صغيرة بس خطيرة

قصـة تتعـب وتقـرّح الأجفان
بكتبها يمكن تكـسر قـلب قارئها

ذكرتني كلماتك هذه ببدايات هذه القصيدة


[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ضاع عُمْري في دياجيرِ الحياة = وخَبَتْ أحلامُ قلبي المُغْرَقِ
ها أنا وحدي على شطِّ المماتِ = والأعاصيرُ تُنادي زورقي
ليس في عينيّ غيرُ العَبَراتِ = والظلالُ السودُ تحمي مفرقي
ليس في سَمْعيَ غيرُ الصَرَخاتِ = أسفاً للعُمْرِ، ماذا قد بَقِي؟
* * *
سَنَواتُ العُمْر مرّت بي سِراعا = وتوارتْ في دُجَى الماضي البعيدْ
وتبقَّيْتُ على البحْر شِراعا = مُغرَقاً في الدمْع والحزنِ المُبيدْ
وحدتي تقتلُني والعُمْرُ ضاعا = والأَسى لم يُبْقِ لي حُلماً "جديدْ"
وظلامُ العيْش لم يُبْقِ شُعَاعا = والشَّبابُ الغَضُّ يَذْوي ويَبِيدْ
* * *
أيُّ مأساةٍ حياتي وصِبايا = أيّ نارٍ خلفَ صَمْتي وشَكاتي
كتمتْ روحي وباحتْ مُقْلتايا = ليتها ضنّتْ بأسرار حياتي
ولمن أشكو عذابي وأسَايا ؟ = ولمن أُرْسلُ هذي الأغنياتِ ؟
وحواليَّ عبيدٌ وضحايا = ووجودٌ مُغْرَقٌ في الظُلُماتِ
* * *
أيُّ معنىً لطُموحي ورجائي = شَهِدَ الموتُ بضَعْفي البَشريِّ
ليس في الأرض لُحزْني من عزاءِ = فاحتدامُ الشرِّ طبْعُ الآدميِّ
مُثُلي العُلْيا وحُلْمي وسَمَائي = كلُّها أوهامُ قلبٍ شاعريِّ
هكذا قالوا... فما مَعْنى بَقائي؟ = رحمةَ الأقدارِ بالقلب الشقيِّ

لا أُريدُ العيشَ في وادي العبيدِ = بين أَمواتٍ... وإِن لم يُدْفَنوا...
جُثَثٌ ترسَفُ في أسْرِ القُيودِ = وتماثيلُ اجتوتْها الأَْعيُنُ
آدميّونَ ولكنْ كالقُرودِ = وضِبَاعٌ شَرْسةٌ لا تُؤمَنُ
أبداً أُسْمعُهم عذْبَ نشيدي = وهُمُ نومٌ عميقٌ مُحْزنُ
* * *
قلبيَ الحُرُّ الذي لم يَفْهموهُ = سوف يلْقَى في أغانيه العَزَاءَ
لا يَظُنّوا أَنَّهم قد سحقوهُ = فهو ما زالَ جَمَالاً ونَقَاءَ
سوف تمضي في التسابيح سِنوهُ = وهمُ في الشرِّ فجراً ومساءَ
في حَضيضٍ من أَذاهْم ألفوهُ = مُظْلمٍ لا حُسْنَ فيه ، لا ضياءَ
* * *
إِن أَكنْ عاشقةَ الليلِ فكأسي = مُشْرِقٌ بالضوءِ والحُبِّ الوَريقِ
وجَمَالُ الليلِ قد طهّرَ نفسي = بالدُجَى والهمس والصمْتِ العميقِ
أبداً يملأ أوهامي وحسِّي = بمعاني الرّوحِ والشِعْرِ الرقيقِ
فدعوا لي ليلَ أحلامي ويأسي = ولكم أنتم تباشيرُ الشُروقِ[/poem]قصيدة الأديبة والناقدة العراقية نازك الملائكة
ماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس 1950
أجادت الانكليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية،
عملت استاذة مساعدة في كلية التربية بجامعة البصرة