حج سليمان بن عبد الملك ذات مرة
فأخلوا له الناس لكي يطوف
هو وأهله وجواريه
وهم يطوفون

عثرت إحدى جواريه وسقطت
فقالت: يا شاد

ففكر سليمان في ذلك

وقال: من شاد الذي هو هجير جاريتي ومفزعها ؟

وسأل عن شاد طول مقامه في مكة

وسأل عنه في المدينة لما وصلها

فلم يجد أحداً يخبره عنه

فلما رجع إلى قصره في الشام
كتب إلى واليه في العراق ليأتي له بحماد بن سابور

حماد راوية مشهور وعلاّمة إخباري
ومن أكثر العارفين بشعر العرب

فلما وصله حماد أكرمه سليمان
وسأله: يا حمّاد قد عرفت أشعار العرب كلها
وأخبارهم أفتعرف أشعار العجم ؟
فقال حماد: إني لأعرف من أخبار العجم
أكثر مما أعرفه من أخبار العرب

فقال له سليمان: فمن يكون شاد ؟ وهل تعرفه ؟
قال حماد: نعم،
وهو رجل من أبناء العجم،
جميل ظريف شاعر
فقال سليمان: فهل تروي لنا شيئاً ؟
قال: نعم، وهو القائل:

[poem=font=",6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
من كان حرباً للنساء = فإنني سلمٌ لهن
وإذا برزْن بمحفلٍ = فقصارهن ملاحهن
فإذا اعثرن دعوني = وإذا عثرت دعوتهن[/poem]


فضحك سليمان وقال لحماد:
أنت أعرف الناس بأخبارهم

ولم يقتصر الأمر على شاد
بل هناك شعار عرب
امتثلوا لبيته الشهير ذاك
مثل عمر بن أبي ربيعة بأبياته الشهيرة:

[poem=font=",6,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بينما ينعتني أبصرنني = دون قيل الميل يعدو بي الأغر
قالت الصغرى: أتعرفين الفتى؟ = قالت الكبرى: وهل يخفى القمر
وإذا ما عثرت في مرطها = ابتدت بإسمي وقال: يا عمر[/poem]