تونس - واس : أسهم تنوع منتوجات الصناعات التقليدية التي تتميز بها منطقة الوطن القبلي محافظة نابل على بعد 60 كيلومتر عن العاصمة التونسية بدرجة كبيرة في التعريف بالجهة داخلياً وخارجياً بالإضافة إلى استقطاب السياح وتنشيط الحركة التجارية .



لكن الحال تغير اليوم ولم تصمد أغلب هذه المنتوجات فمنها ما اندثر على غرار الحدادة التقليدية وصناعة اللفة التي تشمل البطانية والبرنس والقشابية والجبة ونجارة الخشب التي تهتم بصناعة المحراث العربي والكريطة ومهراس الحطب ومنها ما هو بصدد الاندثار مثل صناعة البلغة والحصير والفخار العربي ولم يبق ما يميز المنطقة من هذه الحرف سوى صناعة الفخار العصري ويطلق عليه اسم الفخار المطلي أو المغطس حسب المصطلح المتداول.

في أنهج خلفية وأزقة بمدينة نابل ينشط حرفيون يصنعون منتوجات تقليدية وان كانت هذه المحلات تعد بالمئات خلال ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي إلا أنها اليوم أصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة وكل صاحب صنعة يتوفى إلا ويغلق المحل من بعده ويتحول إلى نشاط تجاري آخر.



وأرجع أحد الحرفيين في صناعة الحصير أسباب اندثار بعض أنواع الصناعات التقليدية إلى رفض الجيل الحالي والجيل الذي سبقه تعلم صنعة الجدود بسبب عدم مردوديتها المالية، مضيفاً أن هذه الصناعات اندثرت بموت أصحابها ولم يعد لها وجود متوقعاً اندثار صناعة الحصير خلال العشريتين القادمتين على أقصى تقدير .

وطالب بإيجاد حلول جذرية لإنقاذ ما تبقى من هذه الصناعات التقليدية وإعادة إحياء الصناعات الأخرى التي اندثرت لأنها تعد جزءا من ذاكرة هذه المنطقة وذلك عن طريق إنشاء مراكز تكوين والابتعاد عن الحلول المؤقتة التي أضرت بالقطاع .
حرفة أخرى لا تقل أهمية على حرفة صناعة الحصير وهي صناعة الفخار العربي هذه الحرفة هي التي كانت سبباً في شهرة محافظة نابل في مجال الصناعات التقليدية الا ان الإقبال عليها تراجع ولم تعد تستهوي ربات البيوت اللاتي يفضلن استعمال الفخار العصري في أشكاله المتنوعة مثل طواقم الأكل وطواقم القهوة والماء .

ويسهم الفخار العربي في إضفاء نكهة خاصة على المأكولات التي تطبخ /سلة سلة/ وله عدة استعمالات ويتشكل عادة من الكانون الذي يستعمل لطبخ الشاي والقلاعية التي تستعمل لطبخ الأكل بالفحم والمقفول للكسكسي والطنجرة للمرقة والطاجين والغناي أو الحماص لإعداد خبز الملاوي والحرشة والدرجية والبرادة لتبريد الماء والمخفية لحفظ المونة أو العولة مثل الكسكسي أو الفاح أوالبسيسة أو المحمص.



أما صناعة البلغة هي أيضا واحدة من بين أهم الصناعات التقليدية التي أسهمت في شهرة نابل لكنها اليوم أصبحت مهددة بالاندثار ولم يبق من سوق البلغة إلا الإسم.

وفي هذا الصدد يقول أقدم الحرفيين المختصين في صناعة البلغة إن سوق البلغة كان ينتصب بها حوالي 70 حرفياً مختصاً في صناعة البلغة وهي سوق عمرها يزيد عن مائتي عام وكانت تشهد حركية كبيرة أما اليوم فتغير كل شيء ولم يبق سوى ثلاثة حرفيين وتحولت باقي المحلات إلى تعاطي أنواع أخرى من التجارة ففقدت السوق خصوصيتها ولم نعد نحصل على قوت يومنا وإن صناعة البلغة سيكون مآلها الاندثار في قادم الأيام بسبب عزوف الشباب على تعلمها.












أيضا ،،،


ارتفاع صادرات قطاع الجلود والأحذية خلال النصف الأول
من العام الجاري في تونس بنسبة 8ر5 بالمائة


حققت صادرات قطاع الجلود والأحذية بتونس نمواً بنسبة 8ر5 بالمائة وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري 2013م لتصل إلى 550.1 مليون دينار تونسي 344 مليون دولار أمريكي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي كانت 520 مليون دينار 325 مليون دولار.



وأوضحت أرقام أظهرها المركز الفني للجلود والأحذية في نشرته الشهرية أن واردات القطاع لنفس الفترة من العام الجاري 2013م نمت كذلك بنسبة 3.1 بالمائة لتصل قيمتها إلى 367.8 مليون دينار تونسي بعد أن كانت 356.7 مليون دينار تونسي لنفس الفترة من العام الماضي 2012م.