المدينة المنورة - واس : رفع عدد من مثقفي وأدباء المدينة المنورة الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بمناسبة موافقة مجلس الوزراء على إنشاء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة، لما يهدف اليه من المحافظة على المكتبات الوقفية وخدمتها وإتاحتها للعامة.



وعبر عضو مجلس الشورى السابق عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة الدكتور عائض الردادي، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية عن سعادته وشكره لخادم الحرمين الشريفين على اهتمامه وحرصة على خدمة الثقافة المعرفية التي تخدم حضارتنا الإسلامية، مؤكداً أن مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية في المدينة جاء في الوقت المناسب والتاريخ المناسب للحفاظ على هذه الكنوز الثقافية التي تكونت في قرون وورثها السابقون للأجيال فالشكر لله ثم لخادم الحرمين الشريفين الذي لقيت في عهده هذه الكنوز هذه العناية التي تستحقها.

وبين الدكتور الردادي أن المدينة المنورة زخرت في العهود المتأخرة بالمكتبات حتى عدها المؤرخون أكثر مدن الجزيرة العربية مكتبات، ومن ذلك تميزت بالمكتبات الوقفية ومنها كثرة المكتبات التي تمتلئ بالمخطوطات.

ولفت الدكتور الردادي الإنتباه إلى أن هذه المكتبات تحتاج لعناية لذا جاءت موافقة مجلس الوزراء على مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية والتي تعد خطوة تاريخية في أهمية الاهتمام بهذا الإرث الثقافي العظيم.

وبشأن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة أبان الدكتور الردادي أنها تحتوي على ما يزيد عن عشرين ألف مخطوطة منها ما هو مجاميع يضم أكثر من مخطوطة وفيها ما يزيد عن ٣٤مكتبة وقفية، مشيراً إلى أن ربط المجمع برئيس مجلس الوزراء أعطاه أهمية يتغلب بها على كل العراقيل الإدارية والمالية التي كانت سبباً في الوضع السابق للمكتبة.

بدورة أكد عضو مجلس الشورى السابق يوسف ميمني أن إعلان مجلس الوزراء إقرار النظام الأساسي لمجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية أتى بحضوة مهمة جداً للثقافة بالمملكة.


وعد الميمني مكتبة الملك عبد العزيز رحمه الله بالمدينة المنورة ثاني أهم مكتبة على مستوى العالم الإسلامي بما تحتويه من ذخائر ونفائس نادرة ومخطوطات نفيسة متنوعة من أهمها مخطوطات المصاحف الشريفة التي تعد أكبر مجموعة على مستوى العالم حيث تحوي 1878 مصحفاً مخطوطاً، وتضم أيضاً مخطوطات متنوعة يبلغ عددها 15724 مخطوطاً أصلياً في مختلف علوم المعرفة وبالذات في الفقه الإسلامي والتفسير والعقيدة وتضم أيضاً اكثر من مائة وعشرون الف كتاب نادر معظمها كتب متنوعة نادرة تغطي جوانب المعرفة كافة يضاف لها دوريات متنوعة وتضم أيضاً 34 مكتبة موقوفة.

وبين الميمني ان النظام الأساسي لمجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية أكد على إرتباط المجمع برئيس مجلس الوزراء وسوف يشكل مجلس امناء برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة ونخبة من أصحاب الإختصاص وللمجمع إستقلاله المالي والإداري.

وأشار الميمني إلى أن مجمع المكتبات الوقفية يستقبل المكتبات التي يقوم أصحابها بوقفها على المجمع علماً بأن مكتبة الملك عبد العزيز - رحمه الله - تضم أكثر من أربعة وعشرون مكتبة وقفية أوقفها العلماء وطلبة العلم والمهتمين بالثقافة والعلم.

وقال الميمني: إن الإهتمام الفائق من خادم الحرمين الشريفين بهذا المجمع الذي يحمل اسم المؤسس له دلالات واسعة بإهتمامه - حفظه الله - بالثقافة والعلم وسوف يكون هذا المجمع نبراساً تفخر به المدينة المنورة مأرز الإيمان ومثوى الرسول صلى الله عليه وسلم وسوف يشجع المجمع المواطنين والمسلمين من داخل وخارج المملكة لإهداء نفائس الكتب للمجمع لتكون ضمن موجوداته.

وفي ختام التصريح شكر الميمني صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة لإهتمامه الفائق بهذا المجمع ومتابعته لشؤونه وإهتمامه أن تكون المدينة المنورة واحة للعلم والعلماء وترشيح المدينة المنورة موئلاً للحضارة الإسلامية.



من جهته أوضح مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة محمد بن مصطفى النعمان أن القرار الحكيم والمبارك في موافقة مجلس الوزراء على إنشاء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية والذي سيكون مقره الرئيس في المدينة المنورة يعد دليلاً واضحاً لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - في الحفاظ على تراث المملكة، ومكانتها الإسلامية في وجدان العالم الإسلامي بصفتها بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنطلق الرسالات.

وعد النعمان هذا القرار توجهاً نحو تفعيل رؤية المملكة 2030 التي احتوت ضمن برامجها الشاملة كثير من المشاريع الثقافية والعلمية، التي ستخدم تراثنا الحضاري العربي والإسلامي بمختلف ملامحه، مشيراً إلى أنه سيكون لهذا المجمع بإذن الله دوراً ريادياً وكبيراً جداً في المحافظة على المكتبات الوقفية وخدمتها وإتاحتها للعامة، كما أنه سيفعل عمل الأبحاث والدراسات وتشجيع البحث العلمي، وكذلك العناية بالمقتنيات النادرة التي لدى المجمع والمحافظة عليها وعرضها متحفياً وفق أعلى المستويات والمعايير الدولية وكذلك الإسهام في التعريف بالتراث الحضاري العربي والإسلامي المخطوط.

وثمن النعمان تعيين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة رئيسا لمجلس أمناء المجمع والذي سيكون له بالغ الأثر في إثراء فعاليات وبرامج مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، ورسم ملامحه وتحقيق أهدافه التي رسمها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله .

وبين مدير عام فرع وزارة الشوون الاسلامية والدعوة والإرشاد المكلف الشيخ محمد بن إسماعيل أبو حميد أن ما أقره مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - بانشاء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية ومقره الرئيس المدينة المنورة، دليل على اهتمام القيادة الرشيدة بالمحافظة على المكتبات الوقفية وخدمتها وإتاحتها للعامة.

وأفاد أبو حميد أن مالبلادنا العزيزة من ثقل اجتماعي يمتلك الإمكانات التي تجعله منارةً ثقافية تُلهم جميع شعوب المنطقة وتقودها فكرياً.. جعل إهتمام قيادتنا الرشيدة بالثقافة والمثقفين ومالهم من دور في نهضة الوطن وأن ذلك المجمع يعد بمرحلة ثقافية ستبدأ بواقع جديد ومستقبلاً مشرقاً لمجتمع واعي ومثقف بإذن الله .

وقال الإعلامي والكاتب عبد الغني بن ناجي القش أن موافقة مجلس الوزراء على إنشاء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية في المدينة المنورة يمثل فتحاً لآفاق الاطلاع وتوفيرًا للوقت والجهد الذي يبذله محبو القراءة وله دلالة بالغة على اهتمام قيادتنا الرشيدة بهذا الجانب الثقافي المهم، مشيراً إلى أن ‏المكتبات الوقفية لها اهمية كبرى حيث تحوي الآلاف من الكتب والمخطوطات التي يترقبونها طلاب العلم المثقفون على حد سواء ‏وفي هذا حفاظ على هذه المقتنيات وجمعها في مكان واحد ليسهل على الباحثين والقراء الوصول إليها.

ولفت الانتباه إلى أن وجود هذا المجمع في المدينة المنورة له رمزية خاصة إذ يرمز إلى عودة النور إلى مركز إشعاعه لمدينة ‏المصطفى صلى الله عليه وسلم التي انطلق منها هذا الدين الحنيف وبلغ آفاق العالم وعم الأوطان في المشرق والمغرب مقدماً عظيم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة صدور الموافقة الكريمة على إنشاء هذا المجمع الذي يتطلع الجميع إلى وجود هذا المعلم في هذه البلدة المباركة والإفادة منه بشكل يواكب العصرنة ومقتنياتها وأدواتها الحديثة.