جدة - واس : دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة عدداً من المشاريع التنموية المتعلقة بالقطاع الزراعي، خلال رعايته اليوم، ورشة عمل "التنمية الزراعية بمنطقة مكة المكرمة.. تطلعات وتحديات"، التي نظمته وزارة الزراعة بفندق هيلتون جدة.



وبدأت الورشة بالقرآن الكريم، ثم ألقى معالي وزير الزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي كلمة أشار فيها إلى ما تحظى به منطقة مكة المكرمة من اهتمام كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في جميع نواحي التنمية الشاملة، التي من أولوياتها التنمية الزراعية التي تمثل محور اللقاء، حيث تعمل وزارة الزراعة على النهوض بالقطاع الزراعي في شتى مجالاته في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها بما يتماشى مع المزايا النسبية لكل منطقة.

وقال المهندس الفضلي: "إن المزايا النسبية التي تتمتع بها منطقة مكة المكرمة في التنوع البيئي تتيح العديد من الفرص الاستثمارية للمزارعين والمستثمرين الراغبين للاستفادة من ذلك، إلى جانب الدعم التشجيعي الذي تقدمه الدولة رعاها الله، ويعمل في المنطقة العديد من مشاريع الاستزراع المائي الذي عملت الوزارة على تشجيع المستثمرين لزيادة إنتاجه والتخطيط لرفع الطاقة الإنتاجية للأسماك بالمملكة، من خلال استخدام أحدث وسائل التربية المتمثلة في الأقفاص العائمة في داخل البحر".

وأضاف أن منطقة مكة المكرمة كان لها قصب السبق في إقامة مشاريع الدواجن اللاحم والبياض والمسالخ النموذجية التي تتوزع في محافظات المنطقة وتسهم بنسبة 40% من إنتاج المملكة في هذا المجال، كما أن منطقة مكة المكرمة معروفة أيضاً بمنتجات أخرى مميزة مثل العنب والرمان الطائفي وأصناف من النخيل وكذلك الورد الطائفي الذي اكتسب عطره وماؤه شهرةً إقليمية وعالمية، كما يوجد بها المحجر الحيواني بالخمرة الذي يعد أكبر محجر حيواني بالمملكة، ويقع جنوب مدينة جدة على مساحة نصف مليون متر مربع وتبلغ سعته الاستيعابية مائة ألف رأس من المواشي الحية، مسانداً لمحجر ميناء جدة الإسلامي للتعامل مع إرساليات المواشي الحية التي تستلزم الإجراءات الصحية حجرها لاتخاذ اللازم حيالها.



وأفاد معالي وزير الزراعة أن منطقة مكة المكرمة يوجد بها ما يقارب 77 ألف حيازة زراعية على مساحة مقدارها مليون ومائتي ألف دونم تقريباً، منها 57 ألف حيازة نباتية الإنتاج مختلف المحاصيل من أنواع الحبوب والأعلاف والخضار والفواكه، وفيما يتعلق بالثروة الحيوانية يبلغ عددها مليون ومائتي ألف رأس من الضأن تقريباً، وحوالي 500 ألف رأس من الماعز و 31 ألف رأس من الإبل و 10 آلاف رأس من الأبقار تقريباً، وتبلغ عدد مشاريع الدواجن 98 مشروعاً، كما بلغ عدد خلايا النحل 5300 خلية وفق التعداد الزراعي الشامل الصادر مؤخراً، فيما تسعى الوزارة - بعون الله - نحو المحافظة على ما تم تحقيقه من منجزات ومكتسبات، وتقديم المزيد من الدعم والتطوير، والعمل على تذليل ما قد يعترض التنمية الزراعية من عقبات، لتكون رافداً اقتصادياً يوفر فرص وظيفية للمواطنين.

وفي ختام كلمة معالي الوزير قدم شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على تفضله برعاية هذا اللقاء واهتمامه ودعمه للأنشطة الزراعية في المنطقة، متطلعاً إلى أن تتوصل هذه الورشة إلى مقترحات وتوصيات إيجابية قابلة للتطبيق.

بعدها ألقى مدير عام الإدارة العامة للشؤون الزراعية بمنطقة مكة المكرمة المهندس خالد بن ناصر الغامدي كلمة بين فيها أن المملكة حققت ولله الحمد نمواً متميزاً في مجال الجودة والإنتاج الزراعي بفضل من الله سبحانه وتعالى تم بفضل الدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - للقطاع الزراعي بمختلف مجالاته.

وأكد المهندس الغامدي أن القطاع الخاص شريك أساسي في النهوض بالتنمية الزراعية في المنطقة وذلك من خلال الاستثمار في مجال تربية الأسماك وصناعة الدواجن وتربية المواشي وغيرها من المشاريع الزراعية، مستفيدين في ذلك من الدعم السخي الذي تقدمه الدولة لهم في هذا المجال، مبدين تطلعهم إلى زيادة وتنوع الاستثمار في كافة المجالات بالشراكة مع القطاع الخاص للمساهمة في تنمية منطقة مكة المكرمة.



ووجه مدير عام الإدارة العامة للشؤون الزراعية بالمنطقة الدعوة للقطاع الخاص بتفعيل مركز التكامل التنموي الذي أنشئ في المنطقة بقرارٍ من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، واعتباره نقطة انطلاق نحو شراكةٍ آمنةٍ مع القطاع العام بإذن الله، مشيداً بالدعم الذي يلقاه القطاع الزراعي بالمنطقة من أمير المنطقة ومن معالي وزير الزراعة وتطلعاتهم للوصول نحو العالم الأول بإذن الله تعالى.

بعدها شاهد سمو الأمير خالد الفيصل والحضور عرضاً مرئيا عن التنمية الزراعية بمنطقة مكة المكرمة،.

عقب ذلك دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مرفأ الصيادين في محافظة القنفذة الذي يشتمل على مبنى للثروة السمكية ومبنى لجمعية الصيادين وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمرفأ 400 مركب صياد صغير و600 مركب صياد كبير و20مركب للنزهة، بتكلفة إجمالية بلغت 85 مليون ريال، كما وضع حجر الأساس لمتنزه الأمير سلطان بن عبد العزيز الوطني في محافظة خليص الذي تقدر مساحته الإجمالية بنحو 18 مليون متر مربع.

وفي ختام الحفل كرم الأمير خالد الفيصل الرعاة والمدراء العامين السابقين للزراعة بمنطقة مكة المكرمة، ثم افتتح سموه المعرض المصاحب للورشة وتجول في أركانه واستمع إلى شرح من القائمين عليه.

بعدها افتتح سموه المعرض المصاحب للورشة الذي شاركت فيه عدد من المؤسسات الزراعية على منتجات زراعية وحيوانية تختص بها منطقة مكة المكرمة إضافة إلى بعض المحاصيل التي تنتجها المحافظات في منطقة مكة كالورد والعسل والدواجن والبيض والفواكه والخضار، إضافة إلى أدوات لترشيد استخدام المياه للأغراض الزراعية وكذلك بعض التقنيات الحديثة المستخدمة التي تتبنى أساليب الري المتطورة وأدوات زراعية تستخدم في مجالات البستنة وهندسة الحدائق والمشاتل وقاية النباتات والصناعات الغذائية، حيث تجول سموه في أركانه واستمع إلى شرح من القائمين عليه.