عصيّ الدمع

عمر طرافي - جزائري


[poem=font="Mudir MT,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

تماديتِ في العصيان يا نفس فارقبي = جحيما من النيران شبّ حواليا
ألم ترمقي تلك الكلاليب لم تزلْ = مقاريضها هبّتْ تسير حِياليا ؟
أما راعكِ الزقوم جوفي به امتلا = وأسنُ الحميم من غساقٍ سقانيا؟
وجلدي عراه النضج هذا شواظهُ = وغسلينهُ قد سال من حرّ ما بيا
أنادي ولكنْ لا مجيبَ لدعوتي = أفيضوا عليَّ الماء قدْ مِتّ ُ صاديا
وجمرةُ قعر النار تجذب منسمي = تطير بلبّي من عقاب بدا ليا
أصيح و أبكي كا لثكالى ودمعتي = تقطّع أنفاسي شهيقا تتاليا
ولي في البُكا ندبُ العويل وصرخةٌ = تمزّق في دار الكلام حباليا
زبانيةُ الأهوال هاهم ترينهم = يجرّونني في النار ندْمانَ باكيا
ألا فاشفقي يا نفسُ لستُ بقادرٍ = على أن تشاكي كيف لو عشتِ حاليا ؟!
وإني أراكِ تعرضينَ عن التقى = كأنكِ لا تدرين جهلا مآليا !
تطيعينَ شيطانا أحبكِ عنوة = فراح يدسّ السمّ يُغوي فؤاديا
سقاكِ بمعسول الحديث تغزلا = فلبيتُ ما أملى هياما برانيا
وإنْ لم تكفي عن هواكِ لكيدهِ = جنيتُ المعاصي بالتستّر خافيا
أثمَّ إذا ما قد زللتُ منعتني = عذابا عسيرا،، هل ذكرتِ قوافيا ؟
إذا كان سلطان الهوى زيف واعدٍ = فميعاد ربي قد تبرّأ خاليا
ووعد الجليل جنة ٌ طال عرضها = كخطين سارا في السطوح توازيا
هنالكَ ما لا يمكنُ العين وصفهُ = ولا أذُنٌ صاختْ لمن كان صاغيا
ملاط القصور أذفر المسك نفحةً = وحيطانها الإبريز معْ فضةٍ هيا
وحصباؤها الياقوت أنعمْ بتربةٍ = منَ الزعفران قد أهاجتْ خياليا
وأنهارها ماءٌ فراتٌ مرجرجٌ = وأنهار خمرٍ تنعشُ الآنَ باليا
ومن لبنٍ أخرى عظيم مذاقها = ومن عسلٍ تلكم، حلا الشهد صافيا
وحور الجنان في الخيام تقصّرتْ = لأزواجهنّ اشتقنَ عشنَ صواديا
وفيها،، وفيها من مسرّات أنفسٍ = عديدٌ من اللذات أروتْ أمانيا
وإن شئتِ يا نفسُ الزيادة بهجةً = ترينَ إلهي للعباد مدانيا
وما قد أحبّ العبدُ شيئا كنظرةٍ = إلى الله ما أحلاهُ هذا التلاقيا
أسائل نفسي في القرارة أدمعا = فتأبى وتبقى في الإباء كما هيا
تقول : عصيَّ الدمع،، مالكَ حيلة = إذا لم تجاهدْني غدا الحوبُ دائيا
لعمري جهاد النفس صعبٌ مراسهُ = بديمومة الأفعال نلتَ دوائيا
فكن عاملا لله سرّا وجهرةً = وكن عابدا تحيي قياما لياليا
وكن عالما ما اسْطعتَ فالعلم سؤددٌ = تصير سخيَّ الدمع بالكلّ هاميا
وحسبكَ أنّ الله يقبلُ توبةً = إذا صدقتْ عيناك تبكي الخواليا[/poem]