عدن - محمد غباري (رويترز) - زادت المخاوف من حدوث أزمة إنسانية في مدينة الحديدة باليمن مع امتداد المعارك إلى أحياء سكنية يوم الأربعاء بعد انتزاع قوات التحالف العربي للمطار من أيدي الحوثيين الموالين لإيران.



وقال سكان إن طائرات التحالف تقصف مواقع للحوثيين على الطرق مؤدية إلى المطار في وقت تكثف فيه الجماعة دفاعاتها أمام حملة التحالف العربي الرامية للسيطرة على المدينة التي تضم الميناء الرئيسي للحوثيين وتعد شريان الحياة لملايين اليمنيين.

وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي في مقابلة مع تلفزيون العربية من بروكسل ”تم تدمير التحصينات والعناصر الحوثية المتواجدة في شمال المطار“، واتهم جماعة الحوثي بنشر دبابات وسط مناطق سكنية.

وقالت فاطمة (56 عاما) ”نحن محبوسون في منازلنا منذ خمسة أيام، نخاف الخروج بسبب القتال. طعامنا سينفد خلال أسبوع ولا يوجد ماء“ مضيفة أن عبوات المياه غالية جدا.

وتسبب تصاعد القتال في إصابة ونزوح مدنيين وعرقلة عمل وكالات الإغاثة الإنسانية التي تبدي قلقها من تفش محتمل للكوليرا في المدينة المكتظة بالسكان بعد أن قطع القتال إمدادات المياه.

وقال سليم الشميري منسق الإعاشة بالمجلس النرويجي للاجئين ”يقول الناس إن الماء انقطع بالفعل في أجزاء من الحديدة. بعض المناطق لم تكن متصلة بخط الإمداد الرئيسي للمياه حتى قبل الحرب“. وأضاف ”أطلقنا بعض المبادرات... لتوعية الناس بالاستخدام الآمن للمياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة“.

وقال أحد السكان لرويترز إن عددا كبيرا من أهالي المدينة يغادرونها الآن. وتابع قائلا ”الشوارع مهجورة وشبه خاوية“، مشيرا إلى أن الغالبية تتجه إلى صنعاء وريمة ووصاب، وهي مناطق في العمق البري خاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقال الشميري إن كثيرين تركوا المدينة لكن معظم الناس في الحديدة لا يملكون الوسائل المالية للمغادرة. ويرى مسؤولون بالأمم المتحدة أن القتال قد يودي بحياة ما يصل إلى 250 ألف شخص إذا تدهور الموقف بشدة خاصة إذا حدث تفش للكوليرا.




”ستستمر الحياة الطبيعية داخل المدينة“
قال المالكي ”ستستمر الحياة الطبيعية داخل المدينة وستستمر تصاريح السفن لكل السفن المتوجهة إلى ميناء الحديدة“. وأضاف ”لدينا خطط إنسانية بعد تحرير المدينة.. لدينا خطط أكثر تنمية“.

وقال برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه يسرع في تفريغ ثلاث سفن بالميناء تحتوي على غذاء يكفي ستة ملايين شخص لمدة شهر.

ورغم تعهد التحالف بمحاولة تجنب المعارك في الأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة فقد تحصن الحوثيون جيدا بالحديدة التي تبقى خط الإمداد الرئيسي للمناطق التي يسيطرون عليها بما فيها العاصمة صنعاء.

وتخشى الأمم المتحدة أن يتسبب الهجوم في تدهور الوضع الإنساني في اليمن وتقول إن 22 مليون يمني يعتمدون على المساعدات وإن ما يقدر بنحو 8.4 مليون على شفا المجاعة.

وتدخل التحالف العربي في حرب اليمن في 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا بعد أن أجبرها الحوثيون على مغادرة البلاد ووقف ما تراه السعودية والإمارات توسعا في النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وتتهم السعودية الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة في تهريب أسلحة إيرانية الصنع من بينها الصواريخ التي أطلقت على مدن سعودية. وتنفي جماعة الحوثي وطهران هذا.