(العرب) يعتبر مسجد لشبونة التابع للمركز الإسلامي الثقافي في لشبونة أهم مسجد في البرتغال بالرغم من وجود مصليات ومساجد عديدة في البلد؛ حيث يعتبر هو أول مسجد للمسلمين في البرتغال وقد تم بناؤه بعد عدة مطالبات من سكان لشبونة بإنشاء مسجد للصلاة؛ ولذلك فما يميز هذا المسجد أنه أنشئ ليكون مسجداً منذ وضع حجر الأساس وهو يشكل رمزاً للجالية المسلمة في البرتغال، خاصة وأن المسجد مميز من حيث عمارته والنقوش الموجودة فيه ويعتبر معلماً من معالم عاصمة البرتغال لشبونة.


- مسجد لشبونة.. أول مسجد للمسلمين في البرتغال العرب

والشيء اللافت للانتباه أن المسجد لا يستفيد من أية مساعدات مالية من الدولة البرتغالية؛ لأنها دولة علمانية بالرغم من أن معظم سكان البرتغال من المسيحيين الكاثوليك بالإضافة إلى جالية يهودية كبيرة وحتى هؤلاء لا تقدم الدولة لهم أية مساعدة.

بناء المسجد
كانت البداية الحقيقية لإنشاء مسجد في لشبونة في عام 1966، عندما ذهب 10 من سكان لشبونة، خمسة منهم مسلمون وخمسة غير مسلمين، ليقابلوا رئيس بلدية المدينة ومطالبته بالسماح للمسلمين بإنشاء مسجد للصلاة، لكن البلدية في تلك السنة رفضت، ثم وصل في عام 1968، عدد من الطلاب المسلمين من المستعمرات البرتغالية السابقة وتحديداً الموزامبيق للدراسة في لشبونة، ولم يكن هناك مكان ليقيموا فيه الصلاة، وهكذا بدؤوا في إنشاء لجنة للمطالبة بوجود مسجد.

وفي السبعينيات من القرن العشرين وتحديداً سنة 1975 ازداد عدد المهاجرين من المستعمرات السابقة الذين قدموا إلى لشبونة ليسكنوا فيها من دول مثل أنجولا والموزمبيق وغينيا، وهناك عناصر مسلمة تعود جذورها إلى أصول هندية باكستانية؛ لذلك في عام 1977 قام رئيس البلدية آن ذاك في اجتماع للمجلس البلدي باقتراح إعطاء أرض للجالية المسلمة كي يبنوا مسجداً عليها، وافق المجلس وأعطيت قطعة الأرض التي بني عليها المركز الإسلامي الثقافي.
وضع حجر الأساس

وفي عام 1979، تم وضع حجر الأساس للمسجد، وبعد ست سنوات، في عام 1986، تم افتتاح المسجد والمركز الإسلامي، وللحصول على تمويل لبناء المركز قامت لجنة الأمناء بالاتصال بحكومات عدة دول إسلامية مثل المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وعمان وليبيا ومصر وباكستان وإيران، وتجاوبت هذه الدول مع طلب اللجنة وتم جمع تبرعات منهم بالإضافة إلى تبرعات جُمِعت من المسلمين في البرتغال لإنهاء المرحلة الأولى من البناء، وبدأ جمع التبرعات عام 1978، وجاءت الدفعة الأولى بتوجيه من الملك خالد بن عبدالعزيز في السنة نفسها، وثم دفعة ثانية في عام 1979.

وفي عام 1981م، تم تغيير اسم الشارع الذي أقيم فيه المركز إلى روا ديل موسكيتا أو شارع المسجد، وحضر الحفل سلمان بن عبدالعزيز الذي جلب معه آخر دفعة تبرع بها الملك خالد، كما قدم للمركز هدية قيمة وهي قطعة من كسوة الكعبة ما زالت تتوسط أحد جدران المسجد حتى اليوم، وقد وصلت تبرعات المملكة العربية السعودية خلال هذه السنوات إلى اثني عشر مليون ونصف المليون دولار أميركي.