الطائف - واس : توقع كاتب ومؤلف مسرحية عمرو بن كلثوم، رجاء العتيبي أن التأثير الذي ستتركه المسرحية على ثقافة جمهور سوق عكاظ سيكون له الأثر الكبير، لا سيما أنها تناقش الوضع الراهن ، من خلال تأثير (فتكة) عمرو بن كلثوم الشهيرة، وتقمص كثير من الناس شخصيته في ذهنيتة، مؤكدا أن إضافة اللغة البصرية على المسرحية سيدعمها أكثر قياسا على تجارب السوق السابقة.



وذكر أن المسرحية تتكون من 12 مشهدا متتابعا ، مكتوبة بلغة بصرية، وفقا لأسس الكتابة المسرحية، وأهم المشاهد المفصلية في النص، هي التنويم المغناطيسي لبطل المسرحية الذي تقمص دور عمرو بن كلثوم الأمر الذي جعل بطل المسرحية يتخيل أنه فعلا عمرو بن كلثوم ففتك فورا بالعالم النفسي الذي نومه، تأكيدا على أن في داخل كل منا (عمرو بن كلثوم) صغير يتحرك كنسق غير واع عندما نختلف مع بعضنا البعض.

وعن القيم الدراماتيكية في نصوص مسرحية عمرو بن كلثوم قال العتيبي: "لم أكتب نصا وثائقيا عن الشاعر عمرو بن كلثوم، ولم أنقل المرويات التاريخية كما هي، وإنما كتبت عمرو بن كلثوم بصورة تتقاطع مع العصر الحاضر، بلغتي وقيم العصر، ويتركز الخط الدرامي حول الصراع بين أن تكون الماضي كما هو، وبين أن تكون أنت كما هو، بين أن تتقمص شخصية عمرو بن كلثوم وتسلك مسلكه في الفتك، وبين أن تكون ذا شخصية مستقلة تعيش عصرك وزمان وقيمك الإنسانية كما هي في القرن الحادي والعشرين".

كما لفت العتيبي أن كتابته للمسرحية التي ستعرض في سوق عكاظ لهذا العام لم تكن تجربة أولى، حيث إنه كتب نص (طرفة بن العبد) 2010م وأخرجها الدكتور شادي عاشور، أما التجربة الثانية فقد أخرجت مسرحية (زهير بن سلمى) 2011م وكتبها الدكتور شادي عاشور، ومازالت حاضرة في احتفالات سوق عكاظ.

وأوضح كاتب مسرحية عمرو بن كلثوم رجاء العتيبي أنه تشبع بشخصية عمرو بن كلثوم قبل الشروع في كتابه نصها المسرحي، وقال "قرأت الحالة السياسية والاجتماعية والثقافية في العصر القديم، وقرأت شخصية عمرو بن كلثوم مرات عدة، وقرأت عنها الكثير واستمعت بإنصات إلى أساتذتي في جامعة الملك سعود وهم يتحدثون عن هذا الشاعر الفحل، وذلك عندما كنت طالبا في قسم اللغة العربية، عمرو كلثوم تملكني حد الثمالة، وقصيدته النونية قرأتها برؤية معاصرة بعيدا عن أقوال الرواة المتضاربة، رأيت في نونية عمرو بن كلثوم شيء من زماني، وأنا أحمله كل ما نحن فيه من ثأر وعاطفة جنونية، وما يحصل من ثأر في زماننا ـ في تقديري ـ هو امتداد لفتكه عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند".

وأشار إلى أن الكتابة المسرحية لم تكن منعطفا بالنسبة له وإنما تاريخ نما معه منذ أن اعتلت قدماه خشبة المسرح قبل أكثر من عقدين من الزمان، مؤكدا ان الكتابة في الأصل هي جزء من أدواتي المسرحية، ويتعامل معها متى ما تطلب الأمر ذلك، كتب نصوص كثيرة، وأخرج نصوص كثيرة بعضها له وبعضها لغيره من الكتاب.

وعن المتغيرات والمراحل التي تتشكل من خلالها بنية هذا النص للمسرحية قال العتيبي: "تتشكل بنية النص من قطبين (مدرسة الإيهام التي أسسها أرسطو)، و(مدرسة بريخت) التي كسرت الحاجز الرابع، فالأولى ترمز في النص لتقمص شخصية الماضوي، والثانية ترمز إلى كسر هذا الإيهام الماضوي والعمل خارج الصندوق والاستقلال انطلاق للمستقبل، من خلال حكاية تدور بين مخرج مسرحي، وعالم في التنويم المغناطيسي، يتحدثان بلغة عصرية بعيدة عن التقعر في اللغة العربية والتكلف في صناعة الجمل الفصيحة والملابس المغالية في القدم.