ناسا (بي بي سي) يُتوقَّع أن يكشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين عن تفاصيل الرؤية الجديدة لبرامج وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، والتي يُعتقد على نطاق واسع بأنها سوف تتضمن إناطة مهمة إرسال الروَّاد إلى الفضاء في المستقبل بالقطاع التجاري الخاص.



يتزامن الإعلان عن الرؤية الجديدة مع طلب أوباما من الكونجرس الموافقة على ميزانية عام 2011

وفي حال أعلن أوباما ذلك، فإنه سيلجأ إلى التخلص من صواريخ الفضاء التي تعكف ناسا حاليا على تطويرها لتحل مكان مكوكات الفضاء الحالية، وبالتالي العودة بإرسال روَّاد الفضاء إلى سطح القمر.

ومن المتوقع أن يعرض تشارلز بولدين، مدير وكالة ناسا، الخطوط العريضة للرؤية الجديدة لوكالته، والتي يتزامن الإعلان عنها مع طلب الرئيس أوباما من الكونجرس الموافقة على ميزانية عام 2011.

زيادة تمويل
هذا وقد رشح عن جلسات الإحاطة والاطِِّلاع التي سبقت الإعلان عن الرؤية الجديدة لبرامج الفضاء الأمريكية احتمال أن تحصل ناسا على زيادة في تمويل مشاريعها خلال الأعوام الخمسة المقبلة تصل إلى ستة مليارات دولار.

وستستخدم ناسا جزءا من هذا المبلغ لتحفيز الشركات الخاصة ومساعدتها على إنتاج مسبارات جديدة لنقل البشر إلى الفضاء الخارجي.

وبالإضافة إلى كونها زبونا لمثل هذه المسبارات، فإن ناسا سوف تضع المعايير التي ستحكم الأسواق الوليدة، وستشرف عليها، وخصوصا في مجال القضايا المتعلقة بسلامة طواقم الفضاء والمسافرين على متن الرحلات.

كما ستمكِّن الأموال الجديدة الولايات المتحدة من تمديد فترة عمل محطة الفضاء الدولية من عام 2015 إلى عام 2020 على أقل تقدير.


- هنالك ثمة مخاوف في الكونجرس بشأن الخطط المقترحة

تناغم أفكار
وفي حال إقرارها، فمن شأن التغييرات الجديدة التي سيتم إدخالها على برامج ناسا أن تناغم وتتلاءم مع الأفكار التي طرحتها لجنة أوجستين المكلفة بدراسة برامج وسياسات الفضاء، والتي كان أوباما قد أمر العام الماضي بتشكيلها بغرض دراسة الخيارات الأمريكية المتعلقة بتحليق الإنسان في الفضاء.

وقد جادلت اللجنة المذكورة بقوة لصالح الرأي القائل بضرورة إعطاء القطاع التجاري دورا أكبر في برامج الفضاء الوطني، إذ عبَّر أعضاء اللجنة عن اعتقادهم بأن من شأن هكذا نهج أن يساعد على تخفيض كلفة البرامج وأن يسرِّع عملية اعتماد التقنيات الحديثة.

بدوره قال بريتون أليكزاندر، رئيس الاتحاد التجاري الأمريكي للتحليق في الفضاء، إن التفاصيل التي بدأت ترشح عن خطط أوباما المتعلقة بالفضاء "مشجعة للغاية".

فرص عمل
وأضاف أليكزاندر قائلا: "في الوقت الذي تُعتبر فيه قضية خلق فرص العمل الأولوية القصوى لأمتنا، فإن من شأن برنامج فضائي تجاري أن يخلق المزيد من الوظائف مقابل الدولارات التي ستُصرف عليه، وذلك ببساطة لأنه يدرُُّ الملايين من خلال الاستثمارات الخاصة".

وتابع بقوله: "كما أن من شأن ذلك أيضا أن يؤدي إلى أفضل استغلال للطاقات المحتملة للأنظمة التي تخدم كلا من الحكومة وزبائن القطاع الخاص."

وختم بالقول: "لدينا ثمة فرصة هائلة هنا لإطلاق نشاط خاص في المدار الأرضي المنخفض، الأمر الذي سوف يساعد على تخفيض كلفة الوصول إلى الفضاء، ويطلق العنان لإمكانية استغلاله اقتصاديا، والتي طالما قُطعت الوعود بشأنها."


- تسعى ناسا لتحفيز الشركات الخاصة لإنتاج مسبارات جديدة لنقل البشر إلى الفضاء الخارجي


خطط ومخاوف
إلاَّ أن هنالك ثمة مخاوف في الكونجرس بشأن الخطط المقترحة، وهذه الهموم تتجاوز إطار الحزب الديمقراطي الحاكم. من هنا، فإن أثر ذلك قد ينعكس على فرص العمل المرتبطة بالبرامج الحالية لناسا.

يُشار إلى أن ناسا تعمل منذ فترة على إنتاج صاروخي فضاء جديدين، وهما آريس 1 وآريس 5، وذلك في إطار مهمة مركبة الفضاء "أوريون" الجديدة التي تهدف إلى استبدال مكوكات الفضاء ونقل رواد فضاء ثانية إلى القمر في عام 2020.

وفي حال التخلي عن هذا المشروع، والذي تبلغ كلفته مليارات الدولارات ويُعرف باسم "الكوكبة" (كونستيليشن)، فسوف يكون لذلك تداعيات كبيرة على الكونجرس.

مشروع "الكوكبة"
فسوف يطالب النواب الذين يمثلون ألاباما وفلوريدا وتكساس، وهي الولايات الثلاث التي لها المصلحة الأكبر في استمرار مشروع "الكوكبة" هذا، بالحصول على ضمانات تتعلق بمستقبل القوى العاملة لديها في المشروع.


- القضية الرئيسية هي نوعية الخطط التي تتضمنها الرؤية الجديدة بشأن إطلاق صاروخ من الوزن الثقيل إلى الفضاء

والقضية التي تحظى باهتمام رئيسي هي نوعية الخطط التي تتضمنها الرؤية الجديدة للرئيس أوباما، هذا إن كانت تحتوي بالأصل على أي خطط بالأصل، بشأن إطلاق صاروخ من الوزن الثقيل، والذي بدونه لا يستطيع رواد الفضاء تجاوز محطة الفضاء الدولية والوصول إلى مسافات جديدة كالقمر والمريخ.

يُذكر أنه كان من المفترض أن يكون لدى "آريس 5" مثل هكذا مركبة فضائية، لكن العديد من المنتقدين قالوا إنه بإمكان ناسا الحصول على نفس الإمكانية بشكل أسرع وأرخص بكثير، وذلك فقط إن هي قامت بتعديل عناصر ومكوِّنات مكوكات الفضاء المكدسة حاليا لديها.


- مكوك فضاء