف السنين.

[imgl]http://travel-end.com/Q8.gif[/imgl]

وتعددت الطرق المؤدِّية لموقع مقلع طمية في الآونة الأخيرة، فمنها كوبري أم الدوم الواقع على طريق الطائف- الرياض السريع، والذي يبعد عن الطائف بنحو 180 كيلومتراً، حيث يتفرَّع منه طريق إلى مركز أم الدوم شمالاً، يصل طولُه إلى 40 كيلومتراً، ومنه طريق يمتد لعدة مراكز، حتى الوصول لمركز حفر كشب على بعد حوالي 60 كيلومتراً، حيث ما أن يتم تجاوز حفر كشب بكيلومترات قليلة حتى يُفاجأ الزائر بالفُوَّهة التي تُمثِّل خسفاً أرضياً مفاجئاً، عمدت الجهات المَعنِية إلى وضع حواجز ومطبات على الطريق المسفلت؛ لمنع سقوط السيارات داخل الفوهة، وفي طريق آخر يربط الموقع مع منطقة المدينة المنورة تبعد محافظة مهد الذهب عن الفوهة بنحو 80 كيلومتراً، فيما اكتمل طريق جديد يربط الموقع بمناطق شمال الطائف وطريق المحاني- عشيرة، القريب من محافظة الطائف.

يُشار إلى موقع مقلع طمية ومع ما يدور حوله من أساطير وجدل يحظى باهتمام كبير من السياح الأجانب خاصة الأوربيين، حيث كانوا يزورون الموقع قديماً عبر الطرق الصحراوية، وعن طريق الاستدلال بالخرائط، وذلك قبل إنشاء الطرق المسفلتة، فيما سجَّل الموقع خلال السنوات الأخيرة تزايداً في أعداد زُوَّار الداخل للموقع الذي تمَّ إيصال الطريق المُسفلَت له وأنشئت حوله نحو 10 مظلات، يقول زُوَّار الموقع: :إنه ينقصه الكثير من الاهتمام، خاصة مع ضرورة إحاطة الفُوَّهة بالسفلتة، وتوفير محلات تجارية قريبة، وتكثيف اللوحات الإرشادية؛ لكي يستدلَّ بها الزُوَّار والسيَّاح".

[gdwl]على بعد مايقارب 175 كيلومترا شمال الطائف (طريق الحجاز- الرياض السريع)، وبالقرب من قرية ام الدوم تقع فوهة الوعبة (مقلع طمية)، وهي عبارة عن حفرة عميقة في الأرض يصل عمقها حوالي 380 متراً وقطرها الدائري حوالي 3 كيلومترات، ويوجد في أطرافها الجانبية مساحة خضراء من النباتات البرية، وعدد من أشجار النخيل وشجر الدوم، وفي اسفل الفوهة يوجد شلال صغير تشكل من هطول الامطار بالمنطقة..

[imgr]http://sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news90109102.JPG&width=512&height=320[/imgr]

ويكسو وسط الفوهة طبقة ملحية بيضاء اللون ويعتقد أن سبب تكونها يرجع إلى أن مياه الأمطار تتجمع في قاع الفوهة مكونة بحيرة صغيرة ضحلة لاتتسرب إلى باطن الأرض، ويعود ذلك لطبيعة تكونها، ولم تكن هذه الفوهة العملاقة في تكوينها ببعيدة عن الاساطير التي يتداولها الناس فيما يتعلق، بسبب وطريقة تكونها وقد قيل عنها الكثير من القصص والاساطير، فهناك من يقول بأن هذه الحفرة تكونت بسبب ارتطام نيزك في مكان الحفرة أدى إلى تكونها إلا أن علم الجيولوجيا التركيبية يقول لابد من توفر شروط معينة في منطقة الارتطام وأن هذه الشروط لم تكتشف في منطقة الوعبة، وهذا يضعف القول الأول ومنهم من يقول إنها تكونت بسبب وقوع بركان كبير وقع قبل مئات السنين أما الجانب الآخر، وهو الأساطير التي نسجت في هذه المعلم ومنها قصة العشق التي أجبرت طمية الجبل على الرحيل من موقعها إلى جبل أبان في حائل وكثيراً ما تحدث عن ذلك رغم اسطورية الحدث الرواة والشعراء. وتشكل تلك الهوة العميقة تحديا للشباب في النزول إلى أسفلها والعودة، حيث يستغرق ذلك عدة ساعات وقدرة واحترافية في النزول والتسلق، والذي ينظر الى البحيرة الملحية بمنظار يشاهد كتابات الهواة على الطين تحمل عبارات التحدي والمغامرة، كما يشكل هذا المعلم نقطة جذب للهواة والسياح الأجانب وقد شوهد البعض منهم ينزل الى اسفلها ويقضي بها أوقاتاً يصفونها بالجميلة، كما اشار البعض منهم إلى أن هذا الانخفاض عن مستوى سطح الأرض له هيبته وجماله مع الحصول على قطع من الأحجار الكريمة والبراقة ويتطلع السياح الأجانب والهواة الى تأهيل الموقع سياحيا من خلال توفير أماكن الإقامة والمرافق الآخرى، وتجهيز طريق آمن للصعود والنزول للأشخاص العاديين من غير الهواة ويشير البعض إلى إتاحة الفرصة للمستثمرين لإقامة مشروع تلفريك يعبر من خلاله السياح الى جوانب الفوهة مع توفير خدمات ترفيهية ومطاعم حول الموقع..


- أشجار الدوم التي سميت عليها قرية أم الدوم